السعوديون يبايعون وزعماء العالم يهنئون وترامب يأمل في ترسيخ الشراكة مع المملكة
استيقظ السعوديون والعرب والعالم، أمس، على وقع حزمة أوامر ملكية أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود فجراً، تضمنت تغييرات وتعيينات أبرزها إعفاء الأمير محمد بن نايف من ولاية العهد ونيابة رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الداخلية، وإسناد ولاية العهد الى الأمير محمد بن سلمان وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره وزيراً للدفاع، وذلك بشبه إجماع لا سابق له داخل «هيئة البيعة»، وسط جملة موشرات الى أن 21 حزيران 2017 لن يكون يوماً عادياً في ذاكرة السعوديين بل مفصلاً في تاريخ المملكة التي تزداد مسؤولياتها مع مواجهة التحديات المتزايدة للعرب والمسلمين، مختارة سياسة «حزم الكبار» و«رجاحة الشباب».
الأمر الملكي بتغيير ولاية العهد الذي حمل الرقم «أ / 255»، بدا استثنائياً، صياغة ومضموناً، بالنسبة للسعوديين وهم يتابعون «ملك الحزم» يختار الأمير الشاب ولياً لـ«عهد الحزم» بعدما أثبت في سنوات قليلة أنه درع حصين للدولة، وصاحب رؤية لمستقبل غير مرهون بثروة النفط بل بطاقات الشعب، سوّقها بنشاط سياسي واقتصادي على مستوى العالم.
الأمر الملكي القاضي بتعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، قوبل بموجة من الرضا العارم في مواقع التواصل الاجتماعي، وتسابق السعوديون على مبايعة ولي العهد عبر «هاشتاغات» تصدرت الترند في الشرق الأوسط، مبرهنة على تفاؤلهم بالآتي وهم يرون مملكتهم أمانة في أيدي قيادات شابة واعية وواعدة.
وبايع السعوديون الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد عقب صلاة التراويح مساء أمس في قصر الصفا في مكة المكرمة.
وبدأت مراسم المبايعة بوصول الأمير محمد بن سلمان إلى قصر الصفا حيث صافح كبار الأمراء وأعضاء هيئة البيعة.
وألقى مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ كلمة بايع فيها الأمير محمد بن سلمان، وأكد فيها أهمية اجتماع الكلمة ووحدة الصف خلف قيادة المملكة.
وشرع الأمراء وشيوخ القبائل بتقديم البيعة ومصافحة الأمير محمد بن سلمان.
وكان الملك سلمان دعا إلى مبايعة الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد.
وبايع الأمير محمد بن نايف الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد في قصر الصفا.
وحرصاً من الملك سلمان على راحة المواطنين ورغبة منه في التسهيل عليهم وحتى لا يتكبدوا مشقة السفر إلى مكة المكرمة، فقد أمر بأن يتلقى أمراء المناطق ومحافظو المحافظات ورؤساء المراكز البيعة، التهنئة والمبايعة، نيابة عن الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
الأمر الملكي «أ / 255»
الآتي نص الأمر الملكي الذي قضى بتغيير ولاية العهد:
«الرقم: أ / 255
التاريخ 26 / 9 / 1438هـ
بعون الله تعالى
نحن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود
ملك المملكة العربية السعودية
بناءً على ما اطلع عليه أعضاء هيئة البيعة من مبررات وتأييد أعضاء هيئة البيعة بالأغلبية العظمى وذلك بأغلبية (31) من (34).
وعملاً بتعاليم الشريعة الإسلامية في ما تقضي به من وجوب الاعتصام بحبل الله والتعاون على هداه، والحرص على الأخذ بالأسباب الشرعية والنظامية، لتحقيق الوحدة واللحمة الوطنية والتآزر على الخير، وانطلاقاً من المبادئ الشرعية التي استقر عليها نظام الحكم في المملكة العربية السعودية، ورعاية لكيان الدولة ومستقبلها وضماناً – بعون الله تعالى – لاستمرارها على الأسس التي قامت عليها لخدمة الدين ثم البلاد والعباد، وما فيه الخير لشعبها الوفي.
وبعد الاطلاع على النظام الأساسي للحكم، الصادر بالأمر الملكي رقم (أ / 90) بتاريخ 27/ 8 / 1412هـ.
وبعد الاطلاع على نظام هيئة البيعة الصادر بالأمر الملكي رقم (أ / 135) بتاريخ 26 / 9/ 1427هـ.
وبعد الاطلاع على الأمر الملكي رقم (أ / 52) بتاريخ 3 / 4 / 1436هـ.
وبعد الاطلاع على الأمر الملكي رقم ( أ / 160 ) بتاريخ 10 / 6 / 1436هـ، والمؤيد من الأغلبية العظمى من أعضاء هيئة البيعة لاختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ليكون ولياً لولي العهد.
وبناءً على ما تقتضيه المصلحة العامة.
أمرنا بما هو آت:
أولاً: يُعفى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود من ولاية العهد، ومن منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ومنصب وزير الداخلية.
ثانياً: اختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولياً للعهد، وتعيين سموه نائباً لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره وزيراً للدفاع، واستمراره في ما كلف به من مهام أخرى.
ثالثاً: يبلغ أمرنا هذا للجهات المختصة لاعتماده وتنفيذه».
كما قضت حزمة الأوامر الملكية بتعيين الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز وزيراً للداخلية، وتعيين أحمد بن محمد السالم نائباً لوزير الداخلية بمرتبة وزير، إضافة إلى تعيين عدد من الأمراء مستشارين في الديوان الملكي وسفراء بالخارج.
وقفزت البورصة السعودية بأكثر من خمسة في المئة أمس بعد تعيين الأمير محمد بن سلمان، مهندس الإصلاحات الاقتصادية في المملكة، ولياً للعهد وإعلان «إم.إس.سي.آي» لمؤشرات الأسواق أنها ستدرس رفع تصنيف الرياض إلى وضع السوق الناشئة.
وصعد المؤشر الرئيسي للسوق السعودية 5.5 بالمئة إلى 7335 نقطة مسجلاً أكبر زيادة ليوم واحد منذ آب 2015 في أكبر حجم تداول منذ بداية العام.
وقال أيهم كامل مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى «يوراسيا غروب للاستشارات»: «للمرة الأولى في عامين، يشعر المستثمرون بالاطمئنان إلى أن خطة الإصلاح الاقتصادي (رؤية 2030) لن يتم التخلي عنها».
ولقيت السوق دعماً أيضاً من أنباء بأن «إم.إس.سي.آي»، في خطوة متوقعة، ستبدأ دراسة بشأن احتمال رفع تصنيف السعودية إلى وضع السوق الناشئة. ورفع للتصنيف سيحدث على الأرجح في 2019 وهو ما سيجلب في نهاية المطاف أموالاً أجنبية جديدة إلى المملكة بعشرات المليارات من الدولارات.
العالم يهنّئ
وانهالت على الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد برقيات واتصالات التهنئة من القادة العرب والخليجيين والمسلمين والأجانب في أنحاء العالم، وفي مقدمهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي اتصل بالأمير محمد مهنئاً ومعرباً عن تطلعه بأن يسهم اختياره ولياً للعهد في ترسيخ الشراكة السعودية ــ الأميركية.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس ترامب اتصل هاتفياً بولي العهد وهنأه وناقش معه مسألة الخلاف الديبلوماسي بين قطر وجاراتها الخليجية وبينها السعودية.
وأضاف البيت الأبيض في بيان أن «الرئيس وولي العهد ملتزمان بالتعاون الوثيق لتحقيق الأهداف المشتركة المتمثلة في الأمن والاستقرار والازدهار في منطقة الشرق الأوسط وغيرها».
وأضاف أن الزعيمين «أكدا ضرورة قطع كل الدعم للإرهابيين والمتطرفين وكذلك تطرقا لطريقة حل الخلاف مع قطر».
ونقلت وكالة «الأناضول» عن وكالة الأنباء القطرية أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، هنأ القيادة السعودية بتعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، معرباً عن تمنياته له بالتوفيق والسداد وللعلاقات بين البلدين بالازدهار.
وتواصلت برقيات ورسائل التهاني والترحيب بتعيين ولي العهد في المملكة الأمير محمد بن سلمان.
وبعث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ببرقية تهنئة إلى الأمير مخمد بن سلمان لاختياره ولياً للعهد.
وأعرب الصباح بحسب وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، عن خالص تهانيه وأطيب تمنياته بالتوفيق والسداد لخدمة وطنه.
كما بعث أمير الكويت، ببرقية تهنئة إلى العاهل السعودي الملك سلمان للمناسبة عينها.
وبعث الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات برقية تهنئة إلى الملك سلمان بمناسبة اختياره الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره وزيراً للدفاع.
وتمنى رئيس الإمارات في برقية للأمير محمد بن سلمان التوفيق في أداء مهامه وأعماله وأن يكون سنداً لخادم الحرمين.
وجرى اتصال هاتفي بين الملك البحريني حمد بن عيسى والأمير محمد بن سلمان، أعرب فيه الملك حمد عن خالص تهانيه.
وتلقى الملك سلمان اتصالاً هاتفياً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هنأه فيه بمناسبة اختياره الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء، مع استمراره وزيراً للدفاع.
كذلك تلقى الأمير محمد بن سلمان اتصالاً هاتفياً، من الرئيس التركي هنأه فيه على مهامه الجديدة.
كذلك أجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس، اتصالاً هاتفياً بولي العهد السعودي الجديد، هنأه خلاله بالثقة التي حظي بها.
وقال بيان للديوان الملكي، إنه بهذه المناسبة «تم التأكيد على عمق روابط الأخوة الصادقة، وعلى العلاقات المتميزة القائمة على التعاون المثمر والتضامن الفعال، التي تجمع بين المملكتين الشقيقتين، والحرص على مواصلة تعزيزها في مختلف المجالات».
وبعث الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، برقية تهنئة قال فيها إنه «على يقين بأن الأمير محمد بن سلمان، جدير بهذه الثقة العالية وأهل لها وبأنه سيضطلع بكل إخلاص واقتدار بهذه المهمة النبيلة على أكمل وجه».
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أجرى اتصالاً هاتفياً بـالأمير محمد بن سلمان لتهنئته. وأعرب السيسي وفق بيان للرئاسة المصرية، عن تمنياته لولي العهد بالتوفيق وللمملكة وشعبها بمزيد من التقدم والرقي.
كما أرسل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، برقية تهنئة قال فيها: «لن ينسى الشعب اليمني بأجياله المتعاقبة تلك المواقف النبيلة والصادقة للقيادة في المملكة العربية السعودية تجاه اليمن وشعبه».
ورحبت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بتعيين الأمير محمد ولياً للعهد بالمملكة.
وعبّر الأمين العام للمنظمة يوسف بن أحمد العثيمين في بيان عن تهنئته للعاهل السعودي على «هذا الاختيار الموفق».
(واس، العربية، الأناضول)