«الدستوري» يجتمع بكامل أعضائه ويصمّم على البتّ بالطعن قبل انتهاء المهلة
الحريري: استقلال حزين بلا رئيس
رغم عاصفة الخير «ميشا» التي أطلّت طلائعها من الشمال، وأغرقت لبنان واللبنانيين بالأمطار الغزيرة، بدا يوم أمس «حزيناً ومشوباً بالقلق» على الحاضر والمستقبل، على حدّ تعبير الرئيس سعد الحريري، بسبب حلول عيد الاستقلال «وليس بيننا رئيس للجمهورية»، حيث غابت الاحتفالات الرسمية واكتفى المسؤولون بوضع أكاليل الزهر على أضرحة رجالات الاستقلال باسم «الجمهورية اللبنانية».
وإذ أضاف سبباً آخر لهذا الحزن هو «الحرقة التي تعيشها أمّهات وزوجات وآباء وأولاد العسكريين المخطوفين»، رأى الحريري في ذكرى الاستقلال «مناسبة لتجديد الدعوة إلى خارطة الطريق التي تحمي لبنان والمبادرة من دون أدنى تأخير لإجراء مشاورات للتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، يضع في أولوياته إحياء الحوار الوطني وتعطيل ألغام الفتنة، وفكّ الاشتباك الأمني والعسكري مع الحرب السورية».
هذا «القلق» الذي عبّرت عنه مجموعة من المواقف السياسية الداخلية، تزامن مع «أسف» مماثل أعلنه الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي وجّه أمس رسالة لافتة إلى «الشعب اللبناني» بمناسبة عيد الاستقلال، بعدما درجت العادة أن توجَّه إلى رئيس الجمهورية أعرب فيها عن «أسف الولايات المتحدة أن تمر هذه الذكرى من دون وجود رئيس مُنتخب للجمهورية اللبنانية، وهو رمز مهمّ – غائب لوحدة الأمة وعامل رئيسي في تعزيز سيادة لبنان واستقراره»، آملاً في أن يكون انتخاب الرئيس «قراراً لبنانياً بحتاً، ولكنه قرار يجب أن يُتَّخذ لصالح الشعب اللبناني».
ذكرى الجميّل
وبالتزامن مع ذكرى الاستقلال أحيت عائلة الوزير الشهيد بيار الجميّل و«حزب الكتائب» الذكرى الثامنة لاستشهاده ورفيقه سمير الشرتوني، بقدّاس في كنيسة مار مخايل الرعائية في بكفيا.
وفي المناسبة أعلن رئيس الحزب أمين الجميّل «مفاجأتين»؛ الأولى البدء بتشييد جامعة في بكفيا باسم بيار أمين الجميّل وإصدار بلدية بيروت قراراً بإقامة حديقة باسم بيار أمين الجميّل في ساحة الشهداء لتكون «مساحة ثقافية وفنية من أجل الشباب». وأضاف الجميّل: «وعدنا لك يا بيار أنّهم لن يقتلوا أملنا بلبنان، استشهادك وسمير الشرتوني ألهم قوافل من الشباب مستعدّين للدفاع عن لبنان أمام كل المخاطر».
المجلس الدستوري
في الغضون، باشر المجلس الدستوري دراسة الطعن بقانون التمديد للمجلس النيابي الذي قدّمه تكتّل «التغيير والإصلاح»، من دون أن يتّخذ قراراً بذلك.
وكشفت أوساط المجلس لـ«المستقبل» أنّ جميع أعضائه حضروا اجتماع أمس، وأنّهم تداولوا في الطعن المقدَّم من دون أن يجرى التصويت عليه لأنّه لا يزال «قيد الدرس». لكن الأوساط أكدت أنّ المجلس اتّخذ قراراً في الاجتماع باتخاذ قرار في هذا الطعن قبل نهاية المهلة القانونية، ومدّتها شهر، وأنّ اجتماعاً ثانياً سيعقده المجلس الأسبوع المقبل لـ«متابعة الدرس».
علي شهيداً
في المقابل، واجه أهالي العسكريين المخطوفين تحدياً جديداً أمس، مع تبلّغ عائلة الجندي علي قاسم علي نبأ استشهاده من المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم.
وكانت عائلة الشهيد تعتقد أنّ ابنها من بين الجنود المخطوفين ولا يزال على قيد الحياة قبل أن يتبيّن أنّه استُشهد خلال المعارك في عرسال. وتجرى الآن مفاوضات لتسليم الجثة.