Site icon IMLebanon

«عاصفة الحزم» تطرد الحوثيين من عدن

كاميرون يؤكد للعاهل السعودي الدعم الكامل وصالح يتواطأ مع «القاعدة» في المكلا

«عاصفة الحزم» تطرد الحوثيين من عدن

صنعاء ـ صادق عبدو ووكالات

استعادت المقاومة الجنوبية في مدينة عدن روحها القتالية من جديد، وتمكنت بدعم لوجستي وقصف جوي وبحري من قوات «عاصفة الحزم» من مواجهة آلة الموت، التي جاءت بها جحافل مليشيات الحوثيين الموالين لطهران، تؤازرهم القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، الذي قام الحرس الوطني الموالي له في المكلا بتسليم المدينة والمنشآت العسكرية فيها الى عناصر تنظيم «القاعدة» من دون مقاومة.

ولفت امس الاتصال الهاتفي الذي تلقاه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تطرق فيه إلى تطورات الأحداث في اليمن وتأكيده التزام بريطانيا بدعم المملكة العربية السعودية الكامل، واستمرار التنسيق بين الدولتين الصديقتين في كل ما من شأنه تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.

وكذلك أكد أمس رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف في مؤتمر صحافي في العاصمة التركية أنقرة حيث يقوم بزيارة رسمية، أن بلاده وافقت «على تقديم كل الدعم الممكن للدفاع عن سيادة المملكة العربية السعودية وسلامة أراضيها».

ففي عدن انسحبت القوات الموالية للحوثيين وأنصار صالح فجر أمس من القصر الرئاسي في منطقة معاشيق بعد ساعات من سيطرتها عليه، عقب قصف جوي من طائرات «عاصفة الحزم» ووصول أسلحة إلى المقاومة عبر الجو من خلال إنزال مظلي إلى منطقة التواهي التي تخضع لسيطرة المقاومة الجنوبية.

وأشارت مصادر أمنية وكذلك شهود عيان إلى أن قوات الحوثيين وصالح غادرت القصر بعد ما شن طيران «عاصفة الحزم» عدة غارات جوية أوقعت إصابات في صفوفها لم يكشف عنها، موضحة أن قوات الحوثيين انسحبت كذلك من عدد من المناطق التي سيطرت عليها في منطقتي خورمكسر وكريتر، كما صدت المقاومة محاولة لتلك القوات في منطقة كالتكس أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجانبين.

وأوضح المتحدث باسم قوات التحالف العميد أحمد عسيري أن «عاصفة الحزم « مستمرة لتحقيق أهدافها على جميع المحاور. وقال خلال الإيجاز الصحافي اليومي في قاعدة الرياض الجوية ان الحملة الجوية مستمرة نحو تحقيق أهدافها، وأشار إلى ما حصل في داخل أحياء عدن, حيث قامت مجموعة صغيرة تابعة للمليشيات الحوثية بمحاولة الدخول إليها في عمليات كر وفر لتحقيق أهداف إعلامية لإحداث البلبلة, إلا أن اللجان الشعبية عملت على صدها, وكان هدفهم الوصول إلى القصر الرئاسي، وتمكنت اللجان الشعبية والمخلصين من الجيش اليمني من التصدي لهذه العملية بمتابعة قوات التحالف.

وأبان أن قوات التحالف قامت بعملية إسقاط بهدف الدعم اللوجيستي للجان الشعبية في عدن التي استطاعت أن تغير الوضع على الأرض وتطرد عناصر المليشيات الحوثية من داخل القصر الرئاسي والمناطق التي سيطروا عليها, حيث يتحصنون الآن في مناطق داخل مدينة عدن ويتم التعامل معهم والعمل على عزل مدينة عدن من أي دعم خارجي .

وقال العميد عسيري ان «عاصفة الحزم» استهدفت بموجب معلومات استخباراتية صواريخ سكود يتم تحريكها بشكل مستمر. وأفاد أن هناك ضغطا متزايدا على هذه المليشيات الحوثية, وقال: الآن هناك في داخل هذه المليشيات صراعات واشتباكات.

وفي الأثناء طرد جنود وضباط اللواء 17 مشاه في باب المندب وجزيرة ميون في البحر الأحمر قائدهم العميد صالح الصباري بعد تعامله مع الحوثيين وإدخالهم إلى اللواء. 

وذكرت مصادر إعلامية أنه تم تعيين العقيد الركن عبدالرحمن الشمساني قائد للواء بديلا له بعد خيانة الصباري، مشيرة إلى أن الأخير سمح بدخول مجاميع حوثية الى المقر الدائم للواء الاربعاء الماضي ومعهم قطع مدفعية سواحلي عيار 130 قادرة على ضرب السفن والبوارج في عمق البحر.

وأبان عسيري أن قوات التحالف قامت بعملية نوعية لتدمير جميع مستودعات الذخيرة والدبابات ومراكز القيادة في الجزيرة, وهي إحدى العمليات المهمة والنوعية التي نفذت.

وفي حضرموت أفادت مصادر محلية بمدينة المكلا أن مسلحي «القاعدة« تمكنوا من بسط سيطرتهم الكاملة على المنشآت والمراكز الحكومية المدنية والعسكرية والأمنية هناك. كما تمكن «القاعدة« من السيطرة على مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية التي كانت أعلنت تأييدها للرئيس عبدربه منصور هادي، كما سيطروا على معسكر الحماية في حي الديس شرق المكلا ومعسكر اللواء 27 ميكا.

وأكد مسؤولون في السلطة المحلية أن قيادات أمنية وعسكرية موالية للرئيس المخلوع صالح قامت بتسليم المدينة والمنشآت العسكرية لعناصر «القاعدة« دون مقاومة، في إطار «حرب قذرة» تستهدف نشر الفوضى في المحافظات الجنوبية.

كذلك أكدت مصادر عسكرية لقناة «العربية» أنه تم تسليم معسكر الحرس الجمهوري ومعسكر القوات الخاصة لعناصر تنظيم القاعدة في المكلا، مضيفة أن عناصر التنظيم يقومون حالياً بنهب المعدات العسكرية من المعسكرين. وتقوم القوات الموالية لصالح بمنع أهالي حضرموت من الدخول إلى المكلا لطرد «القاعدة» منها.

وفي سياق آخر، قال متحدث باسم وزارة الداخلية السعودية إن جنديين سعوديين قتلا بمنطقة عسير أمس، إثر تعرض دورية لإطلاق نار كثيف من منطقة جبلية مواجهة داخل الحدود اليمنية.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن بيان للوزارة قولها إن الحادث وقع عصرا أثناء أداء رجال حرس الحدود لمهامهم في نقطة أمنية بمركز الحصن بمنطقة عسير. وأضاف البيان «نتج عن تبادل إطلاق النار استشهاد اثنين من رجال حرس الحدود».