Site icon IMLebanon

سوء أحوال جويّة وسياسية

سليمان يتّهم البعض بقطع رأس لبنان لإلغاء «إعلان بعبدا» ويحيّي «شجاعة» الحريري

سوء أحوال جويّة وسياسية

 

لم يكن ينقص لبنان المحاصر بالشغور (الرئاسي) منذ شهور، وبأزمتي العسكريين المخطوفين والنازحين السوريين، سوى السيول والفيضانات التي ضربته من جنوبه الى شماله لتخلّف أضراراً أعادت الى الأذهان فيضان نهر أبو علي في خمسينيات القرن الماضي. والنتيجة زحل تلال وأراضٍ وانخساف طرق وانهيار جسور غيّرت معالم جغرافية وعزلت قرى خصوصاً في منطقة الضنية، التي يزور نائباها أحمد فتفت وقاسم عبدالعزيز، صباح اليوم، رئيس مجلس الوزراء تمام سلام للمطالبة بإعلانها «منطقة منكوبة» والعمل على إصلاح الأضرار الكارثية التي لحقت بها.

الأمطار الغزيرة والسيول أرخت بثقلها على معظم المناطق اللبنانية، في الأعالي والسواحل، مخلّفة أضراراً فادحة، في ظاهرة طبيعية غير مسبوقة بمداها، حيث هطل ما يقارب 120 ملم في مناطق الشمال وحدها، فيما برزت حالات مماثلة للكوارث التي نجمت عن الأمطار في منطقة البقاع الشمالي حيث تسبّبت بسيل جارف في بلدة الفاكهة وصولاً الى مجرى نهر العاصي.

وقد تفقد رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، المناطق المتضرّرة شمالاً، وأكد أن الهيئة ستعوّض عن «كل ما يتعلّق بالسلامة العامة»، علماً أن نائبي الضنية، فتفت وعبدالعزيز تابعاً ما حل بالمنطقة من كوارث، وأجريا اتصالات بالرئيس سلام والوزارات والإدارات المعنية، لإجراء المقتضى، لا سيما وأن طرقاً وجسوراً انهارت في بلدات السفيرة وكفربنين وقرحيا وبقرصونا وقرصيتا، ما تسبب في عزل قرى بكاملها. (ص 8)

وقال النائب فتفت لـ«المستقبل»: إن الأضرار في أعالي الضنية مخيفة وضخمة، وأن أربعة جسور انهارت بالكامل، كما تهدّمت منازل خصوصاً في بيت الفقس بالإضافة الى تهديد 5 مبانٍ بسبب انهيار حائط الدعم بصورة كاملة. أضاف أن قرى «عُزلت عن بعضها البعض بسبب انهيار جسور بما يحوّل الضنية الى منطقة منكوبة، وهو ما سنناقشه مع رئيس الحكومة غداً (اليوم) زميلي النائب قاسم عبدالعزيز وأنا».

لجنة النازحين

هذا في الأحوال الجويّة، أما الأحوال السياسية فلا تقلّ سوءاً مع تراكم الملفات الثقيلة والمعقّدة وأهمها ملف النازحين السوريين الذي تجتمع اللجنة الوزارية المولجة بمتابعته اليوم برئاسة الرئيس سلام، لاستكمال البحث في الإجراءات الآيلة الى التخفيف من أعباء هذا الملف.

وأوضح وزير عضو في هذه اللجنة لـ«المستقبل» أنها ستعمل اليوم على إعداد مشروع لعرضه على مجلس الوزراء في جلسته المقبلة الخميس، وعلى رأس بنوده «وقف النزوح نهائياً» والإجراءات الواجب اتخاذها لهذه الغاية، بالإضافة الى إعادة تقويم لواقع النازحين في لبنان، استعداداً للمؤتمر الدولي للدول المانحة المنوي عقده في ألمانيا في 27 و28 الجاري، حيث سيشارك لبنان فيه بوفد يرأسه سلام ويضم وزيري الخارجية جبران باسيل والشؤون الاجتماعية رشيد درباس.

سليمان

أما أحوال الشغور الرئاسي فكانت هي الأخرى محور الكلمة التي ألقاها رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان أمس، حيث أعرب عن أسفه لشغور القصر من «رمز الشرعية وعنوان الجمهورية»، معتبراً أن بعض اللبنانيين، زعماء ومسؤولين، «يمارسون ترف الرقص على حافة الهاوية والفراغ، مكبّلين بإغراء السلطة على حساب سلامة الدولة».

وقال خلال رعايته حفل وضع حجر الأساس لمستشفى ميفوق الحكومي: «تداول السلطة أسلم من التمسك بها، أو تأبيد الفراغ للحصول على السلطة». أضاف: «إعلان بعبدا نص تأسيسي لا يندثر أو يلغى. يريدون إبقاء لبنان مقطوع الرأس لإلغاء إعلان بعبدا».

ووجّه سليمان تحية «للشيخ سعد الحريري، لشجاعة الشيخ سعد الحريري، عندما قال «سنقاتل الذي سيقاتل الجيش»، معتبراً أن هذا الكلام «يخسر به شعبياً لكنه ينم عن وطنية وشجاعة كبرى».