أعرب عن تفاؤله بتمكن لبنان من اجتياز الأزمة والخروج منها معافى
الحريري يختتم زيارته لواشنطن: آن الأوان للقيام بأمر ما للشعب السوري
أكد الرئيس سعد الحريري أن «الأوان آن للقيام بأمر ما للشعب السوري، وذلك ليس بهدف المصلحة الوطنية لأي كان، بل لمصلحة هذا الشعب«. وأشار الى أن «اللبنانيين يتطلعون الى رؤية مصلحة بلدهم حيث يوجد نحو مليون و200 ألف لاجئ سوري، وهذا أمر لا طاقة لهم على احتماله«، متسائلاً «ماذا باستطاعة لبنان أن يفعل في مواجهة وحشية بشار الاسد تجاه هؤلاء اللاجئين؟«. ورأى أن «العالم فقد الكثير من حسّه الانساني، لأن هناك آلاف الاشخاص يُقتلون وعائلات يتم تشريدها في سوريا والعراق واليمن«، مشدداً على وجوب «أن ننظر الى القيمة الحقيقية للشعوب وأن نعطيها الامل». ولفت الى أن «ما يمر به لبنان حالياً يشكل أكبر تحد له»، لكنه أعرب عن تفاؤله بأن «لبنان سيتمكن من اجتياز هذه الازمة وسيخرج منها معافى».
لبّى الرئيس الحريري اول من امس دعوة رئيس وأعضاء «اتلانتيك كاونسيل» في واشنطن الى غداء عمل أقيم على شرفه في «مركز رفيق الحريري للشرق الاوسط« التابع للمجلس، حضره عدد من السفراء الحاليين والسابقين المعتمدين في العاصمة الاميركية ومفكرون وكتّاب وباحثون وأعضاء المجلس والوفد اللبناني المرافق للرئيس الحريري.
استهل اللقاء بكلمة لرئيس المجلس فريديريك كامبي رحب فيها بالرئيس الحريري، وخاطبه قائلاً: «لقد كان والدكم بطلاً محبوباً في بلاده وخارجها. كان بطلاً للقضايا التي يحارب من أجلها اللبنانيون والأميركيون والتي يسعى مجلسنا من أجل المحافظة عليها كالحرية والتسامح والحكم الرشيد والاقتصاد الحر في ظل سيادة القانون. لقد كان الرئيس رفيق الحريري معمراً حقيقياً في المجتمع البشري، اذ قام بتغيير وتحسين حياة الملايين من مواطني بلده في الداخل والخارج، ونحن فخورون بأن يحمل هذا المركز اسمه«.
أضاف: «لقد واصلت عائلتك مسيرته الملهمة في العمل الخيري السخي لبناء مستقبل أكثر إشراقاً للجميع، ويشمل هذا العمل عشرات الآلاف من المنح الدراسية للبنانيين في الولايات المتحدة وخارجها، ومنحاً في أهم الجامعات الاميركية ومنها جامعة جورج تاون، حيث تابعت أنت وصديقي بهاء دراستكما. ونحن في المجلس فخورون للغاية وممتنون أن عائلتكم قد اختارت تكريم ذكرى والدكم من خلال إنشاء هذا المركز الذي يحمل اسمه. وفي هذا الاطار أود أن أعرب عن شكرنا لبهاء الحريري على انشائه هذا المركز الناجح والحيوي لمنطقة الشرق الأوسط، فهو رجل أعمال استثنائي يمتلك رؤية ناجحة كوالدكم. لقد أراد بهاء الحريري أن يحمل مركز رفيق الحريري روح وإرث والدكم، الذي كرّس حياته وثروته لمساعدة شعوب العالم العربي للتحرر من قيود الاستبداد والطائفية والجهل. وهذا النضال مهم للغاية اليوم، اذ نرى في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بعض القوى التي تحاول نشر الفساد في جميع أنحاء المنطقة. ولقد أظهر القادة التقدميون مثلكم شجاعة كبيرة لمساعدة الجيل الصاعد من المغرب إلى لبنان إلى اليمن والذي يطالب بالحرية والاستقرار لتحقيق أحلامه، ومن المنطقي أن يركز المركز الذي يحمل اسم رفيق الحريري عمله على تأثير الأزمة السورية على الشعب السوري و لبنان وعلى المنطقة برمتها«.
وتابع: «ان مركز الحريري هذا أصبح الصوت القيادي والضمير الأخلاقي في هذه المسألة، برئاسة السفير فريد هوف والسيد فيصل عيتاني، اللذين قاما بمجموعة من النشاطات ذات التأثير الكبير في الولايات المتحدة والسياسة الأوروبية. فمنذ ساعة واحدة فقط قام السيد فيصل بتقديم مذكرته حول تحالف الولايات المتحدة وكيفية معالجة قضية داعش من خلال نهج يتألف من شقين في شمال سوريا وجنوبها. وفي الأسبوع الماضي، قدم فريد هوف اقتراحاً لإنشاء «قوة استقرار وطنية سورية«. ونحن نتطلع الى الاستماع لآرائكم حول التحديات التي تواجه لبنان والمنطقة في هذه الأوقات العصيبة«.
الحريري
وردّ الرئيس الحريري بكلمة قال فيها: «أشكركم على استضافتي في هذا المجلس، وأشكر أخي بهاء على مساهمته في انشائه، وهو مشروع واعد ساهم فيه لأنه يؤمن بالارث الذي تركه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهو ما يجب نشره ليتمكن العالم من معرفة ما هو عليه رفيق الحريري. فأنا لم أرَ أبي سعيداً في حياته بقدر ما كنت أراه عندما يلتقي الطلاب الذين ساهم في تخرجهم أو عند رؤيته مشروعاً أنجزه في بيروت، ولكن تعليم الطلاب بالنسبة اليه كان أهم مشروع أنجزه في حياته«.
أضاف: «اليوم عندما نرى ما يجري من حولنا في سوريا والعالم العربي، ندرك أن العالم فقد الكثير من حسّه الانساني، لأن هناك آلاف الاشخاص يقتلون وعائلات يتم تشريدها في سوريا والعراق واليمن. اننا اليوم لا نتحدث عن مصالح الولايات المتحدة أو لبنان أو المملكة العربية السعودية أو سوريا، بل يجب علينا أن ننظر الى القيمة الحقيقية للشعوب وأن نعطيها الامل«.
وأكد أن «اللبنانيين يتطلعون الى رؤية مصلحة بلدهم حيث يوجد نحو مليون و200 ألف لاجئ سوري، وهذا أمر لا طاقة لهم على احتماله، ولكن ماذا باستطاعة لبنان أن يفعل في مواجهة وحشية بشار الاسد تجاه هؤلاء اللاجئين، وقد رأينا أعداداً أخرى منهم استقبلها الاردن وغيره من البلدان؟. هل علينا أن نتركهم أو نعيدهم الى بلادهم أو نستقبلهم؟«، معتبراً أن «الأوان آن للقيام بأمر ما للشعب السوري وذلك ليس بهدف المصلحة الوطنية لأي كان، بل لمصلحة الشعب السوري، فنحن في العام 2015 ولا يمكننا رؤية ما حصل منذ قرون يتكرر في يومنا هذا«.
وختم: «لقد أتيت الى الولايات المتحدة حيث هناك العديد من القيم التي نتشارك بها، منها الديموقراطية وحقوق الانسان وتعليم الاجيال المقبلة«.
ثم دار حوار بين الحريري والحضور تناول تطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة ونتائج زيارته للولايات المتحدة الاميركية.
وكان الحريري جال فور وصوله على أرجاء المركز وتفقد أقسامه، واطلع على سير العمل فيه.
لقاءات
ثم التقى عضوي لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الاميركي السيناتور جورج لانكفورد والسيناتور ستيف داينس.
واستقبل في مقر اقامته وزير الخارجية الاردني ناصر جودة وعرض معه لآخر المستجدات في المنطقة.
ومساء، اختتم زيارته لواشنطن بلقاء عقده مع أعضاء غرفة التجارة الاميركية العربية، وكانت مناسبة تم خلالها عرض لسبل تعزيز وتقوية التبادل التجاري والاقتصادي بين لبنان والولايات المتحدة، اضافة الى الاوضاع الاقتصادية في المنطقة.
وقال الحريري أمام الوفد: «ان مجتمع الاعمال يشكل الامل للبنان، وان الاستقرار ضروري لتحقيق النمو ولتحريك العجلة الاقتصادية في أي بلد كان«. ولفت الى أن «ما يمر به لبنان حالياً يشكل أكبر تحد له«، لكنه أعرب عن تفاؤله بأن «لبنان سيتمكن من اجتياز هذه الازمة وسيخرج منها معافى«. وشدد على «أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه الانتشار اللبناني في مساعدة الاقتصاد على النهوض من جديد«.