Site icon IMLebanon

بري لـ«المستقبل»: حان وقتُ الرئاسة

دريان للمسيحيين «نكون معاً أو لا نكون».. وجنبلاط من موسكو «لا مكان للأسد» في سوريا الجديدة

بري لـ«المستقبل»: حان وقتُ الرئاسة

 

أما وقد طُويت صفحة «التمديد» والمزايدات الشعبوية المدرجة على هوامشها بدعوة واضحة وجّهها البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي إلى رافضي التمديد بأن يبادروا إلى «الاستقالة» من المجلس النيابي إن هم فعلاً غير راضين عن تمديد ولايتهم.. فقد حان وقت التوافق على ملف رئاسة الجمهورية وفق ما أكد رئيس المجلس نبيه بري لـ«المستقبل» قائلاً: التمديد أصبح وراءنا «وهلّق صار وقت نحكي بالرئاسة»، مع تشديده على كون إقرار التمديد إنما أتى على قاعدة «الضرورة التي تبيح أي محظور» وبوصفه خياراً يجسّد «أكره الحلال الذي لولاه لكان البلد راح إلى مكان آخر».

ورسم بري عنوانين عريضين للمرحلة الراهنة: «رئاسة الجمهورية، وقانون عصري للانتخابات مع كوتا نسائية»، لافتاً الانتباه رداً على سؤال عما إذا كان يرى أفق حلّ في موضوع الرئاسة إلى أنّ «الأفق لا يأتي بنفسه بل علينا أن نعمل مع بعضنا البعض للوصول إلى «Consensus» (توافق) حول هذا الملف». وعن مدى وجود بوادر تشي بإمكانية بلوغ هذا التوافق الجامع، أجاب: «يجب أن نجتهد لكي تظهر البوادر، وسنبدأ بالعمل إن شاء الله». 

أما في ما يتصل بموضوع قانون الانتخابات، فأشار بري إلى أنه سيترأس اجتماع اللجنة النيابية المكلّفة درس مشروع القانون الجديد في 17 الجاري «لتزخيم ودفع» النقاش في اتجاه التوصل إلى القانون الانتخابي المنشود وطنياً. علماً أنّ اللجنة التي كانت قائمة طرأ بعض التعديلات الشكلية على عضويتها كانضمام النائب مروان حمادة إليها بدلاً من الوزير أكرم شهيب، والنائب إميل رحمة ممثلاً كتلة «المردة».

رفض كاثوليكي

«لأي نظام جديد»

إلى ذلك، برز على الساحة الوطنية تأكيد مسيحي متجدّد على التمسك بنظام المناصفة والعيش المشترك المنصوص عليه في دستوaر الطائف، عبّر عنه المطارنة الروم الملكيين الكاثوليك بالتشديد في بيان صادر إثر اجتماعهم الدوري في المقر البطريركي في الربوة على «رفض أخذ البلاد إلى أي نظام سياسي جديد لا يمت بصلة إلى تاريخ لبنان ومصلحة أبنائه ويجعله مرتهناً لقوى خارجية»، معربين في الملف الرئاسي عن أسفهم لعدم انعقاد جلسات الانتخابات الرئاسية بسبب «رفض بعض الفرقاء المشاركة في أداء واجبهم الوطني»، وتوجّهوا إلى «الفرقاء المسيحيين بنوع خاص» بدعوتهم إلى «أن يضعوا مصلحة الوطن قبل المصالح الخاصة».

«العائلة والتحديات»

وأمس افتتح بطريرك انطاكية وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، بالتعاون مع حاضرة الفاتيكان، مؤتمر «العائلة وتحديات العصر في الشرق الأوسط» في المركز العالمي لحوار الحضارات في الربوة بحضور رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ورؤساء الطوائف الروحية إلى جانب حشد رفيع سياسياً وعسكرياً وأمنياً وديبلوماسياً وروحياً واقتصادياً واجتماعياً.

وفي حين نبّه رئيس الحكومة في كلمته إلى كون «هذه الصورة الجامعة تتعرض اليوم لعدوان يسعى لتمزيقها»، جدّد في المقابل الدعوة إلى «تثبيت الاسلام المعتدل والمنفتح، والعمل من أجل تثبيت المسيحيين في أرضهم». كما دعا سلام المسيحيين أنفسهم إلى «الانخراط الكامل في رسم مصائر مجتمعاتهم وأوطانهم في هذه المرحلة التاريخية الصعبة»، مشيراً في ما يتعلق بالوضع الداخلي إلى أنّ «الضرر البالغ الذي يتعرض له المسيحيون اللبنانيون، كما جميع اللبنانيين، هو استمرار الشغور في موقع رئاسة الجمهورية». وقال: «وجدت القوى السياسية مخرجاً لتفادي الفراغ التشريعي عبر تمديد ولاية مجلس النواب، ومن واجبها اليوم المسارعة إلى انتخاب رئيس جمهوريتنا اللبناني المسيحي الماروني»، محذراً في هذا الإطار من أنّ «لبنان تكبر خسائره كلما تضاءل الحضور المسيحي والقرار المسيحي في حياته الوطنية».

دريان

وإذ تنوعت كلمات المتحدثين في المؤتمر وتقاطعت عند تأكيد أهمية تحصين ساحة العيش المشترك في مواجهة الأخطار والتحديات (ص 2 3)، برزت في هذا السياق كلمة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان التي لاقت بمضامينها الوطنية ثناءً واسعاً من المشاركين، وقد استهلها بالإعراب عن السرور بأن تكون أولى إطلالاته «خارج دار الفتوى ومنابرها الدينية، من على هذا المنبر الكنسي وفي حضور هذا الجمع من المرجعيات والشخصيات الكنسية اللبنانية والفاتيكانية».

دريان توجّه للحضور بالقول: «أمامنا مسؤوليات جسام للعمل معاً في مواجهة ثنائية التطرف والإرهاب، والظلم والاستبداد» باعتبارها «ظاهرة مدمرة تستهدف المسلمين والمسيحيين معاً»، مشدداً في هذا السياق على أنّ الحوار الإسلامي المسيحي في لبنان إنما هو «حوار حياة بين أبناء عائلة واحدة وإن تعددت فيها الأديان والمذاهب» مع إشارته إلى ضرورة «الحوار لبناء جسور المعرفة التي تعبر عليها الحرية المتبادلة والتي من دونها لا يمكن أن يقوم عيش مشترك ولا عيش منفرد».

وإذ أعرب عن رفض هجرة مسيحيي الشرق من أوطانهم كما التشجيعات الخارجية لهم على الهجرة، قال دريان: «إنهم ملح الأرض (…) نريد أن نراهم متجذرين في أراضيهم مستمتعين بحقوق المواطنة كافة من عدالة وأمن وسلام. لأنّ الاعتداء على أي منهم هو اعتداء علينا جميعاً»، مشدداً في الوقت عينه على «المسؤولية المشتركة» في «التصدي لظاهرة الإرهاب الإلغائي للآخر». وختم: «نحن المسلمون والمسيحيون شعب واحد ولنا تاريخ واحد، سوف نواجه معاً الفتنة الحالية وسوف نتجاوزها معاً (…) لأننا في الحسابات الأخيرة نكون معاً أو لا نكون».

جنبلاط من موسكو: لا مكان للأسد..

في الغضون، استرعى الاهتمام مساء أمس حديث أدلى به رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط من موسكو ربطاً بمدلولاته اللافتة للانتباه في الشأن السوري لا سيما وأنها أتت بعد جولة محادثات أجراها مع مسؤولين روس وفي مقدمهم وزير الخارجية سيرغي لافروف. إذ جزم جنبلاط لوكالة «تاس» بأنه لن يكون لبشار الأسد مكان في سوريا الجديدة، قائلاً: «تناولنا الوضع في لبنان وكان تقويمنا وتقويم الوزير لافروف إيجابياً (…) وتحدثنا كذلك عن سوريا حيث توقفنا عند أهمية الحل السياسي»، مشدداً في هذا السياق على أن «لا مفرّ من حل يشمل جميع مكونات الشعب السوري» بالاستناد إلى الصيغة التي اعتمدتها جامعة الدول العربية (…) «وصولاً إلى حكومة انتقالية»، وأردف: «لن يكون هناك مكان لرأس النظام في سوريا بعد المرحلة الانتقالية».