IMLebanon

الحريري يلتقي هولاند ويرفض زجّ لبنان بالقلمون

لفت إلى أنّ الأمين العام لـ «حزب الله» يتصرّف كقائد الحركة الحوثية ويؤكد أنّ «الدولة مشطوبة من عقله»

الحريري يلتقي هولاند ويرفض زجّ لبنان بالقلمون

بين المحادثات التي عقدها مع الرئيس الفرنسي في الرياض وتناولت دعم الجيش والقوى الأمنية، و«الثلاثية» الوطنية التي رسمها تأكيداً على كون لبنان «حكومةً وجيشاً وأكثريةً شعبية» غير معنيّ بمعارك القلمون ولا يتحمّل تبعات التورّط فيها.. تصدّر الرئيس سعد الحريري أمس المشهد الوطني المسؤول عن تعزيز مقدّرات الدولة وتمتين أواصر حيادها وسلامة أبنائها في مقابل كل محاولات الزجّ باللبنانيين في أتون حرب «يتحمّل «حزب الله» منفرداً تبعات التورط فيها خدمةً للأجندة العسكرية لبشار الأسد». الحريري توجّه بجملة «أسئلة تحذيرية لكل المهلّلين لحرب القلمون والمشاركين بتغطيتها» تطرح علامات استفهام حول الجهة التي «يمكن أن تضمن سلامة العسكريين المخطوفين في حال مشاركة جهة لبنانية في هذه المعركة»، وحول ارتدادات هذه المشاركة على القرى الحدودية اللبنانية، ومحاذير منح هذه الجهة بتدخلّها العسكري داخل سوريا الحجّة للتنظيمات السورية للقتال داخل لبنان والقيام بأعمال حريبة توقع القتلى في صفوف اللبنانيين، وسط تشديده في هذا المجال على أنّ «حزب الله شريك مباشر في الجريمة التي يحشد في القلمون لاستقدامها إلى لبنان والعمل على زجّ القرى البقاعية الحدودية بها».

وفي سياق مؤكد لظنّ الحريري بـ«حزب الله» لناحية أنه «كالعادة لن يسمع نصيحة الشركاء في الوطن وسيضرب بعرض الحائط مرة أخرى التحذيرات اللبنانية من استدعاء الحرائق السورية الى الداخل اللبناني»، جاءت إطلالة أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله مساء أمس لكي «يبشّر» اللبنانيين بإصراره على جرّهم إلى مستنقع القلمون الدموي مستخدماً في محاولة تبرير هذا الإصرار والإمعان في خطف القرار الوطني جملة نعوت مهشّمة لقدرات ومعنويات القوى العسكرية والأمنية الرسمية، ولكيان الدولة عموماً من خلال وصفها بالعاجزة، الأمر الذي سارع الرئيس الحريري إلى الرد عليه بلفت الانتباه إلى أنّ «مصلحة لبنان باتت في آخر السطر من تحاليل السيد حسن والأمر المؤكد أنّ الدولة في لبنان مشطوبة من عقله»، مشيراً في هذا الإطار إلى أنّ نصرالله «يتعامل مع الحدود اللبنانية جنوباً وشرقاً وبقاعاً وشمالاً، كأراضٍ مملوكة لحزب الله يتحرك فيها على هواه ويبيع ويشتري الحروب كما يشاء». وتوجّه إليه بالقول: «أنت تكلّف نفسك بمهمة لا أخلاقية ولا وطنية ولا دينية وتتلاعب بمصير لبنان على حافة الهاوية».

لقاء هولاند

بالعودة إلى لقاء الرياض، فقد استقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قبل ظهر أمس الرئيس الحريري في مقر إقامته في قصر الملك سعود للضيافة في حضور وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس وأعضاء من الوفد الفرنسي المرافق .وأوضح المكتب الاعلامي للحريري أنّ البحث تناول خلال اللقاء تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة ومسألة تزويد الجيش اللبناني بالأسلحة الفرنسية من الهبة السعودية المقدمة إلى لبنان لتقوية ودعم الجيش والقوى الامنية اللبنانية الشرعية .كما تطرّق البحث إلى سبل مساعدة لبنان في مواجهة الأعباء الناتجة عن أزمة اللاجئين السوريين وتكثيف الجهود الدولية المبذولة لحلّ الأزمة السورية ولوضع حد لمعاناة الشعب السوري.

نصرالله مدعوّ «لساعة وعي»

وبُعيد الخطاب المتلفز لأمين عام «حزب الله» الذي استكمل فيه مسلسل إغراق لبنان في بؤرة الكراهية للعرب محرضاّ فيه ضدّ المملكة العربية السعودية وجهودها الرامية إلى رعاية حوار يمني وطني ينهي الأزمة بين اليمنيين، ردّ الرئيس الحريري على هذا الخطاب فلاحظ في سلسلة تغريدات عبر موقع «تويتر« أنّ «السيد نصرالله يتعامل مع عاصفة الحزم باعتبارها هزيمة شخصية له وللمشروع الإيراني في اليمن»، وقال: «إنه يتناول الموضوع اليمني كما لو كان يتحدث عن الضاحية أو النبطية ويتصرف كما لو أنه القائد الفعلي للحركة الحوثية«، لافتاً إلى أنّ «الاهتمام المثير لنصر الله بالملف اليمني، يؤكد المتداول من أنّ إيران كلّفته شخصياً منذ سنوات مسؤولية رعاية التنظيم الحوثي المسمى أنصار الله، وهو مسؤول عن الخدمات الايرانية الأمنية والسياسية في اليمن». 

وفي معرض الإعراب عن الأسف لكون نصرالله يضع «مصلحة لبنان بنداً أخيراً في اهتماماته، بعد مصالح إيران في اليمن والعراق وسوريا»، رأى الحريري أنّ «مصلحة لبنان باتت في آخر السطر من تحاليل السيد حسن والأمر المؤكد أنّ الدولة في لبنان مشطوبة من عقله، فلا مكان للجيش والحكومة والمؤسسات، و«حزب الله» هو البديل عنها وسيقوم مقامها في الذهاب إلى الحرب في القلمون«، مشيراً إلى أنّ «السيد حسن يتعامل مع الحدود اللبنانية جنوباً وشرقاً وبقاعاً وشمالاً، كأراضٍ مملوكة لـ»حزب الله» يتحرك فيها على هواه ويبيع ويشتري الحروب كما يشاء».

وأضاف الرئيس الحريري: «يقول نصر الله إنّ الذهاب إلى حرب القلمون أمر محسوم، وهو من يرسم حدود العملية وزمانها ومساحتها لأنها تكليف أخلاقي ووطني وديني، ونحن نقول للسيد حسن أنت تكلف نفسك بمهمة لا أخلاقية ولا وطنية ولا دينية. أنت تتلاعب بمصير لبنان على حافة الهاوية». وختم ردّه بالقول: «إذا كان نصر الله يخشى من مخطط أميركي لتقسيم البلدان العربية، فليُعلن الانسحاب من الحروب الأهلية العربية ومن النزاعات في اليمن والعراق وسوريا»، متسائلاً: «أليس هو شريكاً في تلك الحروب ويعد الشعب السوري بالمزيد منها؟! لقد آن الاوان بساعة للوعي يا سيد».

مقتل قياديين في «حزب الله»

ميدانياً، اندلعت أمس اشتباكات مسلّحة عنيفة بين مقاتلين من «حزب الله» وآخرين من الفصائل المعارضة السورية عند الجبهة الحدودية المحاذية لبلدتي بريتال والطفيل البقاعيتين، وبينما واكبت قناة «المنار» التابعة للحزب المعركة ببث أخبار تتحدث عن تدمير 5 آليات للمسلحين السوريين وقتل 12 منهم، نقلت وكالات الأنباء وبعض شبكات التلفزة العالمية معلومات تؤكد مقتل القيادي في «حزب الله» على جبهة القلمون علي خليل عليان الملقّب (أبو حسين ساجد) وهو من بلدة قلاويه الجنوبية بالإضافة إلى مقتل 10 عناصر من الحزب أثناء محاولتهم التسلل في جرود الجبة في القلمون الغربي.

إلى ذلك أعلنت مواقع المعارضة السورية تشكيل ما أسمته «جيش الفتح في القلمون» المؤلف من مختلف الفصائل الثورية المنتشرة في المنطقة بريف دمشق الشمالي، وأفادت هذه المواقع في وقت لاحق عن مقتل قيادي آخر في «حزب الله» يدعى توفيق نجار بعد ساعات من استلامه عمليات الحزب في القلمون خلفاً لعليّان، موضحةً أنّ نجار قضى بنيران «جيش الفتح» خلال محاولته على رأس مجموعة تابعة لـ»حزب الله» التقدم في منطقة جرود بريتال.