IMLebanon

حوار 7: جولة «رئاسية» بامتياز

14 آذار تحضّر لإطلاق وثيقة سياسية ومجلس وطني في الذكرى العاشرة لثورة الأرز

حوار 7: جولة «رئاسية» بامتياز

 

على الرغم من الاقتضاب الشديد الذي تميّز به، إلا أنّ بيان الجولة السابعة من حوار عين التينة بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» أتى لافتاً للانتباه في مضمونه المقتصر على تسع كلمات دفعت المراقبين إلى الغوص في تحليل معانيها والتمعّن في عمق مدلولاتها السياسية ربطاً بإشارة البيان إلى تسجيل «تقدّم جدي» على الصعيدين الأمني والسياسي خلال جلسة الأمس. غير أنّ مصادر رفيعة في «التيار» آثرت عدم الاستغراق في ماورائيات البيان الصادر عن الجلسة، واكتفت بالإشارة إلى أنها كانت جولة «رئاسية» بامتياز قائلةً لـ«المستقبل»: «قضية رئاسة الجمهورية احتلّت الحيّز الأكبر من النقاش بين المتحاورين، بحيث عرض كل طرف وجهة نظره حيال الموضوع الرئاسي بدءاً من أهمية استكمال نصاب المؤسسات الدستورية بانتخاب الرئيس بوصفه المدخل البديهي والضروري للاستراتيجية الوطنية لمواجهة الإرهاب، وصولاً إلى استعراض كل من الطرفين مواصفات الشخصية المنشودة لتبوّؤ سدة الرئاسة الأولى»، مشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ جولة الحوار السابعة أحرزت كذلك «تقدماً جدّياً في موضوع الخطة الأمنية الجاري العمل على تنفيذها في البلد». وكشفت المصادر في هذا السياق «الاتفاق على تعميم مفاعيل الخطة لتشمل تطبيقاتها في المرحلة المقبلة مختلف المناطق اللبنانية»، لافتةً إلى أنّ الجولة المقبلة للحوار ستعقد في 18 الجاري.

وإثر انتهاء الجلسة السابعة للحوار في مقر الرئاسة الثانية بمشاركة مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن «المستقبل»، وعن «حزب الله» المعاون السياسي لأمين عام الحزب حسين الخليل والوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله، وبحضور المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري الوزير علي حسن خليل، صدر عن عين التينة بيان جاء فيه: «استُكمل النقاش، وسُجّل تقدّم جدّي في الملفات الأمنية والسياسية».

خلوة 14 آذار

في الغضون، عقدت قوى الرابع عشر من آذار بعد ظهر أمس خلوة في مجمّع «بيال» بعيداً من الأضواء والإعلام، شارك فيها نحو 100 شخصية بحضور رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة ونائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان ومستشار رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» ساسين ساسين وحشد نيابي من كتل قوى 14 آذار وكادراتها الحزبيين والمستقلين. وأفادت مصادر مشاركة في الخلوة «المستقبل» أنّها تأتي في إطار «التحضير لإطلاق وثيقة سياسية ومجلس وطني لقوى الرابع عشر من آذار تمهيداً للإعلان عنهما في الذكرى العاشرة لانطلاق ثورة الأرز في 14 آذار الجاري»، مشيرة إلى أنّ اجتماع الأمس تخلّله «نقاش جدّي ومراجعة نقدية شملت الاعتراف بالأخطاء التي ارتُكبت والتنويه بالإنجازات التي تحقّقت على مدار السنوات العشر الماضية».

وفي هذا السياق، لفتت المصادر إلى أنه جرى خلال انعقاد الخلوة «استعراض تأريخي يوثّق أبرز الأحداث منذ 14 آذار 2005 حتى اليوم تحت عنوان «ترتيب الذاكرة»، وقد تم الاتفاق في محصلة النقاش على اتخاذ سلسلة خطوات عملية باتجاه تطوير آلية العمل داخل تحالف قوى الرابع عشر من آذار، في مقدمها إطلاق المجلس الوطني لهذه القوى، بينما تقرّر أن يكون كل المشاركين في الخلوة أعضاء حكماً في الهيئة التحضيرية لإحياء الذكرى السنوية العاشرة لانطلاقة 14 آذار».

مقتل بدر عيد

أمنياً، برزت أمس عملية إطلاق النار على بدر عيد شقيق رئيس «الحزب العربي الديمقراطي» المتواري علي عيد أثناء مروره على طريق الكويخات – الحيصة في عكار ما أدى إلى إصابته بطلق ناري فجرى إسعافه إلى مستشفى رحال حيث ما لبث أن توفي لاحقاً متأثراً بجروحه.

وبينما سارعت الأجهزة الأمنية إلى مكان الحادثة وباشرت تحقيقاتها، بادرت وحدات الجيش المتمركزة في المنطقة إلى قطع الطريق المؤدية إلى المنكوبين باتجاه القبة في طرابس وذلك في إجراء احترازي لتطويق أية تداعيات ميدانية محتملة ربطاً بمقتل عيد كما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام. في حين أعرب رئيس بلدية الكويخات عمر الحايك بعد اجتماع طارئ في دارته ضم مختلف فاعليات البلدة عن أسف المجتمعين لهذا الحادث الأمني، معلناً في الوقت نفسه أنّ أهالي الكويخات يتبرأون جميعاً مما يجري تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي من بيانات تطالب آل علي عيد بالخروج من عكار. وطالب الحايك في المقابل الأجهزة الأمنية بالإسراع في كشف ملابسات الجريمة وملاحقة مروّجي هذه البيانات الفتنوية التي تسعى إلى ضرب السلم الأهلي، مبدياً في هذا المجال حرص أبناء الكويخات وأهالي عكار عموماً على حسن الجوار والعيش المشترك بين جميع مكونات المنطقة.