IMLebanon

الحريري ينوّه بالقرار السعودي الشجاع ويتمسك بالحوار

جنبلاط «مع المملكة» وجعجع يشيد بخطوتها «الإنقاذية».. و«حزب الله» يلوح بـ «مخاطر وتوترات»

الحريري ينوّه بالقرار السعودي الشجاع ويتمسك بالحوار

بينما كانت ملامح الارتباك والتردّد تتمظهر جلياً في موقف الحكومة الذي عبّر عنه وزير الخارجية جبران باسيل بالأمس خلال الاجتماع التمهيدي للقمة العربية حيال تموضع لبنان الرسمي من مستجدات الأحداث في اليمن، تسارعت المواقف الوازنة على الساحة الوطنية لتصبّ بعزم وبلا مواربة في كفة المجاهرة بالوقوف إلى جانب «الحزم» العربي والتنويه بالقرار «الحكيم والشجاع» الذي اتخذته المملكة العربية السعودية لإنقاذ الشرعية اليمنية وفق ما شدد الرئيس سعد الحريري مع الإعراب في الوقت عينه عن أمله في تحصين الساحة اللبنانية وعن التمسك بالحوار الهادف إلى تحييد البلد عن تداعيات الأزمة السورية. وإذ توالت تباعاً المواقف اللبنانية ربطاً بالتطورات العربية لتسجّل في أبرزها تأكيد رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط وقوفه «إلى جانب المملكة التي حضنت لبنان وأهله في أصعب الظروف»، وإشادة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عبر «المستقبل» بالخطوة السعودية «الانقاذية التي أتت في المكان والزمان الصحيحين».. برز على المقلب السياسي الآخر تنديد صريح من «حزب الله» بالتصدي العربي للانقلاب المليشيوي على الشرعية في اليمن ملوّحاً في المقابل باندلاع «مزيد من التوترات والمخاطر» في المنطقة جراء هذه التطورات، على أن يتولى أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله تجسيد هذا الموقف المناهض للائتلاف العربي والمؤيّد للانقلاب الحوثي خلال إطلالته المتلفزة مساء اليوم.

الحريري

إذاً، وغداة زيارته الرسمية إلى أنقرة حيث استعرض مستجدات الأوضاع في المنطقة مع كل من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ورئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو، بادر الرئيس الحريري بُعيد انطلاق «عاصفة الحزم» العربية إلى الإشادة «بالقرار السليم والحكيم والشجاع الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لأنه لا يمكن للمملكة العربية السعودية أن تترك الشرعية في اليمن وحدها أمام ميليشيا تحاول أن تسيطر على الشعب اليمني». وبينما أشار الحريري في حديث لقناة «العربية» إلى أنّ «المملكة توحّد العرب حول العمل الذي تقوم به في اليمن» إلا أنه لفت الانتباه في الوقت نفسه إلى أنّ «أحداً في العالم العربي ليس ضد ايران ولكن ضد الأعمال التي تقوم بها إن كان في اليمن أو في العراق أو في سوريا وفي كل أنحاء العالم العربي»، وسط تشديده على أنه «عندما تتدخل إيران في اليمن بالشكل السافر الذي تقوم به مع الحوثيين فسيترتب على هذا ردة فعل عربية واقعية لردعها وحماية الشرعية اليمنية»، مذكّراً في هذا المجال برفض الحوثيين كل المحاولات السعودية السابقة لجمع اليمنيين إلى طاولة الحوار في الرياض.

وإذ أكد على كون التحرّك السعودي العربي أتى استجابةً لطلب الشرعية اليمنية حمايتها وحماية الشعب اليمني ولم يأت في إطار أي «صراع طائفي» كما تحاول إيران أن تفعل من خلال استعمالها الحوثيين في اليمن، أعرب الحريري في معرض تطرقه إلى الوضع اللبناني الداخلي عن أمله في أن «لا يتأثر لبنان بما يحصل في اليمن»، مجدداً التمسك من جهته باستمرارية الحوار الهادف إلى حماية البلد من تداعيات ما يحصل في سوريا.

جنبلاط

بدوره، سارع رئيس «اللقاء الديمقراطي» إلى الإعراب عن وقوفه الحاسم «فوق كل اعتبار إلى جانب المملكة العربية السعودية» مشيراً إلى أنّ ما حصل في الآونة الأخيرة في اليمن «يشكل تهديداً لأمنها القومي وأمن الخليج ولمصالح اللبنانيين الذين يعملون منذ عقود طويلة في هذه البلاد». وأضاف جنبلاط في سلسلة تغريدات متتالية أمس عبر موقع «تويتر»: «باختصار أفشل الحوثيون ومعهم علي عبدالله صالح وحلفاؤهم الايرانيون المبادرة الخليجية للحل في اليمن»، داعياً في هذا الإطار إلى «الحوار والعودة للمبادرة الخليجية من أجل استقرار اليمن والمحيط».

جعجع لـ«المستقبل»: 

مصلحة يمنية وعربية

كذلك، نوّه رئيس حزب «القوات اللبنانية» بالخطوة السعودية لحماية الشرعية اليمنية لافتاً الانتباه إلى أنّ «أحداً لم يكن يريد العمل العسكري في اليمن لكن لولا حصوله لكان هذا البلد متّجهاً نحو الصوملة مع ما يحمله ذلك من مخاطر كانت تهدد بتكاثر وانتشار «قواعد» منبثقة من تنظيم «القاعدة» في كل المنطقة».

وفي أول تعليق له على تطورات الأحداث العربية في اليمن، قال جعجع لـ«المستقبل»: «الخطوة التي قامت بها المملكة العربية السعودية مع الإئتلاف العربي الإسلامي الكبير إنما جاءت في لحظة الرمق الأخير ولولاها لكان أمعن الحوثيون في التمدّد واختلط الحابل بالنابل»، مشدداً في الوقت عينه على أنّ «التدخل السعودي في اليمن لم يحصل انطلاقاً من نوايا أو أطماع معينة بل هو جاء في المكان والزمان الصحيحين كخطوة إنقاذية لمصلحة الشعب اليمني ولمصلحة سائر الشعوب الخليجية والعربية».

الحكومة مرتبكة.. وسلام يتريث

أما على مستوى الموقف اللبناني الرسمي المترنّح على حبال التردّد بين تأييد إجماع العرب والنأي بالنفس عن اختلافاتهم، فقد آثر رئيس مجلس الوزراء تمام سلام التريّث في تحديد موقف حكومته من المستجدات العربية واعداً كما نقل عنه وزير الإعلام رمزي جريج إثر انعقاد المجلس أمس باتخاذ «الموقف المناسب إزاء هذا الموضوع الخطير».

توازياً، أكدت مصادر وزارية لـ«المستقبل» أنّ سلام «كان قد نسّق مع وزير الخارجية الموقف الذي أعلنه أمس أمام وزراء الخارجية العرب»، موضحةً أنّ «رئيس الحكومة أكد لباسيل ضرورة تجسيد هذا الموقف على قاعدة أنّ لبنان الرسمي يصوّت إلى جانب كل قرار يحظى بإجماع عربي وإلا فإنه ينأى بنفسه عن أي قرار تعارضه أي من الدول العربية».

وكان باسيل قد قال في كلمته خلال الاجتماع الوزاري التمهيدي للقمة العربية التي ستعقد السبت في شرم الشيخ: «نحن في لبنان ننطلق من ثابتة، هي أنّ ما يتفق عليه الجميع وفيه وحدة موقف وقوة موقف فإننا نسير به، وما يختلف عليه العرب بشأن عربي فيه ضعف للموقف فإننا من خلال سياسة النأي بالنفس نمتنع عنه»، مؤكداً أنه يقول ذلك «تعبيرا عن الموقف الرسمي للحكومة اللبنانية».