IMLebanon

آلية الحكومة مستمرة: تعطيل التعطيل

جنبلاط والجميل في السرايا تضامناً مع سلام.. وبو صعب يؤكد «التنسيق التام مع حزب الله»

آلية الحكومة مستمرة: تعطيل التعطيل

إذاً، بعد طول تهديد ووعيد على مدى الأسابيع الماضية، أطلق رئيس «التيار الوطني الحر» النائب ميشال عون أمس صفارة الانطلاق لترجمة سياسة «الحشد الشعبي» في مواجهة الحكومة عشية انعقادها، فانطلقت مسيرات عونية سيّارة في عدد من المناطق تمهيداً لجولة ثانية مرتقبة اليوم أفادت معلومات «المستقبل» أنها ستبدأ اعتباراً من الساعة السادسة صباحاً عند نقاط تجمّع عدة إيذاناً بالانطلاق منها في اتجاهات مختلفة محددة مسبقاً من بينها كما يرجح محيط السرايا الحكومية بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء. في حين شهدت السرايا أمس زيارات تضامنية مع الحكومة ورئيسها تمام سلام أبرزها من رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميّل وسط تأكيد زوار سلام لـ«المستقبل» أن تعيين قائد الجيش يأتي في وقته وأنه عازم على تحصين العمل الحكومي في مواجهة محاولات تكبيله من خلال إبداء إصراره على استكمال مناقشة بنود جدول الأعمال المعلّق واتخاذ ما أمكن من قرارات تسييراً لشؤون الدولة والناس بعيداً عن أي ابتزاز أو استفزاز على قاعدة استمرار الآلية الحكومية المعمول بها مع الموازنة في تطبيقاتها بين السعي إلى التوافق في ظل الشغور الرئاسي وبين الحاجة الوطنية الملحّة إلى «تعطيل التعطيل» الهادف إلى شل المؤسسة التنفيذية.

أما على الجبهة المقابلة، فقد عقد وزراء «حزب الله» و«المردة» و«الطاشناق» اجتماعاً تنسيقياً في مقر وزارة الخارجية مع وزيري «التيار الوطني» جبران باسيل والياس بو صعب خلص إلى اتهام مجلس الوزراء بأنه يشهد «سرقة موصوفة وعملية خطف لصلاحيات رئيس الجمهورية بغيابه» وفق تعبير باسيل، بينما لفت إعلان الوزير روني عريجي إثر مغادرته الاجتماع أنّ «ثمة إجماعاً على المشاركة في جلسة مجلس الوزراء» اليوم، مع تجديده التأكيد على أنّ «تيار المردة لن ينزل إلى الشارع».

من ناحيته، أكد الوزير الياس بو صعب لـ«المستقبل» أنّ «التفاهم كان كاملاً مع «حزب الله» خلال الاجتماع» وأنّ «التنسيق تام بين «التيار الوطني» والحزب حيال كيفية مقاربة الأمور أثناء جلسة مجلس الوزراء (اليوم) حيث سيبدي «حزب الله» تأييده المطلق لمطالب التيار»، كاشفاً عن الاتجاه إلى إثارة مسألة «آلية عمل الحكومة وسؤال الرئيس سلام عن أسباب تخطيه الآلية التوافقية المعمول بها في غياب رئيس الجمهورية رغم الاتفاق عليها مسبقاً». وختم بوصعب بالتشديد على أنّ «الحكومة لا يمكنها أن تقلع من جديد من دون حصول تفاهم في هذا المجال«.

جنبلاط: لا مبرر للتعطيل

تزامناً، أشاد جنبلاط بعد لقائه رئيس الحكومة في السرايا بإدارة سلام مجلس الوزراء «بكل حكمة ودقة على مدى سنة وأربعة أشهر» في ظل الشغور الرئاسي، وقال: «قد تكون النار على الأبواب، لذلك لا أرى مبرراً لتعطيل جلسات مجلس الوزراء«، مشدداً على وجود «ملفات لا بد من إنجازها كي نؤخّر ونتفادى الحريق الآتي ونخدم المواطنين».

وأوضحت مصادر قيادية «اشتراكية» لـ«المستقبل» أنّ جنبلاط أبدى خلال اللقاء «تأييد ودعم الرئيس سلام»، مشيرةً في هذا السياق إلى توافق الجانبين على «ضرورة إنجاز الملفات الحياتية والمعيشية التي تهمّ كل اللبنانيين»، مع التأكيد في ما يتعلق بمسألة التعيينات العسكرية على «مبدأ التريث في طرح ملف تعيين قائد جديد للجيش حتى يحين موعد هذا الاستحقاق في أيلول المقبل عند انتهاء ولاية العماد جان قهوجي».

الجميل

بدوره، أعرب رئيس الحزب «الكتائب» إثر زيارته سلام على رأس وفد من وزراء الحزب عن دعمه «للحكومة ولاستمرارها حفاظاً على ما تبقى من مظاهر الدولة في ظل غياب رئيس الجمهورية ومجلس النواب»، وقال الجميل: «إذا كان هناك اختلاف على بند فليوضع جانباً ونستمر في بقية بنود جدول الأعمال، أما في ما يتعلق بموضوع التعيينات (العسكرية) فأنا حقيقة أستغرب كل هذه الضجة والكلام الذي نسمعه عن اعتراضات وتظاهرات وتحركات خصوصاً في هذا الظرف وفي بداية موسم الصيف»، وأردف: «ولاية قائد الجيش تنتهي في وقت محدد من شهر أيلول، ولا أفهم لماذا هذا التوتر ولماذا يُطرح الموضوع قبل أوانه وكأنّ هناك قصاصاً أو عقاباً للعماد قهوجي (…) لم أتمكن من معرفة ما الذي يستأهل أن نوتّر حياة اللبنانيين في هذا الظرف الاقتصادي الصعب بسبب تعيين لم يحن وقته بعد».

الأشقر يحذر

توازياً، أبدى رئيس اتحاد النقابات السياحية في لبنان بيار الأشقر تخوفه من «أن يتطور التحرك الذي ينفذه «التيار الوطني الحر» في الشارع اليوم إلى إقفال للطرق وإحراق للدواليب أو دخول «طابور خامس» على الخط لإشعال فتنة»، محذراً في تصريح لـ«المستقبل» من أنّ «البلد لا يتحمّل أي خضات إضافية في هذه المرحلة»، مع التنبيه في هذا الإطار إلى أنّ «القطاع السياحي شديد الحساسية تجاه أي أعمال سلبية ممكن أن تحصل سيما وأننا دخلنا موسم الصيف». ورداً على سؤال، أوضح الأشقر أنّ «السياحة لن تتأثر بالتحركات الحضارية، لكن إذا طغت السلبية على مشهد التحركات فإنّ ذلك يهدد بخسارة جسيمة قد تلحق بالقطاع خصوصاً بعد التراجع والخسائر الكبيرة المسجلة منذ العام 2011».