Site icon IMLebanon

عون يُرسّم حدود التوافق: «نسبية» بضوابط

الحريري يؤكد أنّ «الفراغ ممنوع».. ولجنة القانون تقرّب المسافات قبل فوات المهل
عون يُرسّم حدود التوافق: «نسبية» بضوابط

كل الأجواء والمعطيات تشي بأنّ رحلة قانون الانتخاب باتت في أمتارها الأخيرة حيث تتسارع الخطوات نحو خط النهاية المنشود. فبين حراك نشط مشهود وكواليس مزدحمة بالتشاور المكتوم، ثمة مجهود جبّار يُبذل على مدار الساعة لإنجاز «فسيفساء» التوافق الانتخابي سيّما وأنه لم يبقَ سوى 5% لاكتمال عقدها كما أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري من قصر بعبدا أمس، مشدداً على وجوب تضافر كافة الجهود للانتهاء من وضع القانون العتيد، وسط تنويهه في هذا المجال بـ«الإيجابية» التي يبديها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون و«بالتضحيات والتسويات المهمة» التي يقدّمها رئيس مجلس النواب نبيه بري. وعلى الطريق نحو بلورة الخارطة التوافقية لقانون الانتخاب، لفت الانتباه أمس دخول رئيس الجمهورية للمرة الأولى علانيةً على خط تفصيلات الصيغة الانتخابية المُرتقبة، في ما بدا وكأنها «لمسات رئاسية» تُرسّم حدود التوافق على القانون الجديد ليكون قائماً على «النسبية» لكن مع «ضوابط» تحافظ على التمثيل الطائفي، حسبما جاء في قول عون أمام زواره: «يريدون اليوم قانوناً على أساس النسبية لكن من دون

ضوابط، نحن نطالب بإيجادها ومنها التأهيل لوصول الأكفاء الذين يمثلون طوائفهم، ومنفتحون على أي طرح يحقق فعلاً هذه الأهداف».

وبين قصر بعبدا والسراي الحكومي، تمحورت أمس المشاورات الرئاسية والسياسية التي يجريها رئيس مجلس الوزراء لتقريب المسافات والطروحات الانتخابية بين مختلف الأطراف، بحيث أكد الحريري ظهراً بعد لقائه عون توافق الرؤساء الثلاثة على أنّ «الفراغ ممنوع» وتوافق كل الأفرقاء على 95% من الأمور في ملف قانون الانتخاب، لتعود فترشح مساءً أجواء «إيجابية» عن اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة بحث الملف في السراي، على وقع تقاطع أكثر من عضو في اللجنة عند التأكيد إثر انتهاء الاجتماع برئاسة رئيس الحكومة على اتجاه عام نحو الانفتاح على تدوير الزوايا والعمل على تقريب وجهات النظر المختلفة قبل فوات المهل الدستورية.

علماً أنّ الحريري كان قد شدد على كون النقاشات الحاصلة حول النظام الانتخابي المُرتقب بين من يريده نسبياً أو تأهيلياً «لا تعني أننا وصلنا إلى طريق مسدود»، متمنياً على الجميع «وضع كل ما هو سلبي جانباً وإدراك أننا متجهون إلى مكان إيجابي قادرون على الوصول إليه»، مع إيضاحه رداً على استفسارات الصحافيين أنه كما رئيس الجمهورية لا يريدان «الذهاب إلى التصويت من باب التحدي (…) إنما العمل حتى الدقيقة الأخيرة لتحقيق التوافق حول قانون الانتخاب».

أما عن موقفه من النسبية، فذكّر رئيس الحكومة بردّ الرئيس الشهيد رفيق الحريري على محاولة محاصرته انتخابياً إبان إعداد «قانون الستين»، ليكرّر اليوم الموقف نفسه قائلاً: «ضعوا القانون الذي تريدون وسعد الحريري سيخوض هذه الانتخابات وفقاً لأي قانون كان».