IMLebanon

صرخة سلام في نيويورك: لبنان يغرق

كشف لـ«المستقبل» أنّه سيطلب مساعدة اردوغان لتحرير العسكريين وأنّ موفد قطر يصل بيروت اليوم

صرخة سلام في نيويورك: لبنان يغرق

 

بعد نهاية أسبوع أدمى الوطن وأبناءه بإرهاب العبوات والفتن المفخّخة، وأقفل على مشهد سمح «حزب الله» لعدسات الصحافيين بالتقاطه يُظهر آثار استهداف أحد حواجزه في «الخريبة» بعد نحو عشرين ساعة على وقوع التفجير وسط تقاطع الحزب و«جبهة النصرة» عند التأكيد على كونه ناجماً عن عبوة ناسفة، ينطلق أسبوع آخر لا همّ وطنياً فيه أكبر من همّ العسكريين المخطوفين ولا صوت يعلو فيه فوق صرخة أهاليهم المذبوحين ألماً على من استشهد من أبنائهم وقلقاً على مصير من لا يزال في أسْر الإرهابيين. في حين سيكون المجتمع الدولي على موعد مع صرخة وطنية يعتزم رئيس الحكومة تمام سلام إطلاقها في نيويورك محذراً فيها، كما كشف لـ«المستقبل»، من أنّ «لبنان سيغرق إذا لم تسارع الأسرة الدولية إلى دعمه».

وعشية مغادرته على رأس وفد لإلقاء كلمة لبنان أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة والمشاركة لاحقاً في اجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان، قال سلام لـ«المستقبل»: «نحن نحمل أوزاراً أكبر من طاقتنا وسأطالب في نيويورك بتقديم الدعم للبنان قبل أن يغرق، كما سأشدد على ضرورة مساعدة الدولة في تحمّل أعباء النزوح السوري التي تثقل كاهل الوطن ومقدّراته»، كاشفاً في ما يتصل بملف العسكريين المخطوفين أنه سيجتمع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في نيويورك وسيطلب منه «أن تلعب تركيا دوراً فاعلاً للمساعدة على تحرير العسكريين، لا سيما بعد نجاحها في تحرير رعاياها الذين كانوا مخطوفين لدى تنظيم «داعش» في العراق».

وعن الوساطة القطرية، أكد سلام أنّها «لا تزال مستمرة» وأنّ موفد الدوحة سيصل اليوم إلى بيروت، نافياً في المقابل أن يكون قد قصد بإعلانه المواجهة مع الإرهابيين توقّف المسعى القطري. وأردف موضحاً: «ما قلتُه إنّ كل الخيارات مفتوحة ولم أعنِ أبداً توقّف المفاوضات لإطلاق العسكريين، إنما أكدت خلال الاجتماع الأمني (أمس الأول) أنّ مستجدات الأحداث الدموية في ملف العسكريين أدت إلى عرقلة المفاوضات لكنها لم تُنهها، سواءً عبر قطر أو من خلال سعينا لإدخال تركيا على خط الوساطة لتسريع عملية تحرير العسكريين».

على المستوى الداخلي، نبّه سلام القوى السياسية إلى أنها «إذا لم تحزم أمرها وتسرع في وقف الانهيار فإن لبنان سيكون أمام مشكلة كبرى»، وناشدها أن تدرك «هول المخاطر التي نواجهها وتتكاتف في التصدي لها بدل التلهي في صراع تصفية الحسابات السياسية، لأننا إما نواجه الإرهاب متّحدين أو نغرق معاً فندفع الثمن جميعاً»، محذراً من أنّ «أحداً لن يستطيع لملمة الأوضاع إن هي تفلّتت من عقالها، لا سيما وأنّ هدف الإرهاب ليس الذبح فحسب إنما تفكيك الدول وزعزعة ركائزها وزرع الفتن فيها».

وفي معرض مطالبته «كل الأفرقاء بتحمّل المسؤولية الوطنية لإفشال مخططات من يريدون إشعال فتنة لبنانية لبنانية وأخرى لبنانية سورية»، أشاد سلام بخطاب الرئيس سعد الحريري وشدد على كونه «خطاباً وطنياً ممتازاً ينبغي تعميمه من قبل كافة الأفرقاء في هذه المرحلة»، منوّهاً في السياق عينه «بالمواقف المهمّة والواعية التي أطلقها رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط» أمس.

سلام أكد أنّ «المطلوب من الجميع تهدئة بيئاتهم»، ولفت الانتباه إلى أنّ «من ينتهج هكذا خطاب تهدوي لا شك في أنه يتحمل الكثير وسط بيئته» وأشار في هذا المجال إلى أنّ كلامه أمس الأول «فيه قدر كبير من التحمّل، لكن المطلوب أنّ يقدّم الجميع تضحيات في سبيل الوطن والترفّع عن الحسابات الضّيقة»، مؤكداً وجوب «أن يسود قرار الحكماء في البلد فوق أي صوت نشاز من هنا أو من هناك». وختم سلام حديثه راوياً لـ«المستقبل» أنّ أحد الوزراء بعث له رسالة نصية أمس قال فيها: «أنت تتحمّل الكثير ولا يجوز أن تبقى متحمّلاً لوحدك»، فأجابه: «تفضّل كوزير وادعمني وقل لزملائك أن يحذوا حذوك بدل أن تتصارعوا».

الراعي: فلتسقط الفئوية

بدوره، نعى البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد في بكركي أمس شهداء الجيش محمد حمية وأحمد الخراط وعاصم ضاهر، متقدّماً بالتعزية من عائلاتهم والمؤسسة العسكرية التي «نمحضها مع الحكومة والشعب كل الثقة والدعم والتأييد لوضع حد لممارسات الجماعات الإرهابية التكفيرية اللاإنسانية».

وفي الشأن الرئاسي، شجب الراعي مخالفة الدستور والاستمرار في تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية بفعل «التسلّط والاستكبار والانقسام والتحجّر في الموقف والتعلّق بالمصالح الشخصية الفئوية». وأطلق صرخة «في برية اللامسؤولية والمصالح» لانتخاب الرئيس قائلاً: «لا أحد أكبر من الوطن والدولة ولا أحد أهم من رئاسة الجمهورية التي أمامها وأمام مصلحة البلاد العليا تسقط كل الاعتبارات الشخصية والفئوية».

جنبلاط: مقايضة بشروط

كذلك برزت أمس الجولة المناطقية التي قام بها جنبلاط للتشديد أمام مناصريه على وجوب تغليب «لغة العقل» وعدم الوقوع في «الجهل والخطأ والجريمة»، مطالباً في هذا المجال بضرورة «التمييز بين الإرهاب واللاجئ السوري» وبالوقوف خلف الدولة وأجهزتها في مواجهة كل التطورات.

وفي ملف العسكريين، جدد جنبلاط المطالبة بتسريع محاكمات سجناء رومية مع بروز تطور لافت في موقفه الرافض لمبدأ المقايضة بين عدد منهم والعسكريين المخطوفين، من خلال إبداء تأييده «المقايضة بشروط معينة إذا كانت المصلحة الوطنية العليا تقتضي ذلك».