IMLebanon

الحريري من الاليزيه: هبة المليار تُترجَم في أسابيع

«حزب الله» يصعّد جنوباً.. وبكركي تنفي ما نُسب الى الراعي عن الحزب وتعتبره «إفلاساً أخلاقياً»

الحريري من الاليزيه: هبة المليار تُترجَم في أسابيع

 

في سياق مخيّب لآمال الجهات المشغّلة لماكينات التشويش السياسي والإعلامي على التقديمات السعودية لدعم الجيش، برزت أمس المحادثات التي أجراها الرئيس سعد الحريري مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر الاليزيه حيث أعلن الحريري عن إنجازات ونتائج سيتم الإعلان عنها «خلال الأسابيع المقبلة» في ما يتّصل بهبة المليار دولار المقدّمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتسليح المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية اللبنانية. وفي سياق مخيّب للمصطادين في مستنقع «المصادر» واسعة المخيلة في اختلاق المواقف والتصاريح غبّ الأهواء السياسية والإعلامية، برز على المستوى الداخلي نفي بكركي لـ«المستقبل» صحة ما نُقل صحفياً أمس من كلام منسوب للبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي حول تأييد وامتنان المسيحيين لتدخل «حزب الله» في الحرب السورية باعتبار أنه «لولا الحزب لكان «داعش» أصبح في جونية»، إذ أكد مسؤول الإعلام في الصرح البطريركي المحامي وليد غياض لـ«المستقبل» أنّ هذا الكلام مفبرك «ولا يعني لنا شيئاً»، واضعاً اختلاق هكذا كلام ونقله عن لسان البطريرك في خانة «الإفلاس الأخلاقي».

الاليزيه

إذاً، أكد الرئيس الحريري بعد لقائه الرئيس الفرنسي في الاليزيه عدم وجود عراقيل تحول دون تنفيذ هبة المليار دولار لدعم الجيش والقوى الأمنية، وقال: «أنجزنا الكثير من الأمور وهناك معدات ستبدأ بالوصول إلى لبنان في أسرع وقت ممكن»، مشيراً في الوقت عينه إلى أنّ اتفاقية تسليح الجيش اللبناني المبرمة بين الرياض وباريس بقيمة 3 مليارات دولار «تتقدم في الاتجاه الصحيح، والمسألة أنجزت بين المملكة وفرنسا».

وكان اللقاء الذي استمر على مدى خمس وأربعين دقيقة بين هولاند والحريري قد تطرق إلى مجمل الأحداث والتطورات في لبنان وسوريا والمنطقة، وأكد الحريري أنّه لمس خلال المحادثات «وضوحاً في وجهة النظر حيال لبنان»، لافتاً إلى أنه استعرض مع هولاند موقفه المتمسّك «بأولوية انتخاب رئيس للجمهورية»، وجدد رداً على سؤال معارضته إجراء الانتخابات النيابية قبل الرئاسية (…) أما إذا أصرّ الطرف الآخر على إجرائها «فليُجرها من دون تيار المستقبل».

وفي الشأن الإقليمي، شدد الحريري على وجوب أن يكون التحالف الدولي «أكثر تركيزاً» لتدمير تنظيم «داعش»، مطالباً بتوجيه «ضربات موجعة» لهذا التنظيم. وأضاف موضحاً: «على التحالف أن يضرب بقوة ويهاجم بطريقة منهجية وليس فقط استراتيجية (…) بالتعاون مع العراقيين ومع الجيش السوري الحر».

بكركي تنفي

بالعودة إلى الصرح البطريركي، فقد نفى المسؤول الإعلامي في الصرح نفياً قاطعاً صحة ما تم نقله صحفياً عن لسان البطريرك الراعي حول «حزب الله» و«داعش»، وقال غياض لـ«المستقبل»: «كل كلام لا يصدر بشكل رسمي عن صاحب الغبطة شخصياً أو عن بكركي ومكتبها الإعلامي أو عن بيانات مجلس المطارنة الموارنة، هو مجرد كلام لا يمكن الركون إليه»، وأردف: «ما يُنقل عن مصادر في هذا المجال لا يعني لنا شيئاً، إذ إنّ هكذا مصادر وجدت لخلق الفتن والمشاكل لا سيما وأنّ هناك سوق فتن مفتوحاً في البلد ومزايدات مصالح مفتوحة حيث بات كل طرف «يفصّل ويخيّط» على ذوقه».

غياض شدد على كون «البطريرك أكبر من أن يُنسب إليه كلام وتصاريح مزعومة، فهو يعرف أن يقول ما يريد قوله، وبكركي لم تتعوّد إيصال رسائلها على هذه الشاكلة بل هي تملك طرقاً محترمة أكثر لذلك»، وأضاف: «غبطة البطريرك يتحدث أسبوعياً فليأخذوا الحقيقة من كلامه لأنّ أحداً ليس مخوّلاً أن ينقل أي كلام عن لسانه».

وإذ لفت إلى أنّ أكبر دليل على زيف وإدانة ما نُقل من كلام عن الراعي هو «التلطي في نقله وراء المصادر.. وإلا فليتفضلوا بالكشف عن إسمها»، تساءل غياض عما إذا «كان المقصود من هكذا أحاديث مزعومة الرد على الموجة التي تقول إنّ البطريرك الراعي يتخذ مواقف ضد «حزب الله» لموازنة هذه بتلك؟»، وختم قائلاً: «للأسف ثمة إفلاس أخلاقي في البلد وبات من الواجب دق ناقوس الخطر على الأخلاق العامة بعدما أصبح كل طرف ينقل الأنباء بحسب ما تقتضي مصلحته».

عبوة الجنوب

وفي الغضون، باغت «حزب الله» لبنان الرسمي والشعبي أمس بتصعيد أمني على جبهة الجنوب من خلال إقدامه على تفجير عبوة ناسفة بدورية مؤللة للعدو الإسرائيلي عند مرتفعات شبعا أسفرت عن سقوط إصابات في صفوف عناصر الدورية. 

وبينما سارع الحزب إلى تبني الهجوم معلناً في بيان عن تنفيذه من قبل مجموعة أطلق عليها اسم «الشهيد علي حسن حيدر»، بدا واضحاً في المقابل التضارب في الأنباء المتواترة عبر وسائل الإعلام التابعة والموالية لـ«حزب الله» في معرض تبريرها مسوّغات شن هذا الهجوم في هذا التوقيت. إذ وفي حين أوضح موقع «العهد» التابع للحزب أنّ هذا التفجير أتى انتقاماً لاستشهاد علي حيدر جراء تفجير جهاز تنصت إسرائيلي في منطقة عدلون أثناء محاولة تفكيكه، نقلت قناة «الميادين» عن مصدر مسؤول في «حزب الله» إشارته إلى أنّ عملية مزارع شبعا أتت «رداً على الترابط بين المجموعات التكفيرية في سوريا والعدو الإسرائيلي».

في المقابل، سارعت إسرائيل إلى الرد على الهجوم بقصف مدفعي محدود النطاق مستهدفة محيط بلدة شبعا وتلال كفرشوبا داخل الأراضي اللبنانية بـ23 قذيفة من عيار 155 ملم من دون أن تسفر عن سقوط إصابات في الأرواح.

وعلى الأثر، أعلن المكتب الاعلامي لقوات الطوارئ الدولية «يونيفيل» أنّ «الجيش الاسرائيلي أكد إصابة اثنين من جنوده بجروح في موقع اسرائيلي في منطقة شبعا نتيجة انفجار عبوة ناسفة»، وأنّ قيادة القوات الدولية أجرت اتصالات «بكلا الطرفين وحثتهما على منع التصعيد»، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أنها «فتحت تحقيقا لتحديد وقائع وملابسات الحادث» الذي رأت فيه «انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، وللجهود المبذولة في سبيل إيجاد بيئة مستقرة وآمنة في جنوب لبنان».

عبوة الشمال

وفي طرابلس، أعلنت قيادة الجيش مساء أمس عن استشهاد الجندي علاء الدين العويك بانفجار عبوة ناسفة في المنطقة الحرة في المدينة، موضحة أنّ الشهيد قضى جراء انفجار العبوة أثناء قيام وحدة عسكرية بمحاولة تفكيكها.