جنبلاط إلى «المسلخ» الأسبوع المقبل
الداخلية تفرض «الأمن الغذائي»
انتقلت الحملة الوطنية لتطهير لقمة اللبنانيين من فيروسات الغش المعششة في ضمير غائب من هنا وآخر منفصل من هناك على مستوى قطاع التغذية في البلد، إلى مرحلة فرض «الأمن الغذائي» من قبل وزارة الداخلية بموجب طلبات وزارة الصحة على قاعدة «التحالف بين الوزارتين لإسقاط الفساد» وفق ما شدد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لـ«المستقبل»، كاشفاً في هذا السياق أنّه أعطى «أوامر للجهات المعنية في وزارة الداخلية بتنفيذ كل الطلبات الواردة من وزير الصحة وائل أبو فاعور في هذا الصدد، وجرى إبلاغ كل قطعات الأمن الداخلي بالأمر». وفي الغضون، برزت على صعيد المظلة السياسية التي يؤمّنها رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط لحملة أبو فاعور الغذائية، تغريدة بالإنكليزية لجنبلاط عبر «تويتر» أعلن فيها أنه سيذهب بنفسه إلى المسلخ «الأسبوع المقبل، مع صديقي رياض الأسعد وأكرم شهيب ووائل (أبو فاعور) والإعلام».
وكان أبو فاعور، بالتوازي مع إحالته جميع الملفات المتعلقة بنتائج فحوص سلامة الغذاء إلى النيابة العامة، قد طلب أمس من المشنوق «الإيعاز لمن يلزم اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع بيع اللحوم التي ثبت أنها تحتوي بكتيريا ضارة في ملحمة «الناطور» في رأس بيروت ووضع اليد على ماكينات التصنيع والفرم والخلاطة فيها استناداً إلى تقرير المراقبة الصحية التي تشير إلى أنّ هذه الملحمة لا تستوفي جميع الشروط المتعلقة بسلامة الغذاء والنظافة».
كما طلب أبو فاعور إقفال مطعم «ملك البطاطا» في الحمرا لمدة خمسة أيام ريثما يتم تسوية وضعه وإجراء كشف آخر على عيّناته، بالإضافة إلى تلف المنتوجات في محل «فروج عبود» في الصفير وإقفاله ريثما يتم أخذ عينات جديدة منه.
.. في المختبر
أبو فاعور قام ظهر أمس بزيارة تفقدية لمختبر الجراثيم في مركز مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في الفنار حيث جال على أقسام المختبر واطلع على آليات عمله ثم عقد مؤتمراً صحافياً دافع فيه بلهجة سياسية حادة عن جودة ونزاهة نتائج العيّنات المخبرية، قائلاً: «هذا كلام العلم الذي يُردّ به على أصوات الفجور (…) وأتمنى أن يتوقف العهر السياسي والتجاري». وكشف في سياق مواكبة نتائج العيّنات المأخوذة من مزارع الدجاج عن «كارثة كبيرة» في هذا القطاع، معرباً في الوقت عينه عن عزم وزارة الصحة اتخاذ إجراءات ضد الشركات التي تبيع المياه بشكل غير صحي.
بدوره، أكد مدير مصلحة الأبحاث الزراعية الدكتور ميشال افرام أنّ مختبر المصلحة «يعمل بأحدث الطرق العلمية المعتمدة عالمياً، وهو مستقل تماماً عن أي سلطة حفاظاً على سلامة نتائجه ودقّتها»، مشدداً في هذا الإطار على أنّ «كل عينة لا تتوافر فيها شروط الفحص من حرارة ووقت يتم استبعادها من الفحص».
«الثروة» الحيوانية
تزامناً، برز تراشق إعلامي على خط وزارة الزراعة ورئيس «الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد» جان داغر على خلفية إصدار الأخير عبر الوكالة الوطنية للإعلام بياناً تحدث فيه عن «معلومات من داخل وزارة الزراعة تشير إلى فضائح ورشاوى أبطالها مسؤولون في مديرية الثروة الحيوانية»، معلناً في هذا السياق عن «شركة هندية تدعى ميرها ايكسبورت يجري العمل على مساعدة مالكها في سبيل إدخال شحنات من اللحوم المصابة بجرثومة السالمونيلا من مرفأ بيروت من خلال التلاعب بإرسال العينات الى المختبر مقابل رشاوى تم دفعها نقداً من قبل صاحب الشركة الى مديرية الثروة الحيوانية».
وعلى الأثر، أصدر وزير الزراعة أكرم شهيب بياناً أكد فيه أنّ شركة «ميرها» الهندية تم شطبها من لائحة الشركات المسموح لها التصدير إلى لبنان بعدما رفضت الوزارة «ثلاث إرساليات متتالية لها من اللحوم واردة إلى مرفأ بيروت ومصابة بالسلمونيلا».
وإذ وصف بيان داغر بـ«البيان المجهول العنوان والمعلوم المصدر»، أضاف بيان شهيب: «إننا وبعد محاولاتنا اليائسة لمعرفة الاسم الحقيقي لموقّع البيان أو عنوانه ورقم هاتفه لكي نتواصل معه من أجل الوقوف منه على مصدر المعلومات التي أوردها، وبعد أن تأكدنا من عدم وجود هيئة تدعى «الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد»، نعلن أننا سنحيل الموضوع إلى القضاء المختص».
إصابة 3 عسكريين
أما على صعيد الأمن العسكري عند الحدود، فقد تعرضت أمس آلية تابعة للجيش لانفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة إلى جانب الطريق في محيط بلدة عرسال، ما أدى إلى إصابة ثلاثة عسكريين بينهم ضابط بجروج طفيفة، ثم ما لبث أن تعرضت دورية أخرى أثناء توجّهها مع الخبير العسكري إلى مكان الانفجار لإطلاق نار من مسلحين في الجرود فردت عناصر الدورية على مصادر النيران وأجبرت المسلحين على الفرار باتجاه التلال والمرتفعات.
ولاحقاً، أعلنت المؤسسة العسكرية عن ضبط عبوتين ناسفتين أخريين في مكان الانفجار زنة كل منهما 15 كلغ من المواد المتفجرة، فعمد الخبير العسكري إلى تفجير إحداهما وتفكيك الأخرى.
في سياق آخر، أُعلن أمس الإفراج عن خالد الحجيري الذي كان قد خُطف منذ حوالى الشهر في البقاع على خلفية ثأرية متصلة بملف العسكريين المخطوفين.