Site icon IMLebanon

الموفد القطري وضع «اللمسات الأخيرة» على صفقة العسكريين

«حزب الله» يشيّع طفلاً قاتَلَ في سوريا وريفي يستذكر «آخر أيام هتلر»

الموفد القطري وضع «اللمسات الأخيرة» على صفقة العسكريين

سياسياً، لفتت الانتباه أمس إطلالة تصعيدية على منبر الرابية أطلق خلالها رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون وابلاً من المواقف «النارية» في وجه الحلفاء كما الخصوم، مستخدماً في تصويبه على جميع الأطراف مختلف «الأعيرة» الرئاسية والتشريعية والعسكرية والقضائية وصولاً إلى حد اعتباره الدولة بحكم «الميت الذي لم يبقَ منه سوى هيكل عظمي» وأنّ عودتها إلى قيد الحياة باتت مرهونة حكراً وحكماً بانصياع اللبنانيين لتطلعاته في ملفي رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش. أما أمنياً، وبينما باتت الضاحية الجنوبية لبيروت ليلتها الأولى في كنف «خطة» الدولة لمكافحة الجرائم المنظمة وملاحقة المطلوبين للعدالة المتوارين في الضاحية، برز في سياق أمني آخر تأكيد مصدر رسمي معني بمتابعة ملف العسكريين المخطوفين لـ«المستقبل» أنّ صفقة تحرير الأسرى لدى تنظيم «جبهة النصرة» دخلت مرحلة «تحديد الزمان والمكان لإنجازها»، كاشفاً في هذا السياق أنّ «الموفد القطري زار لبنان مرتين الأسبوع الفائت ووضع اللمسات الأخيرة على الصفقة».

وبينما شدد على كون التصعيد الأخير لـ«جبهة النصرة» غير مرتبط إطلاقاً بعملية إطلاق العسكريين «إنما بمسائل متصلة بالتوتر العسكري الميداني الحاصل في منطقة الجرود»، أكد المصدر الرسمي أنّ صفقة التبادل لتحرير العسكريين موضوعة «على سكة التنفيذ»، معرباً عن قناعته بعدم وجود أي مشكلة تعترض طريقها.

«خطة» الضاحية

إذاً، انطلقت الخطة الأمنية صباح أمس في منطقة الضاحية الجنوبية حيث نفذت القوى العسكرية والأمنية المشتركة انتشاراً راجلاً ومؤللاً في المنطقة وأقامت في شوارعها الرئيسية والفرعية عدداً من الحواجز الثابتة والمتحركة بحثاً عن مطلوبين. 

وأوضح بيان قيادة الجيش أنه «في إطار ترسيخ الأمن والاستقرار في العاصمة بيروت وضواحيها، ومكافحة الجرائم المنظمة وملاحقة المشبوهين والمطلوبين إلى العدالة، باشرت وحدات من الجيش بالاشتراك مع وحدات من قوى الأمن الداخلي والأمن العام، بتنفيذ خطة أمنية واسعة تستمر لعدة أيام، على أن تشمل الإجراءات المنفذة إقامة حواجز ثابتة وظرفية مكثفة وتفتيش السيارات والتدقيق في هوية العابرين، وتسيير دوريات مؤللة وراجلة في الطرق الرئيسة والداخلية، بالإضافة إلى عمليات دهم بحثاً عن المطلوبين والمشتبه بهم ولضبط الممنوعات على اختلاف أنواعها»، ودعت المؤسسة العسكرية في البيان «المواطنين إلى التجاوب التام مع هذه الإجراءات، حفاظاً على سلامتهم وتسهيلاً لممارسة أعمالهم اليومية، والإبلاغ الفوري عن أي حالة مشبوهة أو حادث أمني يتعرضون له».

«حزب الله».. 

و«آخر أيام هتلر»

تزامناً، استوقف المتابعون أمس خبر تشييع «حزب الله» أحد مقاتليه الأطفال في سوريا باعتباره خبراً مفجعاً لذويه وللوطن على حد سواء مع بلوغ الحزب في غيّه حدّ إغواء غير الراشدين من أتباعه للزجّ بهم في الحرب السورية والتضحية بحياتهم على مذبح الدفاع عن نظام الأسد الديكتاتوري. إذ وبعدما ذكرت معلومات أمنية أنّ العشرات من عناصر «حزب الله» الذين سقطوا خلال الأيام الأخيرة بين قتيل وجريح في منطقة القلمون السورية معظمهم ما دون 18 سنة، أتى خبر تشييع الحزب عصر أمس في الضاحية الطفل ذي الـ15 ربيعاً مشهور شمس الدين من بلدة مجدل سلم الجنوبية ليؤكد هذه المعلومات وليعطي بعداً دراماتيكياً للمدى الدموي الذي بلغه «حزب الله» في توريط اللبنانيين في الحرب الإيرانية الدائرة على الأراضي السورية.

وتعقيباً على هذا المشهد، أعرب وزير العدل أشرف ريفي عن أسفه لضريبة الدم التي يُدفّعها «حزب الله» للبنانيين الموالين له في سوريا، قائلاً لـ«المستقبل» إنّ تشييع الحزب أطفالاً قاتلوا وقضوا في صفوفه في سوريا إنما هو مشهد يذكّره «بآخر أيام هتلر»، موضحاً أنّ «هتلر في بداية حروبه وفي عزّ انتصاراته كان يستعين بالجنود البالغين الأشدّاء، لكن حينما بدأ مشروعه ينهار أصبح يستعين في نهاية حقبته بالأطفال للقتال عنه وسرعان ما شكل ذلك إفلاساً عسكرياً أدى في نهاية المطاف إلى خسارته الحرب».