IMLebanon

الجيش غير معنيّ بالقلمون: ندافع فقط عن لبنان

الموازنة قيد «النقاش التقني».. وسلام يعاتب بوصعب

الجيش غير معنيّ بالقلمون: ندافع فقط عن لبنان

بينما يقف «حزب الله» على شفير معركة طاحنة مع فصائل المعارضة السورية متحسّباً حابساً أنفاسه خشية انقطاعها في مستنقع القلمون «الفييتنامي»، طغت خلال اليومين الأخيرين مناوشات كرّ وفرّ على هذه الجبهة بين الجانبين تحدث كل منهما إعلامياً عن تكبيد الآخر خسائر جسيمة في الأرواح وتحقيق مكاسب ميدانية على عدد من المحاور الجردية. أما على الجبهة الوطنية المتوجّسة من تداعيات وانعكاسات ارتكابات الحزب الدموية في سوريا على الاستقرار الهشّ في لبنان، فالرهان كان وسيبقى على المؤسسة العسكرية للحؤول دون انزلاق البلد في أتون النيران المحيطة، وقد شدد مرجع عسكري رفيع لـ«المستقبل» على أنّ الجيش اللبناني غير معنيّ بمعركة القلمون، قائلاً رداً على سؤال عن دور الجيش في حال اندلاع هذه المعركة: «نحن ندافع فقط عن لبنان، ودور الجيش واضح في الدفاع عن أرض الوطن وحدوده ولا علاقة له بأي أمر آخر» خارج هذا النطاق.

وعن الاشتباكات التي حصلت في المنطقة الجردية خلال الساعات الأخيرة، أوضح المرجع العسكري أنّ ما حصل أمس كناية عن «مناوشات عسكرية متقطعة في القلمون سُمعت أصداؤها على الحدود اللبنانية» مؤكداً «عدم وجود معارك ضخمة بعد بالمعنى العسكري للكلمة» في تلك المنطقة، مع الإشارة في الوقت عينه إلى أنّ «المعارك التي دارت خلال اليومين الماضيين في الجرود المحاذية لبلدة بريتال إنما هي كانت محصورة داخل أراضٍ سورية وليس لبنانية».

كرّ وفرّ

وفي إطار النتائج الميدانية لاشتباكات الكرّ والفرّ الجردية بين الفصائل الأسدية بقيادة «حزب الله» وفصائل المعارضة السورية، بثّ الحزب أمس عبر إعلامه الحربي أنباء تشير إلى سيطرة مقاتليه على تلة قرنة النحل وعسال الورد بعد معارك خاضها مع المجموعات المسلحة السورية تحت غطاء مدفعي وصاروخي وجوي كثيف أسفر عن مقتل عشرات المقاتلين السوريين، بينما عادت الفصائل السورية المعارضة لتعلن في وقت لاحق عبر مواقعها الإخبارية عن استعادة «جيش الفتح في القلمون» نقاط عسكرية من الحزب قرب الزبداني وتكبيده خسائر بشرية ومادية كبيرة. 

وفي السياق عينه، أفاد «تجمّع إعلاميي القلمون» عن مقتل القيادي في «حزب الله» فادي الجزار الملقب (أبو العباس) خلال اشتباكات جرود بريتال، بالإضافة إلى مقتل عدد من قياديي وعناصر الحزب في المعارك الدائرة في القلمون من بينهم خالد فرحات وعلي حيدر وحسن الحاج حسن وعماد نصر الدين وحسن عاصي. علماً أنّ «حزب الله» كان قد أعلن من جهته مقتل القياديين في الحزب حمزة حسين زعيتر وعلي خليل عليان.

مجلس الوزراء

مؤسساتياً، عقد مجلس الوزراء أمس جلسة مخصصة لاستكمال درس مشروع موازنة العام 2015، وخلص المجلس بعد مناقشة مستفيضة لمواد المشروع إلى الموافقة على أحكام الفصل الأول منه على أن تستكمل الحكومة نقاش سائر بنود الموازنة في جلستين مخصصتين لهذه الغاية يومي الاثنين والأربعاء المقبلين.

وإذ وصفت مصادر وزارية الجلسة بأنها كانت عادية تمّ خلالها «نقاش تقني» لمشروع الموازنة العامة، لفتت المصادر في ما يتصل بالأجواء السياسية للجلسة إلى أنه تخللها «عتب» وجّهه رئيس الحكومة تمام سلام إلى وزير التربية الياس بوصعب، موضحةً لـ«المستقبل» أن سلام عاتب بوصعب على خلفية إقدامه على سابقة اصطحاب والدة الشهيد نديم سمعان معه إلى جلسة مجلس الوزراء السابقة من دون إعلام رئيس الحكومة وأعضائها مسبقاً بالأمر في ما بدا أنه يأتي في إطار فرض أمر واقع على مجلس الوزراء ورئيسه الذي قال متوجهاً إلى بوصعب: «مش هيك بتصير الأمور، هناك كرامة للحكومة ورئيسها».

ونقلت المصادر الوزارية أنّ والدة الشهيد سمعان كانت قد حاولت عدة مرات الدخول إلى السرايا الحكومية للقاء الرئيس سلام من دون أخذ موعد مسبق منه وكان حرس السرايا في كل مرة ينصحونها بطلب موعد رسمي للسماح لها بالدخول إلا أنها كانت تصرّ على مقابلة رئيس الحكومة من دون موعد، إلى أن بادر وزير التربية بشكل مباغت إلى إدخالها قاعة مجلس الوزراء خلال انعقاد جلسته السابقة حيث قامت بتوزيع صلبان على الوزراء وخاطبت المجلس مشددةً على وجوب إعلان يوم 6 أيار عيداً لكل الشهداء وليس لشهداء دون آخرين، فتلقّف رئيس الحكومة حينها الموضوع متوجهاً بالتحية إلى والدة الشهيد وعانقها قائلاً: «قلبنا معك». غير أنّ السيدة سمعان سرعان ما عادت لتطل مساء الليلة نفسها عبر شاشة «otv» العونية لتوجّه انتقادات لاذعة بحق رئيس الحكومة على خلفية عدم إعلان 6 أيار عيداً رسمياً للشهداء.