مصادر وفد نيويورك لـ «المستقبل»: سلام طلب مساعدة اردوغان لتحرير الأسرى
المفاوضات مع أهالي العسكريين أمام «طريق مسدود»
بيّنت أحداث الساعات الأخيرة أنّ أهالي العسكريين المخطوفين حزموا أمرهم وقرروا المضي قدماً في خطوات تصعيدية تصاعدية للضغط على الدولة ودفعها نحو القبول بدفع أي ثمن في مقابل تحرير أبنائهم، إذ عمدوا أمس إلى فصل البقاع عن بيروت لا سيما عند «ضهر البيدر» حيث قطع الأهالي الأوتوستراد الدولي وأي أمل بإعادة فتحه بعدما وصلت المفاوضات الأمنية والسياسية معهم إلى «طريق مسدود».
وفي الغضون، فرض ملف العسكريين الأسرى نفسه على جدول محادثات رئيس الحكومة تمام سلام مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في نيويورك، حيث أكدت مصادر الوفد المرافق لـ«المستقبل» أنّ «ملف العسكريين حضر بقوة» خلال لقاء سلام وأردوغان على هامش انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة، كاشفةً في هذا السياق أنّ «رئيس الحكومة طلب من الرئيس التركي مساعدة لبنان في قضية عسكرييه المخطوفين لدى المجموعات الإرهابية أسوةً بنجاح تركيا الأسبوع الفائت في تحرير رعاياها الذين كانوا مخطوفين لدى تنظيم «داعش» في العراق»، مع تشديد المصادر على أنّ المفاوضات لا تزال مستمرة عبر الوسيط القطري وفق أولوية ضمان سلامة العسكريين الأسرى لدى كل من «جبهة النصرة» و«داعش» تمهيداً لتحريرهم وفق صيغة لا تؤدي إلى خضوع الدولة أمام الإرهابيين ولا تمسّ بهيبتها وبكرامة مؤسساتها العسكرية والأمنية.
تزامناً، أوضح وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنّ الاجتماع الأمني الذي عقد أول من أمس في مقر وزارة الدفاع «بحث في كل الخيارات للإفراج عن العسكريين المحتجزين»، مؤكداً في هذا السياق أنّ «المقايضة واردة استناداً إلى القوانين المرعية الإجراء».
وإذ أعرب عن «تفهم مشاعر أهالي العسكريين المخطوفين» إلا أنّ المشنوق لفت انتباههم في الوقت عينه إلى أنّ «قطع الطرق على أهلهم لن يؤثر على القتلة والمجرمين الذين يحتجزون أبناءهم»، مشيراً في هذا الإطار إلى أنّ «الممارسات الإرهابية التي يواصل المسلحون القيام بها ضد الجيش والعسكريين المحتجزين تتناقض بشكل فاضح مع الجهود الداخلية والخارجية التي تُبذل لإيجاد حلول تؤمن عودة المحتجزين سالمين إلى ذويهم، ما يدل مرة أخرى على وجود أهداف ونيات مبيّتة ليس أقلها محاولة إشعال فتنة بين اللبنانيين عموماً وأبناء البقاع خصوصاً تنفيذاً للمؤامرة الكبرى التي تُحاك ضد لبنان وشعبه».
وكان أهالي العسكريين قد بادروا أمس إلى قطع الطرق التي تصل بيروت بالبقاع عبر ترشيش زحلة ومعاصر الشوف كفريا وضهر البيدر، حيث نصبوا الخيم ورفعوا السواتر الترابية وسط الأوتوستراد الدولي رافضين إعادة فتحه حتى تحرير أبنائهم. وقد تلقى عدد من الأهالي اتصالات أمنية وسياسية أبرزها من رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط لحثهم على التهدئة وعدم التصعيد إلا أنّ الأهالي استمروا على موقفهم الرافض لإعادة فتح الطريق وتوعدوا في تصاريح إعلامية بانتهاج خطوات تصعيدية أكبر بدءاً من اليوم «وبعضها قد يعرّض الأهالي أنفسهم للخطر خلال تنفيذها» من دون إيضاح طبيعة هذه الخطوات.