IMLebanon

الحريري يبحث وبوتين أوضاع لبنان وسوريا والعراق واليمن

معركة القلمون: تكامل في الأدوار بين «حزب الله» و«داعش»

الحريري يبحث وبوتين أوضاع لبنان وسوريا والعراق واليمن

على وقع تأكيد المسؤولين الروس أنّ بلادهم «تنوي لعب دور أكبر في المنطقة» وتشديدهم على وجوب «تجديد جهود المجتمع الدولي للتوصل إلى حلّ للأزمة السورية»، إختتم الرئيس سعد الحريري زيارته الروسية أمس متوّجاً محادثاته بلقاء عقده مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي على البحر الأسود تباحثا خلاله على مدى ساعة وربع الساعة في آخر مستجدات الأوضاع في لبنان والتطورات الحاصلة في المنطقة لا سيما في سوريا والعراق واليمن. وبينما وصفت مصادر المجتمعين اللقاء بـ«الممتاز»، أفادت «المستقبل» أنّ الرئيس الروسي حرص على استقبال الرئيس الحريري «بحفاوة كبيرة» وبادره بالقول: «نتابع جهودك ونثني عليها»، مؤكداً له في مستهل اللقاء أنه «يتابع شخصياً تطورات الأوضاع في لبنان من منطلق الحرص على دوام استقراره».

وبعد لقاء سوتشي الذي حضره مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري ومستشاره للشؤون الروسية جورج شعبان إلى جانب مستشار بوتين للشؤون الخارجية يوري أوشاكوف وممثل الرئيس لشؤون الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، غادر الحريري إلى المملكة العربية السعودية عبر مطار سوتشي حيث كان بوغدانوف في وداعه على أرض المطار.

الدوما

وعشية لقائه الرئيس الروسي، كان الرئيس الحريري قد زار «الدوما» حيث اجتمع مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي اليكسي بوشكوف الذي أوضح بعد الاجتماع أنّ «اللقاء كان مهماً جداً نظرا للوضع الخطير الذي تعيشه منطقة الشرق الأوسط»، مؤكداً أنّ «روسيا تنوي لعب دور أكبر في المنطقة» بعدما كانت «إلى حدّ ما غائبة عنها على مدى عشرين عاماً» لانشغالها بمسائل داخلية واقتصادية.

وإذ لفت الانتباه إلى أنّ «لبنان من بين أهم دول المنطقة» وروسيا «مهتمة كثيراً باستقراره وسرعة تطوره»، شدد بوشكوف في هذا السياق على أنّ «استقبال الرئيس بوتين للرئيس الحريري يشكل دليلاً واضحا على الأهمية الكبيرة التي نوليها لبلادكم». أما عن الأزمة السورية التي وصفها بـ«المعقدة جداً»، فقال: «أعرف أن هناك شريحة كبيرة من الشعب السوري تطالب برحيل الرئيس الأسد وأنّ هناك انقساماً داخلياً كبيراً جداً على مستقبل الحكم في سوريا»، معتبراً أنّ «الشرط الأساس الذي لا غنى عنه للتوصل إلى اتفاق بشأن سوريا هو أن لا تشارك قوى التطرف الاسلامي كـ«جبهة النصرة» و«داعش» بالحكم»، وأردف: «لكننا بالتأكيد نعتقد أن الأزمة السورية قد أزهقت العديد من الأرواح، وأنه لا بد من تجديد جهود المجتمع الدولي للتوصل الى حلّ للأزمة».

«داعش» يؤازر «حزب الله»

وفي سياق متصل بملف التطرف وجماعاته الموجودة في سوريا، برز أمس ما تكشّف لـ«المستقبل» من معلومات أمنية موثوقة وعلى درجة عالية من الدقة والاطلاع على مسار المعارك الجارية في القلمون حول وجود «تكامل في الأدوار» بين تنظيمي «داعش» و«حزب الله» على مستوى مجريات القتال في هذه المعارك، بحيث تقوم مجموعات مسلحة من «داعش» بمؤازرة مقاتلي الحزب بطريقة غير مباشرة من خلال شنّ هجمات منسّقة على فصائل المعارضة السورية التي تخوض معارك مع «حزب الله» وكتائب الأسد على عدد من محاور القتال في جرود القلمون، في وقت عمد النظام السوري إلى تسهيل الطريق أمام انتقال مقاتلي «داعش» من الرقّة باتجاه جرود عرسال بهدف تشتيت وضرب مقاتلي المعارضة على طول هذا الخط الجردي.

وأوضحت المعلومات الأمنية أنّ مجموعات «داعش» شنت في الآونة الأخيرة سلسلة هجمات على مراكز تابعة للفصائل المتقاتلة مع «حزب الله» في المنطقة الجردية، كما خاضت في أكثر من اشتباك مسلّح مع مجموعات تابعة لـ«جبهة النصرة» في الجرود المحاذية لعرسال. تماماً كما يحصل على أكثر من جبهة في الداخل السوري حيث يتولى مقاتلو «داعش» استهداف عدد من الفصائل المسلحة المعارضة للأسد تحت رعاية ومواكبة جويّة ملحوظة من مقاتلات النظام بحيث تكون هذه الفصائل بين فكّي كماشة هجمات «داعش» ميدانياً وبراميل الـ»تي. أن. تي» التي تلقيها مروحيات الأسد من الجوّ.

وفي إطار لعبة «تكامل الأدوار» نفسها، يتبيّن بحسب المعلومات الأمنية أنه، ومنذ انطلاق عمليات القضم الميداني التي يشنّها «حزب الله» على بعض النقاط والمراكز في جرود القلمون السورية، بدأت مجموعات «داعش» بشن عمليات متزامنة في المنطقة على عدد من مراكز «النصرة» بعدما كان الجانبان يتعايشان في القلمون طيلة نحو سنتين من دون أن يسجّل أي اشتباكات مماثلة بينهما.

وفي الوقت الذي تشير المعلومات إلى تكبّد «حزب الله» خسائر بشرية كبيرة سجلت في الآونة الأخيرة سقوط 29 قتيلاً من عناصره خلال الاشتباكات مع «النصرة» على جبهات القلمون، لوحظ أنّ «داعش» تعمّد في الوقت عينه فتح معارك كرّ وفرّ موازية مع «جبهة النصرة» في جرود القلمون تمكّن في خلالها مقاتلو «النصرة» من أسر نحو 40 عنصراً من تنظيم «داعش». مع الإشارة إلى أنّ هجمات هذا التنظيم أتت بشكل مباغت على عدد من مراكز «النصرة» في المنطقة الجردية، وذلك بعد أن كان الجانبان قد بادرا إلى عقد اتفاق مكتوب ينصّ على مهادنة بعضهما البعض في القلمون ثم سرعان ما نكث مسؤولو «داعش» ببنود هذا الاتفاق وشنّوا عمليات عسكرية على عدد من نقاط تمركز «النصرة» بالتزامن مع الهجمات التي يشنها عليه كل من «حزب الله» وكتائب الأسد.