«المستقبل» تُندّد بــ«مطلب تعجيزي» مرفوض منذ اليوم الأول: عرقل التشكيلة الجاهزة وفاقم الصدمة
رفض متصاعد لـ«عقبات حزب الله» أمام اللبنانيين
في وقت بات معلوماً للقاصي والداني أنّ رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري لا يناور ولا يبازر في تصديه للعقدة المُفتعلة التي «كربجت» محركات التأليف وأجهضت ولادة «التشكيلة الحكومية الجاهزة» نهاية الشهر الفائت، وفي حين يُكرر رئيس الجمهورية ميشال عون أمام زواره امتعاضه من هذه العقدة التي استجدت فجأة وأخرّت عملية التشكيل، بدأت كرة الرفض للعقبات التي يضعها «حزب الله» أمام طموح اللبنانيين باستنهاض دولتهم وإنعاش اقتصادها وقطاعاتها الحيوية تكبر وتتدحرج على الساحة الوطنية بمختلف مفاصلها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والروحية، بحيث برزت أمس رسالة «نزع العقبات» التي حمّلها البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي إلى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان لإيصالها إلى قيادة «حزب الله»، متمنياً «عمل كل ما يلزم حتى تتشكل الحكومة للبدء في معالجة قضايا الوطن والدولة».
أما على المستوى السياسي، فكانت تغريدة معبّرة لرئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط تحدث فيها على طريقته عن بحث مستمر عن «وصفة للعقاب الجماعي» المفروض على اللبنانيين تكون «حلاً لتشكيل الوزارة»، بينما كانت مصادر قصر بعبدا تعكس أمس أجواء تؤكد استمرار المرواحة في الاتصالات الجارية لملف تأليف الحكومة مع التشديد على كون رئيس الجمهورية «لا يتفاوض مع أي طرف» حيال مسألة عقدة «حزب الله» التي أخرت ولادة الحكومة بداعي مطالبة الحزب بتمثيل أحد نواب سنّة 8 آذار الستة فيها.
ومن «بيت الوسط» حيث عقدت كتلة «المستقبل» النيابية اجتماعاً أمس برئاسة النائب بهية الحريري، جاء الموقف متجدداً في التذكير بأنّ المعنيين بهذا «المطلب التعجيزي» الذي عرقل التأليف يعلمون مسبقاً «ومنذ اليوم الأول للمشاورات بأنه سيُقابل برفض قاطع وحاسم من الرئيس المكلّف ومن شريحة واسعة من اللبنانيين والكتل السياسية»، ورأت الكتلة من خلال إعادة طرحه في اللحظات الأخيرة لولادة الحكومة أمراً «يُعزّز الشكوك بأنه لا يهدف إلا إلى تعطيل التشكيل»، مؤكدةً في هذا المجال بأنّ الجهود التي قام بها الرئيس المكلّف كانت قد «أفضت إلى جهوز التشكيلة الحكومية للصدور ما فاقم الصدمة التي أحدثها اختراع مطلب تعجيزي أدى إلى وقف عملية التشكيل».
وإذ رحبت بموقف رئيس الجمهورية الرافض لهذا المطلب التعجيزي منوهةً بكونه موقفاً «يدل على حس رفيع بالمسؤولية الوطنية وحرص على تشكيل الحكومة بأسرع وقت لمواجهة المخاطر الداهمة على اللبنانيين واقتصادهم وأمانهم»، أعربت «المستقبل» عن تأييدها «المنطق السليم الذي يواجه به كل من الرئيس عون والرئيس الحريري هذه العرقلة للعهد وللحكومة ولمصالح اللبنانيين»، خصوصاً أنه «لا يستقيم تجميع نواب منتسبين لكتل مختلفة وممثلة أساساً في الحكومة للمطالبة بمقعد وزاري إضافي خارج سياق الوفاق الوطني والتفاهمات التي أرساها الرئيس المكلّف بين جميع الكتل المُشاركة في الحكومة».