IMLebanon

الحريري ينجز ثلث «المليار»: لا مساومة مع «داعش»

رئيس «المستقبل» وبكركي ينفيان أي تداول بـ «الأسماء» خلال لقاء روما

الحريري ينجز ثلث «المليار»: لا مساومة مع «داعش»

 

من الحدود حيث تصد الوحدات العسكرية كل محاولات التسلسل من الجرود وآخرها مساء أمس عند «وادي الرعيان»، إلى واشنطن حيث التنسيق اللبناني عبر قائد الجيش العماد جان قهوجي مع رؤساء أركان جيوش الائتلاف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش»، وصولاً إلى روما حيث أعلن الرئيس سعد الحريري إنجاز ثلث التعاقدات المادية من هبة المليار دولار المقدّمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لتسليح الجيش والقوى الأمنية، مؤكداً «توقيع اعتمادات بحوالى ثلاثمائة مليون دولار لشراء طائرات ومعدات وأسلحة».. خارطة أحداث ميدانية تتقاطع عسكرياً وسياسياً في تظهير تموضع لبناني واضح وصريح يجزم وبالخط العريض أن «لا مساومة مع داعش» وأخواته من التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود.

وشدد الحريري في حديثه للصحافيين على هامش المحادثات التي أجراها مع كل من وزيرتي الخارجية والدفاع الإيطاليتين فريديريكا موغيريني وروبيرتا بينوتي، على أنّ «السّنة في لبنان معتدلون» ولا يشكلون «بيئة حاضنة للإرهاب» بخلاف ما يحاول أن يروّج له البعض، مضيفاً: «أودّ أن أقول بكل صراحة نحن في موضوع «داعش» لا نساوم على الإطلاق، فهؤلاء إرهابيون لا علاقة لهم بتاتاً بالإسلام، قاتلوا اللبنانيين والجيش اللبناني ونحن سنقاتلهم وسنقف جميعاً خلف الجيش». ولفت الحريري إلى أنه تناول مع المسؤولين في روما موضوع تسليح المؤسسة العسكرية، كاشفاً النقاب في هذا المجال عن اتفاق عسكري أمني إيطالي لبناني مرتقب سيتم بموجبه «فتح الاعتمادات لشراء معدات إيطالية بعد التوافق على المواصفات المطلوبة» بشأنها، مع إشارته كذلك إلى أنه طلب من الحكومة الإيطالية تقديم «دعم مالي أكبر» لمساعدة لبنان في تحمّل أعباء اللاجئين على أراضيه. 

وإذ أكد التطرق إلى ملف الاستحقاق الرئاسي مع المسؤولين الإيطاليين الذين أبدوا «أيضاً تخوفهم من الفراغ»، نفى الحريري التدوال مع البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي خلال لقائهما أمس الأول في روما بأية أسماء مرشحة لرئاسة الجمهورية، وقال: «قد يكون البعض سعى إلى بعض التشويق من خلال ذلك، لكنه افتراء عليّ وعلى غبطته»، مجدداً التأكيد على أولوية إجراء الانتخابات الرئاسية والوصول «في مكان ما إلى ما وصلنا إليه عام 2007» لجهة اتفاق الأفرقاء اللبنانيين على شخصية توافقية لتولي سدة الرئاسة الأولى.

.. وبكركي تنفي

تزامناً، نفى المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي المحامي وليد غياض نفياً قاطعاً أن يكون تم التطرق خلال لقاء البطريرك الراعي والرئيس الحريري إلى موضوع الأسماء في معرض التداول بالملف الرئاسي، وقال غياض من روما لـ«المستقبل»: «بعيداً عن التفاصيل، كان اللقاء جيداً وتخلله توافق كامل حول وجوب تكثيف التحركات لإنجاز الاستحقاق الرئاسي»، مضيفاً: «التداول بالأسماء أمر غير مجدٍ في هذه المرحلة، بل هو بمثابة خطأ لا يمكن أن يرتكبه لا غبطة البطريرك ولا الرئيس الحريري».

وأوضح غياض أنّ الجانبين «تعاملا بواقعية مع الاستحقاق الرئاسي بحيث تركّز لقاء روما على توصيف المرحلة وخطورتها وتبادل الأفكار ووجهات النظر بهذا الخصوص، فجرى التوافق على عدم جواز الاستخفاف بهذا الاستحقاق لأنّ همّه كبير والخطر المحدق بالبلد أكبر، والاتفاق في المقابل على بلورة خطوات ينبغي اتخاذها وتحركات من جانب كل منهما على أمل النجاح في إنجاز الانتخابات الرئاسية».

وفي سياق تجديد نفيه التداول بأية أسماء مرشحة للرئاسة خلال اللقاء، قال غياض: «تم التباحث في مواصفات الرئيس المقبل، والتوافق على ضرورة أن يكون رئيساً توافقياً فعلاً يستطيع مواجهة المرحلة وجمع اللبنانيين بحكمة وقدرة لا أن يكون رئيساً كيفما كان»، مشدداً في الوقت عينه على الاتفاق التام بين الراعي والحريري على «وجوب انتخاب رئيس للجمهورية قبل أي عمل آخر».

14 آذار

ومساءً، عقدت قوى الرابع عشر من آذار اجتماعها الدوري في بيت الوسط حيث تم التداول بالمستجدات والاستحقاقات الراهنة والمقبلة. وأوضحت مصادر قيادية في 14 آذار لـ«المستقبل» أنّه جرى خلال الاجتماع «عرض الوضعين المحلي والإقليمي»، مشيرةً إلى أنه في المحصلة كان هناك «اتفاق وتوافق على ضرورة تماسك الوضع الداخلي أكثر من أي وقت مضى في سبيل التمكّن من جبه تحديات ومخاطر المرحلة».