جمهور «حزب الله» يشنّ حملة شتم وتخوين إلكترونية على الجيش لعدم مؤازرته في القلمون
صفقة العسكريين: «ابتزاز» ربع الساعة الأخير
في سياقٍ متماهٍ مع ما كان قد أكده مرجع عسكري رفيع لـ«المستقبل» لناحية أنّ الجيش اللبناني غير معنيّ بمعركة القلمون ودوره محصور فقط بالدفاع عن الأراضي اللبنانية، أتى تصريح قائد الجيش العماد جان قهوجي أمس ليعبّر بشكل حازم وجازم عن كون المؤسسة العسكرية غير معنيّة بالانخراط في أي من المعارك والحروب الدائرة خارج نطاق الخارطة الوطنية وخارج إطار «الواجب الدفاعي والأمني»، مشدداً خلال جولة ميدانية في الناقورة على أنّ «قرار الجيش الحازم هو التصدي لأي اعتداء على لبنان من أي جهة أتى». بينما برزت في المقابل على شريط متابعات شبكات التواصل الاجتماعي حملة شتم وتخوين منظّمة يشنّها جمهور «حزب الله» على الجيش لعدم مؤازرته الحزب في حرب القلمون السورية وذلك في محاولة واضحة وفاضحة لابتزاز المؤسسة العسكرية وجرّها نحو رمال القلمون المتحركة. وعلى خط ابتزازي موازٍ يتصل بمستجدات الأنباء المتوافرة حول صفقة إطلاق العسكريين المخطوفين، كشف مرجع رسمي أمس لـ«المستقبل» عن محاولة الخاطفين «تجاوز بعض القواعد والمعايير المتفق عليها لإنجاز الصفقة في إطار سعيهم لتحسين شروطهم في ربع الساعة الأخير»، موضحاً أنّ هذا الابتزاز الذي يُمارسه الخاطفون يتعلّق «بالشق المالي من الصفقة».
وإذ شدد على كون عملية التفاوض لإبرام صفقة تحرير العسكريين «مستمرة وقائمة ولم تتأثر بموضوع القلمون» وأنها وصلت إلى خواتيمها وتنتظر فقط «الانتهاء من تحديد آلية التنفيذ»، قال المرجع الرسمي إنه مع دخول الصفقة المرتقبة ربع ساعتها الأخير منذ أيام حاول الخاطفون أن يقوموا بعملية التفاف وابتزاز «لرفع السقوف وتحسين الشروط قبيل إنجاز عملية التبادل تماماً كما قد حصل في السابق إبان عملية المقايضة لتحرير مخطوفي أعزاز»، واضعاً الشريط المصوّر الأخير الذي بثّه الخاطفون للأسرى العسكريين في إطار «أولى حلقات هذا الابتزاز».
وفي المقابل، أكد المرجع أنّ «الجانب اللبناني أنجز كل المطلوب منه وباتت الكرة في ملعب الطرف الآخر لإنجاز الصفقة»، لافتاً إلى أنّ «الوسيط القطري حضر إلى اسطنبول قبل أربعة أيام لمواكبة عملية الاتصال والتفاوض وتذليل العقبات التي برزت في الآونة الأخيرة». وأضاف: «الجهة الخاطفة لديها مصلحة بإنجاز الصفقة لأنها ستحصل بموجبها على بعض المساجين، ولبنان أيضاً لديه مصلحة وطنية في ذلك لتحرير واستعادة عسكرييه لكنه في الوقت عينه مُلتزم بأصول وقواعد التفاوض التي يتولى إدارتها بكثير من الدراية والصلابة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بشكل يؤدي إلى تنفيذ صفقة التبادل وفق الالتزامات السابقة المتفق عليها من دون تعديل أو تبديل».
ورداً على سؤال، رفض المرجع الخوض في تفاصيل متصلة بالتوقيت المرتقب لتنفيذ الصفقة، مكتفياً بالإعراب عن توقعه «ظهور نتائج معينة خلال الأيام القليلة المقبلة».
تغريد وتحريض على الجيش
بالعودة إلى معركة القلمون، وبينما لفت الانتباه أمس توجيه «جيش الفتح في القلمون» عبر حسابه على تويتر تحذيراً إلى اللبنانيين من محاولات «حزب الله» جرّ بلادهم إلى حرب «ليست حربهم وإنما خططت لها إيران»، برز على الجبهة الالكترونية المضادة كمّ هائل من التحريض والتخوين على الجيش اللبناني من خلال الحملة التي شنتها خلال الساعات الأخيرة صفحات موالية لـ«حزب الله» عبر مواقع التواصل الاجتماعي على خلفية عدم انخراط الجيش في معارك الحزب على جبهة القلمون السورية. وفي أبرز ما رصدته «المستقبل» (ص 2) من هذا القبيل، لوحظت تغريدات تحريضية هستيرية عبر موقع «تويتر» من حسابات ترفع رايات «حزب الله» وتتكنّى باسم الضاحية الجنوبية لبيروت يتّهم مشغلوها من جمهور الحزب علناً وصراحةً الجيش وضباطه بالعمالة والخيانة ويوجّهون إلى المؤسسة العسكرية أقذع وأشنع الشتائم والعبارات البذيئة لعدم مساندته «حزب الله» في معارك القلمون.