الخطر الحوثي على المملكة ودول الجوار انتهى.. هذا ما أعلنته وزارة الدفاع السعودية مساء أمس لتتبعها قيادة دول التحالف، الذي أطلق عملية دعم الشرعية في اليمن، ببيان أعلنت فيه انتهاء عملية «عاصفة الحزم» مع نهاية يوم أمس، وبدء عملية «إعادة الأمل« المتضمنة جملة أهداف أبرزها الاسراع في استئناف العملية السياسية، وفق قرار مجلس الأمن رقم 2216، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، مع الاستمرار في حماية المدنيين ومكافحة الارهاب ومواصلة التصدي للتحركات العسكرية للحوثيين وحلفائهم، ومنع وصول الاسلحة جوا وبحرا من خلال المراقبة والتفتيش الدقيقين.
قبل بياني وزارة الدفاع السعودية وقيادة دول التحالف بدرت اشارتان ملفتتان، الاولى متمثلة بكلام ايراني متفائل بإمكان التوصل الى وقف للنار خلال ساعات، والثانية عبارة عن خبر بثته قناة «العربية» عن استعداد سلطنة عمان، التي بقيت خارج التحالف وعلى تواصل مع طهران، لاطلاق مبادرة للحل في اليمن تتضمن 7 بنود لا تعدو كونها التقميش السياسي لأهداف «عاصفة الحزم».
الرياض استبقت اغلاق الشق العسكري من «عاصفة الحزم» بالاعلان عن اشراك الحرس الوطني في العملية، في وقت ارسلت واشنطن حاملة الطائرات ثيودور روزفلت «لضمان حرية الملاحة والتجارة في المنطقة« وذلك بعد انباء عن تحرك اسطول ايراني باتجاه المياه اليمنية.
وزارة الدفاع السعودية اصدرت بياناً جاء فيه: «أنه على إثر انطلاق عملية «عاصفة الحزم» والتي شاركت فيها القوات المسلحة السعودية بكل كفاءة واقتدار، وأدت إلى فرض السيطرة الجوية لمنع أي اعتداء ضد المملكة ودول المنطقة، فقد تمكنت الطلعات الجوية التي شارك فيها صقورنا البواسل مع أشقائهم في دول التحالف، بنجاح، من إزالة التهديد على أمن المملكة العربية السعودية والدول المجاورة من خلال تدمير الأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية التي استولت عليها الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح من قواعد ومعسكرات الجيش اليمني«.
قيادة تحالف «عاصفة الحزم» أعلنت انتهاء العمليات العسكرية بعدما حققت أهدافها، وبدء عمليات «إعادة الأمل»، وذلك بناء لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
وأكدت دول التحالف أنه «تم إنجاز أهداف عملية عاصفة الحزم.. وفق الخطط الموضوعة، وفي وقت قياسي منذ بدء العمليات والتي شملت تحييد معظم القدرات العسكرية التي استولت عليها الميليشيات الحوثية، وكانت تشكل تهديداً لليمن وللدول المجاورة والمنطقة، إضافة إلى السيطرة على الأجواء والمياه الإقليمية لمنع وصول الأسلحة إلى الميليشيات الحوثية والمحافظة على السلطة الشرعية، وتأمينها وتهيئة البيئة المناسبة لممارسة مهامها ومساندة الموقف الإنساني داخل اليمن والمساعدة في إخلاء الرعايا الأجانب وتسهيل مهمة الكوادر الطبية التطوعية وتقديم الإغاثة العاجلة لمختلف المناطق خاصةً تلك التي تشهد اشتباكات مسلحة .
واشارت دول التحالف إلى انه استجابة منها لطلب الرئيس هادي تعلن عن انتهاء عملية «عاصفة الحزم» مع نهاية هذا اليوم (أمس) وبدء عملية «إعادة الأمل» والتي سيتم خلالها العمل على تحقيق الأهداف التالية :
1ـ سرعة استئناف العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن رقم 2216، والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل.
2ـ استمرار حماية المدنيين .
3 ـ استمرار مكافحة الإرهاب .
4 ـ الاستمرار في تيسير إجلاء الرعايا الأجانب وتكثيف المساعدة الإغاثية والطبية للشعب اليمني في المناطق المتضررة وإفساح المجال للجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية .
5 ـ التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للميليشيات الحوثية ومن تحالف معها، وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة المنهوبة من المعسكرات أو المهربة من الخارج.
6 ـ إيجاد تعاون دولي، من خلال البناء على الجهود المستمرة للحلفاء، لمنع وصول الأسلحة جواً وبحراً إلى الميليشيات الحوثية وحليفهم علي عبدالله صالح من خلال المراقبة والتفتيش الدقيقين.
وأكدت دول التحالف «حرصها على استعادة الشعب اليمني العزيز لأمنه واستقراره بعيداً عن الهيمنة والتدخلات الخارجية الهادفة إلى إثارة الفتنة والطائفية وليتمكن من بلوغ ما يصبو إليه من آمال وطموحات، وليعود اليمن لممارسة دوره الطبيعي في محيطه العربي«.
الناطق باسم «عاصفة الحزم» العميد أحمد عسيري أكد أن إنتهاء «عاصفة الحزم» والبدء في عمليات «إعادة الأمل» هى عبارة عن مزيج من العمل السياسي الديبلوماسي والعمل العسكري، لافتًا إلى أن قيادة التحالف معنية بالعمل العسكري الذي يتلخص في منع الميليشيات الحوثية من القيام بأي عمليات عسكرية.
ولفت عسيري إلى «استمرار العمل على المستوى البري لحماية حدود المملكة الجنوبية من جانب القوات البرية السعودية وحرس الحدود السعودي في الحماية والقيام بواجباتها والتصدي لأي محاولات للتأثير على أمن وسلامة الحدود»، إضافة لتطبيق الحظر البحري على المياه الإقليمية والموانئ بقيادة التحالف عن طريق زيارة السفن وتفتيشها والتأكد أنها تنسجم مع ما يسمح به قرار الأمم المتحدة 2216 الذي يمنع تسليح هذه الميليشيات الحوثية أو أي دولة أو جهة بتسليح الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح والجماعات الموالية له«.
واعتبر عسيري أن دور الحرس الوطني دور رئيسي في أمن واستقرار المملكة وله دور مساند للقوات المسلحة، ويشارك في عمليات الدفاع عن الحدود الشمالية، وانتشاره الآن يعد أمرًا طبيعيًا وفق مفهوم العمليات في استخدام القوات العسكرية في المملكة، مشيراً إلى أن الحرس الوطني يشارك القوات المسلحة ووزارة الداخلية في تحقيق الأدوار المطلوبة للقيام بواجب الدفاع عن الحدود الجنوبية للمملكة.
وكان وزير الحرس الوطني الامير متعب بن عبدالله اعرب في تصريحات نقلتها وكالة الانباء السعودية (واش) عن «بالغ الاعتزاز اثر صدور امر خادم الحرمين الشريفين بمشاركة قوات الحرس الوطني في هذه المهمة».
واكد الامير متعب، نجل العاهل السعودي الراحل عبدالله، «الجاهزية التامة والاستعداد المتكامل لكافة قوات الحرس الوطني، وهو الدور الذي يتشرفون بأدائه إلى جانب إخوانهم وزملائهم في بقية القطاعات العسكرية»، مشدداً على أن «الوطن غالٍ ولا يحميه إلا سواعد أبنائه المخلصين«.
قناة «العربية» ذكرت أن سلطنة عُمان اعلنت عن مبادرة متكاملة تقود إلى حل سلمي للأزمة اليمنية. وتجري مسقط حاليا مشاورات عدة لبلورة الموقف من مبادرتها، في وقت يشير مراقبون إلى أن بنود المبادرة لم تخرج عن الأهداف المعلنة لعملية عاصفة الحزم، علماً أن مسقط لم تشارك في العمليات العسكرية.
وتتضمن المبادرة ما يلي:
1 – انسحاب الحوثيين وقوات صالح من جميع المدن وإلزامهما بإعادة العتاد العسكري للجيش.
2- عودة السلطة الشرعية إلى اليمن برئاسة هادي.
3 – المسارعة بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في أقرب وقت.
4 – التوافق على حكومة جديدة تضم جميع أطياف الشعب اليمني وأحزابه.
5 – أن تتحول جماعة الحوثي إلى حزب سياسي يشارك في الحياة السياسية بطرق شرعية.
6 – عقد مؤتمر دولي للمانحين بهدف مساعدة الاقتصاد اليمني.
7 – تقديم اقتراح بإدخال اليمن ضمن منظومة مجلس التعاون الخليجي.
وفي رسالة إلى الشعب اليمني تلاها من الرياض، اشاد الرئيس هادي بدور المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ودول الخليج على دعمهم للشرعية في اليمن، لافتاً إلى ان الاهتمام العربي والاسلامي لم يأت فجأة.
وندد بالانقلابيين الحوثيين وحلفائهم الإيرانيين الذين سعوا إلى جر البلاد لحرب اهلية وطائفية دامية، متهماً إياهم بالقيام بمناورات عسكرية استفزت الجيران، بعدما حاولوا استنساخ التجربة الإيرانية في اليمن، مؤكداً انه لم يكن أمام الشعب اليمني سوى مواجهة الانقلاب والانقلابيين.
عضو المكتب السياسي لحركة «الحوثيين» عبد الملك العجري أعلن بدوره، انه تم التوصل تقريبا الى اتفاق سياسي لإنهاء الصراع، مشيراً الى أن الإعلان يتزامن مع إحراز تقدم نحو اتفاق شامل. وأضاف عبر الهاتف من اليمن لـ»رويترز» أن الحركة كانت تتوقع أن يكون هناك اتفاق على وقف لإطلاق النار بعد توقيع اتفاق سياسي، وأن الموافقة عليه جاهزة تقريبا.
في غضون ذلك، اشادت إيران باعلان التحالف العربي انهاء غاراته الجوية في اليمن، معتبرة ان هذا القرار يشكل «خطوة الى الامام» باتجاه الحل السياسي للنزاع.
وكانت وكالة أنباء «تسنيم« الإيرانية نقلت عن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبد اللهيان قوله إنه متفائل بإمكانية إعلان وقف لإطلاق النار في اليمن خلال ساعات.
وقال عبد اللهيان: «نشعر بتفاؤل بأنه خلال الساعات المقبلة بعد جهود كثيرة سنرى وقفا للهجمات العسكرية في اليمن«. من جهة أخرى، تراقب الولايات المتحدة، التي حركت أول من أمس، حاملة طائرات باتجاه اليمن لحماية الطرق البحرية الحيوية في المنطقة، مجموعة من السفن الايرانية التي قد تكون متجهة الى هذا البلد.
واكد البيت الابيض أمس، ان تحريك حاملة طائرات اميركية قرب اليمن، يهدف لضمان حرية الملاحة والتجارة في المنطقة. واشار المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست إلى الحاجة لحماية شحنات الطاقة وغيرها من السلع المهمة التي تنقل بالقرب من ساحل اليمن.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية أعلنت أن وجود قافلة كبيرة من سفن الشحن الإيرانية في بحر العرب، كان أحد العوامل وراء قرار الولايات المتحدة نشر سفن إضافية قبالة سواحل اليمن، لكنه ليس السبب الرئيسي لهذه الخطوة.
وقال المتحدث باسم «البنتاغون» الكولونيل ستيف وارين إنه لا يعتقد أن سفن البحرية التي تقوم بدوريات في المنطقة أجرت اتصالا مباشرا بالقافلة البحرية الإيرانية المؤلفة من تسع سفن شحن، نافياً تقارير أفادت بأن البحرية الأميركية أرسلت حاملة الطائرات «ثيودور روزفلت» والطراد «نورماندي» إلى المنطقة لاعتراض سفن إيرانية تحمل أسلحة للمقاتلين الحوثيين. وقال: «سألني كثيرون عما اذا كانت السفن الحربية الأميركية موجودة هناك بسبب قافلة السفن الإيرانية الموجودة ايضا في المنطقة». وأضاف «من المؤكد أن هذا أحد العوامل، لكنه ليس السبب في وجودها«.
وأضاف أن الولايات المتحدة لا تعلم ما الذي تحمله سفن الشحن الإيرانية، محجماً عن قول ما اذا كانت السفن الحربية الأميركية ستوقف السفن الإيرانية وتعتليها، اذا حاولت دخول المياه الإقليمية اليمنية.
وتابع وارين: «لن أقول شيئاً». وأضاف أن السفن الحربية الأميركية موجودة في منطقة خليج عدن «بسبب تدهور الوضع الأمني في اليمن» والحاجة لضمان حرية الملاحة في المنطقة الضرورية لشحن النفط.
ولدى سؤاله كيف يمكن أن يمثل الحوثيون تهديدا للأمن البحري بينما ليست لهم قوات بحرية، أشار وارين إلى ليبيا حيث دفع تفاقم الصراع اللاجئين إلى ركوب قوارب مكتظة غرقت في ما بعد في البحر المتوسط. وقال «من الصعب التنبؤ بالمستقبل، لهذا ما نحتاجه هو أن تكون لدينا خيارات… يجب أن نحتفظ بخيارات ونصنع خيارات لأنفسنا في حالة اذا وصل الوضع الأمني المتدهور الى مرحلة… يكون فيها الأمن البحري مهددا».
مسؤول كبير في البنتاغون، قال لوكالة «فرانس برس« ان القافلة البحرية التي تعتبرها واشنطن مشبوهة، تتألف من «تسع سفن بينها سفينتا دورية» من طراز عسكري.
بدوره، قال مسؤول آخر في الوزارة لـ»فرانس برس«: «نشتبه في ان هذه السفن تنقل اسلحة ومعدات عسكرية. اذا تم تسليمها الى اليمن فان من شأن هذا الامر ان يؤدي الى المزيد من زعزعة استقرار» هذا البلد.
وفي الاجمال، اصبح هناك تسع سفن عسكرية اميركية قرب اليمن حيث تشن السعودية ودول حليفة لها منذ نحو شهر غارات جوية على المتمردين الحوثيين الشيعة وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
ولا تشارك واشنطن في عمليات التحالف العربي لكنها تقدم له دعما لوجستيا واستخباريا.