IMLebanon

تحقيق الحسن «في نهاياته» والنتائج «في الوقت المناسب»

شهيد جديد للجيش برصاص الغدر.. والمسؤول عن اغتيال الجمل يعترف

تحقيق الحسن «في نهاياته» والنتائج «في الوقت المناسب»

 

هي العدالة وإن أمهلت لكنها لا تهمل حق الشهداء في تعرية قتلتهم المدفوعين من أقبية الإجرام وخلاياه الاستخباراتية والإرهابية.. فها هي التحقيقات في «لاهاي» وقد بدأت تسطّر شهادات تقض مضاجع مرتكبي جريمة 14 شباط 2005، وها هو التحقيق في جريمة اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن وقد «شارف على نهايته» وفق ما كشفت مصادر وزارة الداخلية لـ«المستقبل» مؤكدةً عشية الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد الحسن أنّ «نتائج التحقيق ستُعلن بعد اكتماله في الوقت المناسب».. في حين أفادت مصادر عائلة المقدم الشهيد نور الجمل «المستقبل» أنّ المعلومات التي بلغت العائلة تشير إلى أنّ التحقيقات الجارية مع الموقوف إبراهيم بحلق أثبتت أنّه «مسؤول المجموعة الإرهابية» التي اغتالت المقدّم الجمل.

ولأنّ معتنقي الإجرام وأربابه فاقدو الغطاء والأرضية في طرابلس، تلحّفت أيادي الغدر جنح الظلام لتشنّ فجر أمس هجوماً مسلّحاً جديداً على الجيش مستهدفةً حافلة تقلّ عسكريين في محلة البيرة في عكار ما أسفر عن استشهاد الجندي جمال جان هاشم (مواليد 1995 القبيات). 

على الأثر، لاقت الجريمة جملة ردود فعل أهلية وسياسية نابذة للإرهاب ومساندة للمؤسسة العسكرية، فبينما تداعت فاعليات القبيات لاجتماع طارئ في مقر بلديتها أكدت في ختامه على كون اغتيال هاشم «جريمة بحق المؤسسة العسكرية خصوصاً والوطن عموماً»، مشددةً على أن «الشهيد هاشم ليس شهيد القبيات فحسب بل هو شهيد الجيش البطل»، برز على المستوى السياسي استنكار رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة «جريمة الاعتداء على الجيش»، مقدّماً تعازيه لذوي الشهيد باعتباره «شهيد لبنان وتيار المستقبل». في حين توجّه وزير الداخلية نهاد المشنوق للقتلة بالقول: «لا لحاكُم ولا صلاتكم ولا راياتكم ستحميكم من القصاص، نحن لكم بالمرصاد وسينتصر الاعتدال في لبنان».

الشهيد الجمل

بالعودة إلى قضية اغتيال المقدّم نور الجمل، فقد أوضحت مصادر عائلة الشهيد لـ«المستقبل» أنّ الموقوف لدى الجيش ابراهيم بحلق «اعترف خلال التحقيقات أنه كان قائد إحدى المجموعات الإرهابية التي شنت الاعتداء المسلّح على موقع الشهيد الجمل في مركز مهنية عرسال»، لافتةً إلى أنّ المعلومات التي بلغت العائلة من التحقيق أكدت أنّ «المجموعة التي يرأسها بحلق هي المسؤولة عن اغتيال المقّدم الجمل، على أن يتبيّن من مسار التحقيقات المستمرة ما إذا كان بحلق هو نفسه من نفّذ الجريمة أم أنّ أحد عناصر مجموعته هو الذي أقدم على ذلك».

وختمت مصادر العائلة بالإعراب عن ثقتها وقناعتها بنتائج التحقيقات العسكرية التي أثبتت أنّ «مجموعة بحلق الإرهابية هي التي اغتالت الشهيد نور بينما كان على متن ملالة عسكرية يدافع ببسالة عن أرض الوطن، وقد استمر بالتصدي للإرهابيين حتى الرمق الأخير مستخدماً مسدسه الشخصي حين فرغ سلاحه الرشاش من الذخيرة… وكل ما قيل وتردّد بخلاف ذلك ليس صحيحاً».

جنبلاط في معراب

في المشهد السياسي، طغت أمس على أحداث الأمس زيارة رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط إلى معراب حيث اجتمع مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على مدى 3 ساعات تخللتها مأدبة غداء وعملية تبادل كتُب بين الجانبين دوّن المضيف على أحدها بعنوان «نشأة المقاومة اللبنانية» إهداءً جاء فيه «للتاريخ اتجاه واحد لا يجب تجاهله»، بينما دوّن الضيف على كتاب «Le rêve du Celte» إهداءً إلى «عزيزي د. جعجع، إنه تاريخ الجرائم المرتكبة باسم الله.. مع كل احترامي».

وإذ وصف جنبلاط الحوار الذي جرى خلال اللقاء بـ«الصريح والإيجابي»، موضحاً أنه «كانت هناك نقاط التقاء ونقاط اختلاف لكن في النهاية ليس أمامنا إلا الحوار»، نفى في المقابل وجود «قطيعة» مع جعجع. وأضاف رداً على سؤال: «هنري حلو مرشحنا وما زال».

أما جعجع فقال بعد اللقاء: «أجرينا جولة أفق كاملة وشاملة حول الهموم الوطنية (…) وكان الحديث معمّقاً»، مؤكداً في الوقت عينه أن «لا جديداً في موضوع الرئاسة» طالما أنّ «الفريق الآخر ما زال متمسكاً بموقفه».

«أدب المجالس»

وأكدت مصادر معراب لـ«المستقبل» أنّ اللقاء بين جعجع وجنبلاط «كان جيداً جداً»، واكتفت بالإشارة إلى أنّ الجانبين تداولا «في كل المواضيع» تاركةً «للزائر حقّ إطلاع الرأي العام على مضمون اللقاء ومواضيعه عملاً بأدب المجالس».

«بروتوكول»

وفي سياق متقاطع، أشادت مصادر إشتراكية بـ«الإيجابية» التي طغت على لقاء معراب، ووضعته في إطار «الجولة البروتوكولية» التي قام بها جنبلاط على القيادات المارونية. وأفادت المصادر «المستقبل» أنّ رئيس «الاشتراكي» يعتزم في الوقت الراهن استكمال جولاته المناطقية في الأيام المقبلة لما لها من أهمية كبرى في هذه المرحلة، مشيرةً إلى أنّ محطته الجديدة ستكون في عرمون غداً الأحد، بحيث ستشمل لقاءاته في المنطقة اجتماعاً يعقده مع فاعليات «عرب خلدة».