وفد شركات التسليح الفرنسي في اليرزة لتنفيذ برنامج الهبة السعودية
حوار 8: تجديد ربط النزاع «بهدوء وصراحة»
تحت وطأة أجواء التصعيد والتهويل التي طغت خلال الأيام الماضية على جبهة المنابر المتحاملة على قوى الرابع عشر من آذار، وكادت من فرط ادعاء الحرص على الحوار أن تؤدي إلى «فرط» وتقويض أسسه التهدوية.. استأنف حوار عين التينة بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» جلساته أمس واستحوذت على جولته الثامنة مسألة الحملات التصعيدية الأخيرة وما تخلّلها من شطط في مقاربة مفهوم «ربط النزاع» القائم أساساً على تحييد مواضيع الحوار الرامية إلى تطويق الشغور الرئاسي وتنفيس الاحتقان المذهبي عن مواضع الاختلاف والتباين الاستراتيجي المستمر بين الجانبين محلياً وإقليمياً. وفي إطار هادف إلى تجديد رسم معالم «ربط النزاع» والتذكير بمقتضياته، لفتت مصادر رفيعة في تيار «المستقبل» إلى أنّ جلسة الأمس تخلّلها «نقاش معمّق ومطوّل» على مدى قرابة 3 ساعات حول موضوع التصعيد الأخير الذي سبق انعقاد الجلسة، وأوضحت لـ«المستقبل» أنّ «كلّ طرف استعرض بهدوء وصراحة وجهة نظره من هذا الموضوع، وبنتيجة النقاش جرى التأكيد على استمرار الحوار بوصفه يجسّد خياراً استراتيجياً»، مشيرةً في هذا السياق إلى الاتفاق على انعقاد الجلسة المقبلة في 2 نيسان المقبل.
وإذ أكدت أنّ الجولة الحوارية الثامنة لم تقارب ملف الاستحقاق الرئاسي ولا المسائل المتصلة بعملية تحصين الساحة أمنياً ومذهبياً، لفتت مصادر «المستقبل» إلى أنّ هذه الجولة استغرقت في نقاش مسألة التصعيد غير المبرّر الذي ساد خلال الفترة الأخيرة رداً على المواقف المبدئية التي أطلقها «تيار المستقبل» وقوى 14 آذار، بحيث جرى التذكير خلال الجلسة بأنّ «التيار» لم يسبق له مع انطلاق الحوار أن التزم عدم إثارة أي من نقاط الخلاف والاختلاف في الرؤى مع «حزب الله» لا سيما ما يتعلق منها بمسألة انخراط الحزب في الحرب السورية، وتم تجديد التأكيد في هذا المجال على أنّ الدخول في الحوار لا يعني بأي شكل من الأشكال التوافق على هذه المسألة التي كانت ولا تزال محط اختلاف بين الجانبين.
بيان الحوار
وبعيد انتهاء جلسة الحوار في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة بمشاركة مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن تيار «المستقبل»، وعن «حزب الله» المعاون السياسي لأمين عام الحزب حسين الخليل والوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله، جاء في البيان الرسمي للجلسة أنّ المجتمعين أكدوا «على جدية الحوار، باعتباره ركيزة أساسية للحفاظ على استقرار لبنان وحمايته مما جرى في المنطقة، واتفقوا على استمرار البحث في المواضيع المقررة بنفس الزخم والاندفاع اللذين سادا الجلسة الأولى».
التسليح الفرنسي
على صعيد آخر متصل بتعزيز قدرات الدولة العسكرية، برز أمس الاجتماع الذي عُقد في اليرزة بين قائد الجيش العماد جان قهوجي ووفد من مسؤولي وممثلي الشركات الفرنسية للصناعة العسكرية بغية وضع عملية تسليح المؤسسة العسكرية موضع التنفيذ بموجب اتفاقية الهبة المقدمة من المملكة العربية السعودية بقيمة ثلاثة مليارات دولار.
وأوضح بيان صادر عن قيادة الجيش أنّ الاجتماع الذي عُقد بحضور السفير الفرنسي باتريس باولي، ومسؤول شركة «ODAS» الفرنسية الأميرال ادوارد غييو على رأس وفد من الشركة وعدد من ممثلي الشركات الفرنسية العاملة في مجال تصدير الصناعة العسكرية، أتى بهدف إطلاق تنفيذ برنامج الهبة السعودية من العتاد والسلاح الفرنسي ووضع الخطط والبرامج التفصيلية لتزويد الجيش اللبناني بالأسلحة والأعتدة الفرنسية بالإضافة الى عرض أنواعها المقترحة وسبل إجراء تدريبات عليها وفقاً لاحتياجات الجيش.