IMLebanon

الحريري يستعرض «تطوّرات المنطقة» مع العاهل الأردني

مرشّح «المستقبل» و14 آذار نقيباً لمحامي طرابلس.. وسليمان يجول في المدينة مشيداً بولائها للدولة

الحريري يستعرض «تطوّرات المنطقة» مع العاهل الأردني

 

يواصل الرئيس سعد الحريري تحرّكاته في أكثر من اتجاهٍ معزّزٍ لمفهوم الدولة القوية والقادرة سواءً بقدراتها العسكرية والأمنية بموجب هبتي الأربعة مليارات دولار، أو بعلاقاتها العربية والدولية من خلال تفعيل أطر المشاورات اللبنانية مع قادة الدول الشقيقة والصديقة، وقد برز في هذا الإطار لقاؤه أمس العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في قصر الحسينية حيث جرى استعراض التطورات السائدة في المنطقة والعلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها، بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك. 

وفي الغضون، تتواصل على المستوى السياسي الداخلي محاولات تكريس مفاهيم مقيّدة لسلطان الدولة ومقوّضة لسيادتها وهيبة مؤسساتها الشرعية، وهو ما بدا أمس من خلال تصريح لافت للانتباه عبّر عنه وزير الخارجية جبران باسيل بتشديده في حضرة وضيافة مسؤول «حزب الله» في مشغرة على أنّ «المقاومة لا تأخذ إذناً من أحد» في تصرّفاتها. إذ استوقف هذا التصريح المراقبون لكون باسيل أجهز من خلاله على صورة «المرشّح التوافقي» التي لطالما سعى رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون إلى تظهيرها وإضفائها على ترشّحه لرئاسة الجمهورية، مكرّساً إياه في المقابل مرشحاً رئاسياً خالصاً لـ«حزب الله» مسلّماً بسياساته وخياراته «التي لا تأخذ إذن أحد»، وذلك في سياق متمّم ومبايع لمجاهرة الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله ليلة عاشوراء بتسمية عون للمرة الأولى كمرشح «حزب الله» إلى سدّة الرئاسة الأولى.

المقدم نقيباً لطرابلس

أما على الضفة المقابلة، فقد حقّقت مفاهيم السيادة والعبور إلى الدولة إنجازاً نقابياً جديداً تجسّد أمس بالانتصار الذي حقّقه مرشح «تيار المستقبل» وتحالف قوى الرابع عشر من آذار المحامي فهد المقدم في انتخابات نقابة المحامين في طرابلس، ليفوز بمنصب النقيب بفارق 320 صوتاً عن منافسه في لائحة الثامن من آذار المحامي زياد درنيقة.

وإذ شكر النقيب الجديد بعد إعلان فوزه الرئيس سعد الحريري وجميع القوى التي دعمت ترشيحه، زار المقدم مساءً وزير العدل أشرف ريفي في منزله في طرابلس حيث شدّد على أنّ ما شهدته النقابة «هو انتصار للديمقراطية». وهو ما أثنى عليه ريفي مشدداً على «وفاء طرابلس والشمال لنهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري»، وأردف: «اليوم عاشت طرابلس عرسين هما زيارة الرئيس ميشال سليمان (للمدينة) وفوز النقيب الجديد، وهذا تأكيد على أنّ طرابلس تبقى دائماً متمسّكة بخيارات القانون والدولة». 

سليمان

وكان الرئيس سليمان قد أمضى أمس يوماً طرابلسياً بامتياز استهلّه من دارة المفتي مالك الشعار يرافقه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل، ومن ثم توالت محطات الزيارة التضامنية مع المدينة وأبنائها (ص 2-3) لتشمل كنيسة مار ميخائيل في منطقة الزاهرية حيث كان في استقباله راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة، ثم جال سليمان في الأسواق الداخلية للمدينة يرافقه الوزير ريفي ورئيس البلدية نادر الغزال، قبل أن ينتقل إلى مطرانية الروم الأورثوذكس في شارع عشير الداية، وبعدها إلى منطقة ضهر العين حيث زار مطرانية الروم الملكيين الكاثوليك، ثم مسجد السلام. واختُتمت الجولة بوليمة تكريمية أقيمت على شرفه في قاعة الشاطئ الفضي وسط حضور سياسي وروحي واجتماعي حاشد.

وأطلق سليمان خلال الزيارة جملة مواقف تمحورت حول الإشادة بولاء طرابلس وأبنائها للدولة، مشدداً على كون المدينة من خلال مواقفها الوطنية إنما «رسمت بداية الطريق لخريطة الدولة القوية والعادلة». ووجّه سليمان في هذا السياق تحية إكبار إلى الطرابلسيين الذي وقفوا إلى جانب الجيش بخلاف ما كانت تروّج له «الجهات التي تخوّن أهل المدينة»، مؤكداً أنّ الإرهاب سقط في طرابلس «بفضل الجيش وأهل المدينة ومرجعيتها»، ومنوهاً في هذا الإطار بموقف الرئيس الحريري الداعم للجيش في مواجهة كل من يعتدي عليه.