الحكومة تترقب ما سيحمله الحجيري من الجرود.. وهواجس أمنية من مخاطر حدودية في أيار
«عين التينة» ترصد ما بعد «24 آذار»
رئاسياً لا جديد «تحت شمس» الفراغ خارج مدار الانعكاسات السلبية على البلد، والمزيد من النداءات الرعوية لوقف «دوّامة النزف» بحسب تعبير البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي أمس في معرض تسجيل رفضه «ابتكار آلية البديل من وجود الرئيس والاستغناء عنه». بينما لا تزال الأنظار متجهة حكومياً نحو الدعوة المرتقبة خلال الساعات الـ72 المقبلة لانعقاد مجلس الوزراء الخميس على قاعدة «العودة إلى الكتاب» كما أكدت مصادر رئيس المجلس تمام سلام موضحةً لـ«المستقبل» أنّ «لا شيء محسوماً حتى الساعة إلا أنه لا بدّ بعد وقفة التأمّل التي حصلت من أن تكون عودة الحكومة مستندة إلى المادة 65 من الدستور التي تنصّ على الاحتكام للتوافق بعيداً عن ذهنية التعطيل والنكايات». أما في المشهد السياسي العريض، فـ«عين التينة» لا ترى جديداً «قبل 24 آذار» وفق ما لفت زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس، موضحين لـ«المستقبل» أنّ بري أكد أمامهم وجوب عدم توقّع حصول «أي جديد لا في لبنان ولا في المنطقة» قبل هذا التاريخ.
ونقل زوار رئيس المجلس إشارته في هذا المجال إلى أنه بعد الرابع والعشرين من آذار الجاري سيكون مصير الاتفاقية النووية الإيرانية مع المجتمع الدولي قد اتضح، لافتاً الانتباه في الوقت عينه إلى أنه بحلول ذلك التاريخ ستكون أيضاً ملامح نتائج زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة الأميركية قد بدأت بالتكوّن لتكشف تباعاً عمّا ستحمله هذه الزيارة من انعكاسات على المنطقة.
ملف العسكريين
على صعيد آخر متصل بمستجدات قضية العسكريين المخطوفين، أفادت مصادر رسمية «المستقبل» أنّ الشيخ مصطفى الحجيري الذي يعمل على خط الوساطة بين الحكومة وخاطفي العسكريين في تنظيم «جبهة النصرة» قام أمس بزيارة إلى المنطقة الجردية حيث يتمركز الخاطفون، مؤكدةً أنّ الجانب الرسمي اللبناني يترقب عودته خلال ساعات ما بين ليل الأحد أو صباح اليوم الاثنين ليتسلّم منه لائحة مطالب «النصرة» النهائية في سبيل إطلاق العسكريين الأسرى لديها.
وعن التواصل مع خاطفي العسكريين من تنظيم «داعش»، أكدت المصادر أنّ الوساطة التي يتولاها نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي على هذا الخط لا تزال مجمّدة من طرف الجهة الخاطفة من دون اتضاح الأسباب، متوقعةً في المقابل استئناف التواصل المباشر قريباً بين المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ومدير الاستخبارات القطرية غانم الكبيسي بعد عودة الأخير من واشنطن.
الجرود.. وهواجس «أيار»
أما على المستوى الميداني، فقد سُجّلت أمس عمليات صدّ واشتباك بين الجيش ومجموعات مسلحة حاولت التسلل فجراً في منطقة وادي حميد في عرسال، بحيث تمكنت الوحدات العسكرية من التصدي للمتسللين وإيقاع عدد من القتلى والجرحى في صفوفهم. بينما أفيد ليلاً عن قصف الجيش بالمدفعية تحركات للمجموعات المسلحة في منطقة وادي رافق في جرود القاع.
تزامناً، أعلنت قيادة الجيش في بيان أنّ وحدة عسكرية شنت أمس عملية «دهم في مناشر ومقالع أحجار مقابلة لمركز محلة وادي الحصن في جرود عرسال وقامت بهدم التحصينات التي كانت قد أقامتها المجموعات الإرهابية المسلّحة سابقاً، حيث عثرت بداخلها على كميات من مادة حشيشة الكيف وإبر الحقن، وعتاد عسكري ومبلغ من المال«، وقد جرى تسليم المضبوطات إلى المرجع المختص.
وفي سياق متصل بالأوضاع على الجبهة الحدودية عند السلسلة الشرقية، علمت «المستقبل» أنّ التقارير الاستخباراتية ذات الصلة تتحدث عن «هواجس ومخاطر مرتقبة عند هذه الجبهة خلال شهر أيار المقبل ربطاً بتحسّن الأحوال الجوية في المنطقة الجردية» حيث تشير هذه التقارير إلى أنّ المجموعات المسلّحة تسعى إلى استعادة زمام المبادرة بعدما تكبّدت في الآونة الأخيرة خسائر متتالية في المواقع والأرواح خلال اشتباكاتها مع وحدات الجيش اللبناني، وسط التشديد في المقابل على الأهمية الاستراتيجية للعمليات الاستباقية التي شنّها الجيش أخيراً في المنطقة، والتأكيد في الوقت عينه على ضرورة تحصين هذه الانجازات والتحسّب لأي هجمات مضادة من قبل المسلّحين في الفترة المقبلة.