Site icon IMLebanon

الحريري يتفقد مشاريع «العاصمتين»: عهدي إليكم

عملية أمنية نوعية في عرسال.. ولبنان يتضامن مع مصر في مواجهة الإرهاب

الحريري يتفقد مشاريع «العاصمتين»: عهدي إليكم

موازناً في حمله أمانة المسؤولية بين كفّتي الإنجاز، السياسي مؤسساتياً وانتخابياً ومحاربةً للترهل والفساد، والإنمائي خدماتياً واجتماعياً واقتصادياً وتصدياً للركود والبطالة، يسير رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بثبات واقتدار على الطريق نحو استعادة ثقة الناس بالدولة بما هو من شعار محوري ومهمة مركزية وضعها نصب عينيه منذ توليه رئاسة الحكومة قاطعاً للبنانيين عهداً بتسخير كل قدراته ومقدّرات حكومته «في خدمة الناس». وإلى لقاءاته واجتماعاته المتعاقبة يومياً في السراي للبحث في احتياجات القطاعات الوطنية بمختلف مجالاتها الزراعية والصناعية والاقتصادية والحيوية تذليلاً للعقبات التي تعترض سبل انتاجها، برزت الجولتان الميدانيتان اللتان قام بهما الخميس على عاصمة الشمال طرابلس والعاصمة بيروت لتفقد سلسلة المشاريع الإنمائية المُنجزة أو قيد الإنجاز في العاصمتين، حيث كانت له محطات متعددة صباحاً في الفيحاء واكبها بتغريدات مرفقة بهاشتاغ #عهدي_إليكم، عبّر فيها عن «فرحة كبيرة» لتواجده بين أهله الطرابلسيين مع التشديد في معرض إشارته إلى وضع 7 مشاريع للمدينة على طريق الإنجاز بأنّ «إنماء طرابلس يحتاج إلى قرارات وليس إلى شعارات»، في حين كان لبيروت كذلك حصتها الإنمائية من جولة الخميس عبر زيارته مساءً «أرض جلول» حيث وضع حجر الأساس لسوق الخضار والفاكهة بالمفرق الذي سيُقام في المنطقة وسط تشديده على كون «هذا المشروع هو لأهل بيروت ولن يعمل فيه سوى شباب بيروت».

ففي طرابلس، حيث كان في استقباله حشد وزاري ونيابي وبلدي وروحي وشعبي من الطرابلسيين الذين نحروا الخراف مرحبين به في المدينة، استمع الحريري فور وصوله إلى شرح مفصّل على الخرائط عن سير تنفيذ مشروع الطريق الدائري الغربي لمدينة طرابلس الذي يربط مناطق الميناء وطرابلس والبداوي، والذي أنجز جزء كبير منه بطول ١٨٠٠ متر ومن المتوقع انتهاء العمل به أواخر العام الحالي. ثم تفقد مشروع المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس، ليتوجه لاحقاً إلى سوق الخضار الحديث الذي أنجز العمل فيه في منطقة المرفأ، قبل أن يزور مشروع إعادة تأهيل واجهات المباني المتضررة جراء الاشتباكات والأحداث التي حصلت في مناطق البكار وبعل محسن والمنكوبين ومن المقرر أن يستغرق تنفيذه ستة أشهر، كما تفقد مشروع خان العسكر في منطقة الدباغة، واطلع على سير الأعمال في المدرسة النموذجية ودار المعلمين في منطقة أبو سمرا حيث من المتوقع أن ينتهي العمل بهذا المشروع نهاية العام الحالي. وبعدها زار المبنى التابع للجامعة اللبنانية في منطقة رأس مسقا حيث يتم تشييد مبنى لكل من كليتي الهندسة والعمارة بتمويل من البنك الإسلامي للتنمية تبلغ قيمته ٥٧ مليون دولار على أن يُنجز المشروع نهاية 2017، كما اطلع أيضاً على الأعمال الجارية في مبنى كلية العلوم التابعة للجامعة والتي يموّلها بشكل جزئي الصندوق السعودي للتنمية. وفي ختام الجولة، تفقد الحريري مشاريع البنى التحتية للمدينة ثم لبّى دعوة مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار إلى مأدبة غداء تكريمية أقامها على شرفه في مطعم «الشاطئ الفضي» بالميناء. وللمناسبة ألقى رئيس الحكومة كلمة شدد فيها على أنّ «مشروع رفيق الحريري كان قائماً على قيام دولة المؤسسات لتكون هذه الدولة بخدمة الناس وليس الناس في خدمة الدولة»، وأضاف: «حلمي أن نرى طرابلس مجدداً أفضل مما كانت عليه، هذا ما سنقوم به ونكمله». مع مطالبته في ملف قانون الانتخاب كل الأفرقاء «بالتنازل قليلاً لكي نصل إلى قانون»، وتأكيده في موضوع الموقوفين «العمل على إصدار قانون عفو لمن يستحق العفو».

وفي بيروت، أكد الحريري خلال وضع حجر الأساس لسوق الخضار والفاكهة بالمفرّق في أرض جلول حيث احتشد أهالي المنطقة للترحيب به، أنّ هذا المشروع الذي «حارب من أجله» الرئيس الشهيد سوف «يصبح حقيقة خلال سنتين»، مشدداً على كونه «مشروعاً من عدة مشاريع» ستُنفذ للعاصمة، وقال متوجهاً إلى البيارتة: «عهدي إليكم أن تكون كل المشاريع التي سننفذها لمصلحة بيروت وأهالي بيروت، إن كان من مواقف سيارات أو هذا السوق أو الكورنيش أو المدارس أو الحدائق أو باقي المشاريع التي يجب أن تُنفذ، وإن شاء الله ستنفذ خلال ولاية هذه البلدية».

.. في مواجهة الإرهاب

أمنياً، تمكنت المؤسسة العسكرية أمس من تحقيق إنجاز أمني نوعي في مواجهة الخلايا الإرهابية العابرة للحدود من سوريا، بحيث نفذت وحدة من مخابرات الجيش عمليات دهم ناجحة في عرسال وأوقفت عدداً من المطلوبين، في حين أوضح بيان المؤسسة أنه وأثناء مداهمة مكان وجود الإرهابي بلال ابراهيم بريدي، وهو أحد المشاركين بالتفجيرات التي حصلت في بلدة رأس بعلبك بتاريخ 24 الجاري، أقدم الأخير على تفجير نفسه، ما أدى إلى مقتله وإصابة بعض العسكريين بجروح غير خطرة، تم نقلهم على إثرها إلى أحد المستشفيات للمعالجة.

في الغضون، وبينما عقد المجلس الأعلى للدفاع اجتماعاً قبل ظهر أمس في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون وحضور رئيس مجلس الوزراء اطلع خلاله المجتمعون على الجهوزية الأمنية والعسكرية في البلاد واتخذت القرارات المناسبة في هذا الإطار، كان للبنان الرسمي بالتزامن موقف تضامني مع مصر في مواجهة الهجمات الإرهابية التي تتعرض لها وآخر صورها الإجرامية الهجوم الذي استهدف أمس حافلة للأقباط في المنيا. بحيث دان عون هذا الهجوم الإرهابي الذي سقط ضحيته العشرات بين قتيل وجريح، مؤكداً «وقوف لبنان إلى جانب مصر في مواجهتها الإرهاب وكل ما يهدد أمنها واستقرارها»، وأبرق إلى نظيره المصري عبد الفتاح السيسي وبابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأنبا تواضروس الثاني، معزياً بالضحايا ومتمنياً للجرحى الشفاء.

بدوره، عبّر الحريري عن إدانته لهذه «الاستهدافات المشبوهة» الجديدة في مصر قائلاً: «لقد هالنا خبر الجريمة النكراء التي تأتي ضمن سلسلة الجرائم الإرهابية التي تستهدف الأبرياء في العديد من الدول»، وأردف لافتاً الانتباه إلى كون «هذه الجرائم تخالف المبادئ والقيم الدينية والأخلاقية، ولا وظيفة لها سوى الإساءة للإسلام والمسلمين وإثارة الفوضى والفتن في مجتمعاتهم»، وختم بالقول: «إننا نؤكد إدانتنا الشديدة لهذه الجريمة النكراء ووقوفنا إلى جانب الشقيقة مصر رئيساً وحكومةً وشعباً في مواجهة ما تتعرض له من استهدافات مشبوهة، ونبدي تعاطفنا مع ذوي وأهالي الضحايا في مصابهم الأليم، مشددين على وجوب تضافر كل الجهود في سبيل العمل على نبذ التطرّف واستئصال الإرهاب».