رياشي واثق من «طيّ الماضي» ويؤكد أن «لا عون اشترط الرئاسة ولا جعجع يُشترط عليه»
قهوجي لـ«المستقبل»: عملية «الجرش» منعطف مهم
بمزيد من التضحية والشرف والوفاء، يواصل الجيش تظهير صورة الدولة القادرة على الذود عن الوطن بخلاف ما تشتهي رياح الطامحين إلى تهشيم هذه الصورة وتهميشها على مختلف الجبهات والمحاور. فعلى الساحة الداخلية تستمرّ الوحدات العسكرية والأمنية في تسطير الانجازات الميدانية بمواجهة جماعات التطرّف والإرهاب وعصابات التخريب والترهيب، وقد برز في جديد حصاد الخطة الأمنية بقاعاً وقوع أحد المشتبه بهم من آل جعفر في ارتكاب جريمة «بتدعي» في مكمن عسكري على طريق اليمّونة. أما على جبهة الحدود، فعملية نوعية جديدة نفذتها وحدات الجيش المرابضة عند الجرود أمس أدّت إلى السيطرة على تلّتين استراتيجيتين في جرود رأس بعلبك. وأوضح قائد الجيش العماد جان قهوجي لـ«المستقبل» أنّ العملية أتت في سياق توجيه «ضربة استباقية ناجحة أسفرت عن سيطرة الجيش التامة على مرتفعَي صدر الجرش وحرف الجرش»، مشدداً على أنّ «هذه العملية تشكّل منعطفاً مهماً في المعركة الجارية في سبيل تحصين الجبهة الحدودية لكونها خلقت سلسلة متراصّة بين أكثر من موقع عسكري حدودي بحيث أصبحت الجبهة متماسكة أكثر فأكثر بعدما عزّز الجيش تمركزه في عمق المنطقة من خلال سيطرته على تلّتي الجرش اللتين تقعان على ارتفاع استراتيجي أعلى من تلة رأس الحمرا».
ورداً على سؤال، لفت العماد قهوجي إلى أنه بعد نجاح العملية والسيطرة بشكل تام على تلّتي «الجرش» عمدت الجماعات الإرهابية إلى قصف المنطقة بصاروخ ما أدى إلى إصابة أربعة عسكريين بجروح بينهم ضابط، مشيراً في المقابل إلى أنّ الجيش ألحق بالمسلحين خسائر محقّقة بينما واصلت الوحدات العسكرية عمليات مطاردتهم وقصفهم من المروحيات وبالقذائف المدفعية بعد أن فرّوا من المواقع المستهدفة تاركين وراءهم أسلحتهم وأعتدتهم العسكرية.
وكان مراسل «المستقبل» في البقاع قد نقل عن مصادر أمنية في منطقة رأس بعلبك أنّ عملية «الجرش» أتت تتويجاً «لسلسلة عمليات رصد وتعقب هدفت إلى دراسة أدق التفاصيل المتعلقة بجغرافية المنطقة الجردية من خلال الاستعانة بوسائل تكنولوجية متطورة لتحديد نقاط وأماكن وتحركات المجموعات المسلحة الإرهابية التي سبق أن قامت بعمليات ضد الجيش»، مشيرةً إلى أنّ «تلّتي صدر الجرش وحرف الجرش اللتين تقعان شمال شرق تلة الحمرا شكّلتا منطلقاً لهجمات المسلحين خلال الأشهر الماضية».
رياشي: لا لزوم للإحباط
سياسياً، وبعدما لوحظت في الأيام الأخيرة جملة تحليلات وتأويلات صحافية تتحدث عن «إحباط مسيحي» ربطاً بما أشيع عن تعثّر مسار الحوار بين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب ميشال عون، توجّه رئيس جهاز التواصل والإعلام في «القوات» ملحم رياشي إلى «المعنيين والمهتمين» بهذا الملف قائلاً: «عليهم ألا يصابوا بالإحباط لأنّ ملف الحوار بين «القوات» و«التيار» يرتكز على الجهد والرجاء والعمل والصلاة»، وأضاف لـ«المستقبل»: «لا لزوم للإحباط على الإطلاق لأنّ النتائج مرهونة بالجهد الموضوع لحل العقد ذات الصلة وليست مرهونة ببعض التكهنات التي تكثر في هذه الأيام»، لافتاً إلى أنه «من الطبيعي أن تأخذ الاتصالات وقتها بين الجانبين لكنّ صفحة الماضي ستطوى بكل تأكيد وإلى غير رجعة».
وعما تردّد إعلامياً لجهة أنّ عون يشترط أن يوافق جعجع عليه رئيساً للجمهورية قبل عقد اللقاء المرتقب بينهما، أجاب رياشي: «هذا الكلام غير صحيح جملةً وتفصيلاً، فلا العماد عون اشترط ولا الدكتور جعجع يُشترط عليه».
ورداً على سؤال حول الانزعاج السائد لدى بعض الأفرقاء من الحوار الجاري بين الطرفين ربطاً بالتأخّر الحاصل في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، اكتفى رياشي بالقول: «الحوار الذي نجريه ليس تغطية للفراغ، بل على العكس من ذلك هو كشف للحقيقة والمصارحة والمصالحة بين القوات اللبنانية والتيار الوطني».