Site icon IMLebanon

سلام لـ«المستقبل»: عادت الحرارة مع الإمارات

«حزب الله» يهرب من «قراءة» المحكمة إلى «كتاب» لحود.. وجنبلاط جاهز للشهادة

سلام لـ«المستقبل»: عادت الحرارة مع الإمارات

 

برزت أمس على شريط متابعات ومستجدات أزمة العسكريين المخطوفين جملة معطيات عزّزت كفّة «التفاؤم» على «التشاؤل» حيال مآلات هذه القضية الوطنية، فبينما كان الأهالي يستبشرون خيراً بتفعيل قطر دورها المحوري لحل القضية محمّلين في هذا الصدد سفيرها علي بن حمد المري «رسالة إنسانية» إلى الأمير تميم بن حمد آل ثاني، كشفت مصادر رسمية لـ«المستقبل» أنّ خطوط التواصل المباشر نشطت أمس بين الوسيط القطري أحمد الخطيب والخاطفين بالتزامن مع الزيارة التي قام بها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم إلى دمشق، والتي كانت «المستقبل» قد تفرّدت بالكشف عنها أمس الأول. أما على مستوى مساعي الدولة اللبنانية باتجاه تعزيز أطر التواصل والتفاعل مع الدول الشقيقة والصديقة في مواجهة رياح المنطقة، فقد أكد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام لـ«المستقبل» أنّ زيارته دولة الإمارات العربية المتحدة «أعادت الحرارة مع الإمارات»، وقال: «لمستُ خلال الزيارة حفاوة ومحبة كبيرتين للبنان وهذا أمر ليس غريباً عن دولة الإمارات»، آملاً في أن تساهم هذه الحرارة المستعادة في «توطيد العلاقات أكثر فأكثر بين البلدين الشقيقين لما فيه خير ومصلحة كل منهما». 

وكانت أوساط الوفد الوزاري المرافق قد أفادت «المستقبل» أنّ الزيارة نجحت في تحقيق أهدافها لا سيما لجهة إعادة وصل ما انقطع بين البلدين إبان حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الأخيرة، موضحةً أنّه إبان عهد تلك الحكومة نشأت أجواء فتور بين لبنان والإمارات بلغت حد عدم إيفاد سفير إماراتي إلى لبنان خلال السنوات الثلاث الأخيرة. 

وإذ توقعت أن تفتح محادثات سلام مع المسؤولين الإماراتيين الطريق أمام رفع مستوى التمثيل الديبلوماسي الحالي من قائم بالأعمال، كان قد تولى إدارة شؤون السفارة الإماراتية على مدى السنوات الثلاث، إلى عودة السفير لمزاولة مهامه في بيروت، لفتت أوساط الوفد الوزاري إلى أنّ الاجتماعات التي عقدت مع المسؤولين الإماراتيين تخلّلها بحث في كيفية تذليل بعض الإشكاليات التي طرأت على مستوى العلاقة بين البلدين وأبرزها مسألة تأخير تأشيرات الدخول والإقامة الخاصة بالرعايا اللبنانيين، مؤكدةً في هذا المجال أنّ الوفد اللبناني لمس إيجابية إماراتية واضحة تشي بالعمل على تبديد كل ما يعترض توطيد أواصر العلاقة مع لبنان.

وكان رئيس الحكومة قد توّج زيارته الإمارات بلقاء رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وتناول البحث بين الجانبين مختلف الملفات ذات الاهتمام المشترك والتطورات في المنطقة، ثم اختتم سلام الزيارة بمؤتمر صحافي عقده في مقر القنصلية اللبنانية في دبي حيث شدد على متانة «العلاقة القوية» بين البلدين، وقال: «التحديات كبيرة وعلينا أن ننطلق جدياً في معالجتها والمساعدة على توطيد الاعتدال في هذه المنطقة»، مضيفاً: «تمكّنا في لبنان في أحلك الأوقات وأصعب الظروف من تخطي الكثير من التحديات، وما زلنا في هذه المرحلة بالذات ملؤنا الثقة باللبنانيين وبالقدرة وبالحكمة على تجاوز كل المحن«.

«داعش»: 22 سجيناً مقابل كل أسير

بالعودة إلى ملف العسكريين المخطوفين، فقد كشفت مصادر رسمية لـ»المستقبل» أنّ تنظيم «داعش» يطلب الإفراج عن 22 سجيناً مقابل كل عسكري أسير لديه. أما في ما يتصل بزيارة مدير عام الأمن العام إلى دمشق، فقد أكدت المصادر تسرّب «أجواء إيجابية لا تزال غير واضحة المعالم والتفاصيل بعد» في ما يتعلق بالمساعي المبذولة لعقد صفقة شاملة تتيح تحرير العسكريين في مقابل الإفراج عن سجناء من سوريا ولبنان، لافتةً في هذا السياق إلى أنّ نتائج زيارة ابراهيم إلى دمشق سيتم بحثها اليوم على طاولة اجتماع خلية الأزمة الوزارية في السرايا الحكومية برئاسة الرئيس سلام.

«حزب الله» والمحكمة

في الغضون، وبينما تنشغل الأوساط الدولية والعربية والمحلية في تتبع مسار المحكمة الخاصة بلبنان لا سيما في ضوء الشهادة التي يدلي بها النائب مروان حمادة بوصفه شاهداً على العصر الذي عايشه إلى جانب الرئيس الشهيد رفيق الحريري إبان حكم الوصاية السورية راوياً في سياق إفادته كيف بلغ استنزاف بشار الأسد للحريري حدّ إصابته بنزيف دموي من أنفه إثر اجتماع مع الأسد خرج فيه الأخير عن لياقات التعامل بين رؤساء وقادة الدول، حاول «حزب الله» في المقابل وبالتزامن مع إدلاء حمادة بإفادته أمام المحكمة، الإيحاء بتجاهل مفاعيلها عبر التأكيد على لسان رئيس كتلته البرلمانية النائب محمد رعد أنّ الحزب «لا يقرأ ولا يسمع» أي شيء متصل بمجريات محاكمة قتلة الرئيس الشهيد. على أنّ الحزب بدا متعمّداً الردّ على مجريات المحكمة، شكلاً من منزل رمز الوصاية السورية في لبنان الرئيس الأسبق إميل لحود، ومضموناً بالإشارة إلى أنّ الحزب يقرأ ولحود «في كتاب واحد» ويلتزم معه «معايير واحدة».

جنبلاط

أما رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط فبدا من جهته متحمّساً للإدلاء بشهادته أمام المحكمة، من خلال تغريدة أمس عبر «تويتر» قال فيها: «إذا طلبت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان حضوري، فسأذهب».