IMLebanon

الاستطلاع المسيحي: سؤال واحد لـ4600

شهيّب لـ«المستقبل»: أداء عون يفتح الباب أمام وصول الحريق الإقليمي إلى الداخل

الاستطلاع المسيحي: سؤال واحد لـ4600

عَوْدٌ على نكء العصبيات الطائفية، يخوض العماد ميشال عون غمار حرب إلغائية جديدة تستهدف هذه المرة إخضاع الدولة بكافة مؤسساتها لطموحات سلطوية استئثارية يستلّ في سبيل تحقيقها سيف تجييش المسيحيين وتحريضهم على شركائهم في الوطن، مستسيغاً عبر أثير منظومته التصعيدية سياسياً وإعلامياً اللعب بالنيران الفتنوية «الداعشية» المستعرة في المنطقة من دون أن يرفّ له جفن مسؤولية حيال إمكانية أن تؤدي لعبته الخطرة هذه إلى استجرار الحرائق الإقليمية المحيطة إلى الساحة الداخلية. أما على مستوى «الاستطلاع» الذي يسعى إلى إجرائه على الساحة المسيحية بهدف إخراج الاستحقاق الرئاسي عن الجادة الوطنية وإقصاء المرشحين التوافقيين عن المعركة الرئاسية، فقد علمت «المستقبل» أنّ المساعي العونية الضاغطة في سبيل إنجاز هذا الاستطلاع أفضت إلى تكليف «Statistics «Lebanon بهذه المهمة، وقد بدأ التحضير التقني واللوجستي تمهيداً لإجرائه عملياً بحيث سيتوجّه بسؤال واحد إلى عيّنة من 4600 مسيحي: من هو مرشحك لرئاسة الجمهورية؟.

وأوضحت مصادر معنيّة لـ»المستقبل» أنّ هذه العيّنة التي سيتم استطلاعها تشمل شريحة من الأشخاص من مختلف الطوائف المسيحية سيصار إلى تحديدها عشوائياً وبشكل نسبي لناحية احتساب أعداد أبناء هذه الطوائف قياساً على مستوى التعداد المسيحي العام في لبنان.

وبينما لفتت المصادر إلى أنّ شكل وإطار إجراء هذا الاستطلاع لا يحظى بتوافق كل الأقطاب الموارنة، كشفت المصادر في هذا الإطار أنّ رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية كان على سبيل المثال قد طالب حين جرت مفاتحته بالموضوع بأن يتمّ تلزيم عملية إجراء الاستطلاع إلى خمس شركات متخصصة مختلفة توخياً لمزيد من الدقة في النتائج المحقّقة.

في حين جددت المصادر الإشارة إلى ما كان البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي قد أكده لـ«المستقبل» لجهة تشديده خلال استقبال النائب ابراهيم كنعان في بكركي بحضور رئيس جهاز التواصل والإعلام في حزب «القوات اللبنانية» ملحم رياشي على «عدم دستورية» خطوة الاستطلاع في الاستحقاق الرئاسي، مع سؤاله عن سبب عدم حصر الاستطلاع بالساحة المارونية، مبدياً في الوقت عينه موافقته على هذه الخطوة «في حال وافق عليها كل النواب الموارنة».

شهيّب

في الغضون، برز في المواقف السياسية تحذير عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب أكرم شهيّب من تداعيات التصعيد العوني على الساحة الوطنية قائلاً لـ«المستقبل» (ص 2) إنّ ما يقوم به عون «في هذه المرحلة الخطيرة التي يشعر فيها كل اللبنانيين بلهيب النيران المشتعلة من حولهم، يفتح الباب واسعاً أمام الحريق ليصل إلى الداخل»، معرباً في المقابل عن قناعته بأنّ «الحكومة باقية» ومعوّلاً في ذلك على «تغليب الحسّ الوطني لدى شركائنا في الوطن الذين لن يجاروا عون في جموحه».