أهالي العسكريين يتلقّون «تطمينات» من إبراهيم.. وخلية الأزمة تجتمع في السرايا اليوم
مشروع حكومي لوقف عدّاد النزوح
بما لا تشتهي رياح الخاطفين وأهواؤهم النافخة في نيران الفرقة والتشرذم والانقسام، ركب أهالي العسكريين الأسرى مركب الدولة مسلّمين بحكمتها ودرايتها في إدارة دفة المفاوضات لتحرير أبنائهم لا سيما بعد «التطمينات» التي تلقوها أمس من المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وساهمت في تهدئة النفوس وانبعاث الأمل في بلوغ خواتيم إيجابية مرجوّة تعمل الحكومة على بلورتها لإنهاء هذه المحنة الوطنية. وعلى خط مواز ثمة سعي حكومي حثيث لتطويق أزمة النازحين وتخفيف أعبائها عن كاهل الوطن ومقدّراته من خلال مشروع أعدته اللجنة الوزارية المختصة ويهدف إلى وقف عدّاد النزوح والطلب من عدد من الدول العربية والأوروبية نقل أعداد من النازحين في لبنان لاستيعابهم على أراضيها.
وكشفت مصادر وزارية لـ«المستقبل» أنّ اجتماع اللجنة المكلفة معالجة ملف النازحين برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام في السرايا الحكومية أمس، خلص إلى «الاتفاق على ورقة عمل سيتم عرضها على الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، تحت عنوان «دليل عمل الحكومة في ملف النازحين»، لكي يتم مناقشتها ونيل الموافقة عليها تمهيداً لإدخالها حيز التنفيذ»، موضحةً أنّ الورقة تحتوي مجموعة نقاط فنّدت أبرزها على الشكل التالي:
[ وقف النزوح نهائياً إلى لبنان وإبلاغ المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وجوب عدم قبولها تسجيل أي إسم جديد في قوائم النازحين، والتدقيق بمدى انطباق مواصفات النزوح على اللاجئين الموجودين حالياً في لبنان.
[ الطلب من الدول العربية والأوروبية المساهمة في تصدي الدولة اللبنانية لأعباء هذا الملف من خلال مبادرتها إلى نقل مجموعات من النازحين لاستضافتهم لديها بالاستناد إلى كون هذه الدول تتمتع بمساحات جغرافية شاسعة تمكّنها من استيعاب أعداد منهم على أراضيها، أسوةً بما أقدمت عليه ألمانيا لجهة نقل واستيعاب واحد وثلاثين ألف نازح من لبنان.
[ الطلب من الدول العربية والأوروبية توسيع نطاق مساعداتها في هذا الملف ليشمل، إضافةً إلى إغاثة ومساعدة النازحين، المجتمع اللبناني المضيف لهم.
وفي هذا السياق، علمت «المستقبل» أنّ وزير الشؤون الاجتماعية سيبدأ اليوم جولة عربية تندرج في إطار عملية معالجة ملف النازحين، يستهلها من الكويت ثم الإمارات العربية المتحدة وصولاً إلى شرم الشيخ في مصر للمشاركة في أعمال مؤتمر متصل بهذا الملف. بينما سيقوم الرئيس سلام بزيارة رسمية إلى ألمانيا في 27 الشهر الجاري يرافقه كل من درباس ووزير الخارجية جبران باسيل، بحيث ستتناول الزيارة سبل تعزيز المساعدة الأوروبية لتخفيف أعباء النزوح السوري إلى لبنان.
أهالي العسكريين
بالعودة إلى ملف العسكريين المخطوفين، فقد علمت «المستقبل» أنّ خلية الأزمة الوزارية المكلفة مواكبة مستجدات هذا الملف ستلتئم اليوم برئاسة سلام في السرايا الحكومية للتداول في آخر ما توصلت إليه المساعي والاتصالات الجارية لضمان سلامة العسكريين الأسرى والعمل على تحريرهم.
وكان وفد من أهالي العسكريين بعد اجتماعه أمس في السرايا الحكومية مع اللواء ابراهيم والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير قد نقل أجواء إيجابية عن مضامين الاجتماع، مؤكداً أنّ الأهالي تلقوا من ابراهيم «تطمينات وتأكيدات بأنّ المفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح»، وأنّ الحكومة تتعاطى «بجدية وإيجابية» لإنهاء هذه الأزمة.