IMLebanon

حوار 10: رسالة من برّي لتخفيف «الحدّة»

المشنوق يبدّد «الوهم» الإيراني: مَن سيمرّغ أنفه بالتراب هم محترفو الإلغاء والعدوان والتزوير

حوار 10: رسالة من برّي لتخفيف «الحدّة»

على قاعدة أنّ الضرورات الوطنية لا تبيح اللعب بنار المحظورات والمغامرات الإقليمية في هذا الزمن المفصلي من تاريخ الأمة بل توجب تحصين المركب الوطني وتقطيع الحبال التي تحاول شدّ أشرعته نحو فوهة البراكين المشتعلة في المنطقة، يواصل حوار عين التينة بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» جولاته الرامية إلى تحصين الوضع الداخلي أمنياً ومؤسساتياً، فانعقدت جولته العاشرة أمس على أمل من راعي الحوار بخفض منسوب التصعيد الحاصل في البلد ربطاً بالأحداث اليمنية. إذ كشفت مصادر رفيعة في التيار لـ«المستقبل» أنّ جلسة الحوار أمس استُهلت برسالة من رئيس مجلس النواب نبيه بري نقلها معاونه السياسي الوزير علي حسن خليل إلى المتحاورين تمنّى فيها عليهم «أقله تخفيف الحدة إذا ما تعذر الخوض في تهدئة إعلامية» بين التيار والحزب، مشيرةً إلى أنّ وفدَي الجانبين انتقلا بعدها إلى البحث في أعمال الحوار وناقشا مواضيع تصب في إطار تحصين الساحة الوطنية عبر استكمال الخطط الأمنية في المناطق واستعراض ملفات أخرى ذات صلة بالأمن الوطني من بينها ملف النازحين السوريين.

ورداً على سؤال، أوضحت مصادر «المستقبل» أنّ موضوع الاستحقاق الرئاسي لم يُبحث في جولة الحوار أمس نظراً لاستغراق النقاش في المواضيع الأمنية، لافتةً إلى أنّ المتحاورين اتفقوا في نهاية الجلسة على استئناف الحوار في الرابع من أيار المقبل.

بيان عين التينة

وإثر انتهاء جولة الحوار العاشرة في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة بمشاركة مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن «تيار المستقبل»، والمعاون السياسي لأمين عام «حزب الله» حسين الخليل والوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله عن الحزب، بحضور الوزير علي حسن خليل، صدر عن عين التينة بيان جاء فيه: «ناقش المجتمعون استكمال الاجراءات الامنية في المناطق كافة تحصيناً للوضع الداخلي، وقضايا أخرى تهم اللبنانيين، وبعض المسائل المرتبطة بملف النازحين».

المشنوق

ومساءً، برزت الكلمة التي ألقاها وزير الداخلية في حفل عشاء اتحاد العائلات البيروتية في فندق فينيسيا وتضمنت عبارات شديدة «الحزم» عربياً في مواجهة «الوهم» المتمدد إيرانياً في المنطقة، بحيث أكد المشنوق في حضور السفيرين السعودي علي عواض عسيري والمصري محمد بدرالدين زايد أنّ «عاصفة الحزم التي تقودها المملكة العربية السعودية هي لتحرير كل مستقبل العالم العربي من براثن السطو الايراني على كرامته ومقدراته وخيارات شعوبه، في الوقت نفسه الذي تدعو فيه إلى مناخات طبيعية للحوار والحلول السياسية».

وفي معرض تشديده على أنّ «عاصفة الوهم» الإيراني لن تربح في المنطقة العربية «طالما هناك نبض في القلب السعودي ويد تلبي النداء في القاهرة»، لفت الانتباه رد غير مباشر من المشنوق على المرشد الإيراني علي خامنئي وشتائمه الأخيرة التي توعّد فيها السعودية والعرب بأنهم سيمرّغون أنوفهم في اليمن، فقال: «مَن سيمرّغ أنفه بالتراب هو كل من احترف ثقافة الالغاء والعدوان وتزوير الارادات والتطاول على الشرعيات»، جازماً في هذا السياق بأنّ المنطقة دخلت «زمناً عربياً جديداً تاجه مملكة سلمان بن عبد العزيز ودرّته مصر». 

وأردف المشنوق قائلاً: «نحن في لبنان كفريق سياسي يستمد شرعيته من استشهاد الرئيس رفيق الحريري، والرمزية السيادية والوطنية للرئيس سعد الحريري، نرفض رفضاً قاطعاً الاساءة إلى مملكة الحزم والعروبة وإلى الأشقاء العرب الذين ما تأخروا يوماً عن نصرة لبنان وحمل قضاياه. ولأكون بغاية الصراحة، وبعيداً عن تفاصيل الانقسام السياسي في البلاد، لا نقبل ولا نوافق على المساواة المفتعلة بين مملكة الخير وأخواتها ودورهم في لبنان وبين ايران وسوريا الأسد ودورهما. فلا مساواة بين من تقوم كل سياساته الأمنية والسياسية والعسكرية على ضرب الهوية اللبنانية الجامعة وتدمير الدولة وخلخلة النظام السياسي فيه، وبين من لا يريد للبنان الا الخير للدولة وجيشها وقواها الأمنية قولاً وفعلاً».

أهالي العسكريين يستبشرون

على صعيد آخر متصل بالانفراجات الحاصلة في ملف العسكريين المخطوفين، لا سيما في ضوء ما تفردت «المستقبل» بالكشف عنه أمس لجهة توصّل المفاوضات الجارية مع تنظيم «جبهة النصرة» إلى الاتفاق على تحرير العسكريين الأسرى لديه في غضون 10 أيام، برزت أمس زيارة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم إلى عين التينة بعد عودته من تركيا ناقلاً أجواء تؤكد إيجابية الأجواء على خط التفاوض لتحرير العسكريين. وإذ اكتفى رداً على سؤال عن قرب عودة المخطوفين لدى «جبهة النصرة» بالقول: «الجو جيّد»، أكد ابراهيم في الوقت عينه العمل «بفاعلية» لتحرير جميع الأسرى، مشيراً في هذا المجال إلى أنّ التفاوض «قائم» بشأن العسكريين المخطوفين لدى تنظيم «داعش».

توزاياً، عبّر عدد من أهالي العسكريين لـ«المستقبل» (ص 5) عن استبشارهم خيراً بقرب انتهاء مأساة أبنائهم في ضوء المعلومات الإيجابية التي بلغتهم في هذا الصدد، مع الإعراب عن أملهم في أن تنعكس الترجمات العملية المرتقبة خلال الأيام المقبلة لنجاح المفاوضات مع «جبهة النصرة» إيجاباً كذلك على ملف العسكريين المخطوفين لدى «داعش».