مقتل أسامة منصور واعتقال خالد حبلص في عملية نوعية للمعلومات
ريفي رداً على رعد: دان نفسه في سوريا
من كبيرهم ومرشدهم الذي علّمهم الحقد على أبناء جلدتهم العربية وقد أطلّ أمس ولياً شتّاماً أمّاراً بالفتنة المذهبية، إلى صغارهم التابعين العاملين بكدّ وجدّ على شق الصفّ الإسلامي وتهشيم الهوية العربية كرمى لعيون فارسية حالمة بالامبراطورية.. تتواصل الهستيريا الإيرانية فصولاً منذ أن رعدت في الفضاء الحوثي «عاصفة الحزم» العربية الإسلامية بقيادة المملكة العربية السعودية لإنقاذ الشرعية في اليمن، وآخر هذه التجلّيات الهستيرية على الساحة اللبنانية تصريح لـ«حزب الله» أمس على لسان رئيس كتلته البرلمانية النائب محمد رعد لم يستغرب وزير العدل أشرف ريفي ما ورد فيه من عبارات رداً على الرئيس سعد الحريري «إلا من زاوية أنها تدين الحزب نفسه الذي دعم نظام السفّاح بشار الأسد»، موضحاً لـ«المستقبل» أنّ «من يتكلم عن إدانة «مصادرة» إرادة الشعب اليمني «وفرض» وكيل حاكم عليه، إنما دان نفسه في ما ارتكبه بسوريا دعماً لحاكمها الذي دمّر مدنها وقراها على أهلها. ومن يعتبر إدانة السعودية التزاماً وطنياً وأخلاقياً ودستورياً وإنسانياً، وهي التي تدافع عن وحدة اليمن والشرعية المنتخبة برعاية الأمم المتحدة، هو غارق حتى أذنيه في سوريا في أسوأ مجزرة انسانية ترتكب بحق شعب طالب بالحرية والكرامة».
وتابع ريفي: «محق «حزب الله« في بيانه (على لسان رعد)، فالفطن هو من يتعلم من التجارب ولا يكرر الأخطاء ذاتها ولا يحوّل شعبه إلى وقود لأحلام امبراطورية تنام وتفيق على هاجس تفكيك الكيانات العربية والسيطرة على العواصم. وهو محق أيضاً في اعتبار أن «تيار المستقبل« و«حزب الله» متباينان بشكل منهجي واستراتيجي، فـ«المستقبل» يفتّش عن المستقبل أما أنتم فتتراجعون إلى الماضي من دون أن تقرأوا دروس التاريخ»، متوجهاً في هذا السياق إلى رعد وحزبه بالقول: «لا بد قبل فوات الأوان أن تتعظوا مما فعله نابليون مع الضابط البروسي الذي ساعده على احتلال بلده. إنها عبرة تستحق التأمل» في إشارة إلى رفض نابليون بونابارت مصافحة هذا الضابط بعد دخوله بروسيا لأنه يربأ بنفسه أن يصافح شخصاً خائناً لوطنه.
وإذ لفت إلى أنّ «حزب الله» أضاف إلى «سجله الاسود في التبعية لايران ميزة جديدة لم تكن لتبدو جلية لولا عاصفة الحزم التي قادتها المملكة العربية السعودية لانقاذ اليمن من الوقوع في سيطرة الاوهام الامبراطورية للفرس»، أشار ريفي إلى أنّ «من شاهد الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في إطلالتيه «اليمنيّتين»، عاد به التاريخ إلى عهد الصبا حيث شرح الأمين العام العلاقة العضوية بين الأصل والفرع، وهي علاقة لم تتغيّر يوماً إلا لتؤكد أن «حزب الله» يلعب دور الأداة المطيعة لإيران التي تدير معارك نفوذها في العالم العربي بواسطة الحزب وأشقائه الحوثيين والنظام السوري والغلبة المذهبية في العراق»، مشدداً على أنه «من هنا كان هجوم الحزب على المملكة العربية السعودية لأنها قادت عملية حفظ سيادة اليمن وشرعيته، في وجه أشقاء «حزب الله« اليمنيين الذين غرّتهم تجربة تكرار 7 أيار في صنعاء وعدن».
مقتل منصور واعتقال حبلص
أمنيًّا، برزت قُبيل منتصف ليل أمس عملية نوعية نفّذتها دورية تابعة لشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي كمنت فيها لسيارة تقلّ مسلّحين في شارع المئتين في طرابلس، حيث كشفت مصادر أمنية رفيعة لـ«المستقبل» أن دورية المعلومات وبعد اشتباك عناصرها مع المجموعة المسلحة التي كانت داخل السيارة المستهدفة تمكنت من اعتقال المطلوب للقضاء خالد حبلص بينما قُتل خلال تبادل النار المطلوب أسامة منصور وأصيب عدد آخر من المسلّحين.
أزمة السائقين انتهت.. لم تنتهِ
في الغضون، لا تزال قضية سائقي الشاحنات اللبنانيين العالقين إثر إقفال معبر نصيب على الحدود السورية الأردنية أسيرة التضارب الحاصل في المعلومات والمعطيات الواردة حول هذه القضية. إذ وبينما أكد نقيب سائقي الشاحنات المبردة عمر العلي انتهاء هذه الأزمة بعد الإفراج عن السائقين الثمانية الذين كانوا محتجزين في سوريا، تحدثت معلومات متواترة لـ«المستقبل» عن أنّ ستة من هؤلاء السائقين تم بالفعل الإفراج عنهم من قبل محتجزيهم وباتوا حالياً في ضيافة وجهاء ومشايخ من عشائر العرب السوريين وقد عمل مستضيفوهم على إعادة شاحناتهم وما أمكن استعادته من محتوياتها التي تمت سرقتها إبان احتجازهم، في وقت تجري مفاوضات واتصالات حثيثة بغية تأمين سبل عودتهم إلى لبنان والبدائل المتاحة في هذا المجال في ضوء إقفال الأردن معابرها البرية مع سوريا.
في المقابل أفادت المعلومات أنّ اثنين من السائقين الثمانية لا يزال مصيرهما غير واضح بعد، في ظل ما يرد ذويهما من اتصالات هاتفية تطالب بفدية مالية لإطلاقهما، بالتزامن مع اتصالات مماثلة تجري بين محتجزي السائقين ومشايخ العشائر السورية للتفاوض حول عملية الإفراج عنهما. وتشير معطيات ذات صلة بالقضية أنّ الجهة التي تحتجز السائقين اللبنانيين لم يثبت انضواؤها تحت لواء أي من المنظمات الإرهابية والمتشددة المعروفة وسط التداول بثلاث فرضيات حول هوية الجهة الخاطفة تشير إلى أنها إما تابعة للنظام السوري بشكل مباشر عبر قوات الأسد، أو بشكل غير مباشر عبر ميليشيات شبيحته، أو أنها عصابة سورية تمتهن الخطف مقابل الفدية، مع ترجيح فرضية انتماء هذه الجهة للنظام السوري بالاستناد إلى مطالبة الخاطفين بإجراء عملية التبادل في منطقة خاضعة لسطوة كتائب الأسد.