Site icon IMLebanon

بري لـ«المستقبل»: المنطقة أمام «إضاءة» جديدة

عسيري في عين التينة وجريج يتصل به «معتذراً».. وجنبلاط ينتقد شتائم نصرالله بحق المملكة

بري لـ«المستقبل»: المنطقة أمام «إضاءة» جديدة

لا يفوت مراقب لمشهد البلاد العام خلال الساعات الأخيرة أن يلاحظ كم أنّ «حزب الله» بدا معزولاً ومنبوذاً في كراهيته المعلنة والمفعمة بمناصبة العداء والحقد للمملكة العربية السعودية. فبينما أتت في الشكل صورة استقبال رئيس مجلس النواب نبيه بري السفير السعودي علي عواض عسيري لتظهر أنّ «عين التينة» تربأ بنفسها عن مخارز التجريح المسعورة التي تتعرض للمملكة ولشخص سفيرها في لبنان، برز في المضمون انتقاد لاذع من رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط لعبارات الشتم و«الأوصاف والنعوت» التي يكيلها البعض في لبنان بحق السعودية ومسؤوليها، في إشارة واضحة إلى الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله من دون أن يسمّيه غداة بثّه نوبةً جديدة من «عاصفة الكراهية» للمملكة عبر أثير «إخبارية» النظام السوري، في حين جاء التبرؤ الحكومي من نقل وقائع مقابلة نصرالله عبر التلفزيون الرسمي ليؤكد عزلة الحزب لبنانياً في هذا الموضوع، ولا سيما أنّ وزير الإعلام رمزي جريج أكد لـ«المستقبل» أنه بادر إلى الاتصال بالسفير عسيري لتقديم «اعتذار رسمي نيابةً عن تلفزيون لبنان» واعداً في المقابل باتخاذ «تدابير داخلية بهذا الخصوص في التلفزيون». أما عن مضمون زيارة عسيري لمقر الرئاسة الثانية في عين التينة، فأكد الرئيس بري لـ«المستقبل» أنّ لقاءه السفير السعودي «ليس الأول ولن يكون الأخير» وأنّ المحادثات بينهما أمس تناولت «قضايا لبنان والمنطقة والأوضاع في اليمن»، معتبراً في ضوء إعلان «اتفاق الإطار» النووي بين إيران والدول الكبرى أنّ «المنطقة باتت أمام «إضاءة» جديدة ظهرت تجلّياتها أكثر في ضوء موقف مجلس الوزراء السعودي أمس (الأول) المؤيد لهذا الاتفاق».

وفي معرض تجديد موقفه الداعي إلى الحوار لحل الأزمة اليمنية باعتبار أن «لا حلول لأي من المشاكل العربية إلا بالحوارات»، قال بري: «هذا ما فعلناه ونفعله في لبنان ونأمل أن يتم انتهاج الحوار كذلك في المنطقة لكي يتوصلوا إلى النتائج التي حققناها أقلّه على المستوى الأمني أسوةً بالنتائج المهمة التي أحرزناها أمنياً من خلال الحوار اللبناني»، وأردف: «لا يزال أمامنا موضوع رئاسة الجمهورية، والمتحاورون في عين التينة يتعاطون راهناً مع هذا الموضوع باعتباره أولوية بعدما تحققت الإنجازات على المستوى الأمني»، كاشفاً في هذا السياق أنّ جولة الحوار المقبلة في 11 الجاري «ستركّز على الرئاسة» بعدما استغرقت الجولة السابقة في بحث مسألة الخطط الأمنية في بيروت والبقاع بالإضافة إلى تأكيد الطرفين حرصهما على استمرار الحوار رغم الجدل السياسي الذي دار في البلد حول الأحداث اليمنية.

ورداً على سؤال، أجاب بري: «لا شكّ أنّ الاتفاق النووي فتح باباً في المنطقة وستكون له انعكاسات أكيدة على لبنان لكن يجب عدم انتظار تبلور هذه الانعكاسات خلال أيام»، وشدد في هذا الإطار على أنّ ما يمكن تأكيده اليوم هو أنّ «المنطقة أضاءت على معطى جديد بعد هذا الاتفاق الذي لولا النجاح في إنجازه لكانت المنطقة أصبحت اليوم في ظلام»، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنّ «هذه الإضاءة الجديدة إنما تحتاج إلى مدة زمنية لكي تتجسّد نتائجها الملموسة على الأقل حتى حزيران» موعد إبرام الاتفاق النووي رسمياً بين الدول الكبرى وإيران.

هفوة تلفزيون لبنان

بالعودة إلى الهفوة التي ارتكبها تلفزيون لبنان من خلال نقله مقابلة أمين عام «حزب الله» مع قناة «الإخبارية السورية» التابعة لنظام الأسد، فقد سارع وزير الإعلام إلى التأكيد أنه لم يكن على علم مسبق بهذا النقل، مشدداً على كون «الاتصال» بهذه القناة يشكل خرقاً لسياسة النأي بالنفس التي ينتهجها لبنان الرسمي. وجزم جريج لـ«المستقبل» أنّ ما حصل «خطأ لن يتكرر»، وقال: «وضعتُ النقاط على الحروف مع المعنيين بالمؤسسة وسوف أتخذ تدابير داخل التلفزيون»، لافتاً إلى أنه تابع هذا الموضوع مع رئيس الحكومة تمام سلام أمس، كما أشار إلى أنه أجرى اتصالاً بالسفير السعودي «للاعتذار نيابةً عن تلفزيون لبنان عن هذا الخطأ» نظراً لما تخللته مقابلة نصرالله التي نقلها التلفزيون من تهجّم على المملكة العربية السعودية.

وفي سياق متقاطع، نقلت قناة «العربية» الفضائية عن السفير عسيري أنّ وزير الإعلام أعرب خلال الاتصال به «عن اعتذاره لما تخللته المقابلة التي نقلها تلفزيون لبنان الرسمي أمس (الأول) مع نصرالله من إساءة إلى المملكة ومواقف لا تعبر عن الإعلام اللبناني الرسمي الذي يمثله تلفزيون لبنان، مؤكداً حرص المؤسسات الإعلامية اللبنانية الرسمية على تقدير السعودية واحترام قيادتها ومسؤوليها، وواعداً بإجراء تحقيق داخلي لمحاسبة المسؤولين ومنع تكرار مثل هذه الأمور». كذلك تلقى السفير السعودي «عددًا من الاتصالات المماثلة من وزراء في الحكومة اللبنانية ومسؤولين سياسيين وإعلاميين استنكروا خلالها خطوة تلفزيون لبنان الرسمي، مؤكدين أن الإعلام والإعلاميين اللبنانيين يقدرون عالياً المواقف النبيلة التي اتخذتها المملكة تجاه لبنان وشعبه ويرفضون أي إساءة توجّه لها من أي جهة».

عملية نوعية جديدة للجيش

أمنياً، واصلت الوحدات العسكرية المنتشرة عند السلسلة الحدودية الشرقية مع سوريا تحقيق المزيد من الانجازات الميدانية في مواجهة المجموعات الإرهابية المسلحة المرابضة في الجرود، بحيث أعلنت قيادة الجيش أمس عن تنفيذ «عملية إغارة نوعية وخاطفة» فجراً ضد مجموعات إرهابية «إثر توافر معلومات عن قيامها بتحضيرات قتالية ولوجستية على جبل المخيرمة والمرتفع 1564 في أعالي جرود رأس بعلبك»، مشيرةً إلى أنّ قوة من الجيش اشتبكت خلال العملية مع هذه المجموعات «وأوقعت في صفوف الارهابيين 3 قتلى و4 جرحى، وكبّدتهم خسائر جسيمة في الأسلحة والعتاد بينها تدمير مدفعين وعدد من الرشاشات الثقيلة والآليات». 

وبينما أكد بيان المؤسسة العسكرية أنّ «قوى الجيش عادت إلى مراكزها من دون تسجيل أي إصابات في صفوفها«، لفت البيان إلى أنّ «هذه العملية تأتي في إطار العمليات العسكرية الوقائية التي تنفذها وحدات الجيش للقضاء على تجمعات الإرهابيين ومنعهم من التسلل لاستهداف مراكز الجيش والاعتداء على المواطنين».