«الصحة» تأخذ عيّنات صبرا «تحت السواطير».. وأبو فاعور يؤكد لـ«المستقبل» أنّها «تُقزّز الأبدان»
جعجع يقبل «تحدّي» عون بلا شروط
بينما تنشغل الأوساط السياسية في تتبّع مؤشرات تنبعث من هنا وعلامات تبرز من هناك، وتجتهد الماكينات الإعلامية في تحليل معطيات من هنا وتأويل معلومات من هناك ربطاً بموضوع الحوار المعلّق بين «المستقبل» و»حزب الله»، يترقب اللبنانيون اتضاح الخيط الأبيض من الأسود في هذا الموضوع كما في سواه من المواضيع المطروحة على الساحتين الوطنية والإقليمية من خلال الإطلالة المرتقبة للرئيس سعد الحريري الخميس المقبل والتي لا بد أنها ستضع النقاط على الحروف وتعيد الأمور إلى نصابها القويم. أما في ما يتصل بالجواب المرتقب لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على طرح رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون إقصاء «المرشح الثالث» عن الانتخابات الرئاسية وحصرها بينهما، فقد أفادت مصادر قواتية رفيعة «المستقبل» أنّ جعجع سيوضح موقفه من هذا الطرح اليوم بتأكيد «قبول التحدي لكن بلا شروط مسبقة على أي من الكتل النيابية» في إشارة إلى اشتراط عون للموافقة على المشاركة في جلسة الانتخابات الرئاسية الحصول على تعهّد مسبق من رؤساء الكتل بعدم الاقتراع لأي مرشح ثالث خلال الجلسة.
في الغضون، تتوالى معركة الأمن الغذائي فصولاً مع استمرار حملة أخذ العيّنات وإقفال المؤسسات ذات النتائج «غير المطابقة للمواصفات». وفي هذا السياق أقدمت القوى الأمنية أمس على إقفال مطعم في حلبا وتوقيف صاحبه على ذمة التحقيق بناءً لإشارة النائب العام الاستئنافي في الشمال بعدما أصيب عدد من المواطنين بحالات تسمم جراء تناول سندويشات غير صالحة من المطعم، كما جرى إقفال محل لبيع اللحوم عند مستديرة نهر أبو علي بسبب ضبط كمية لحوم موضّبة في أكياس ومنقولة بطريقة غير مطابقة للمواصفات من العبدة إلى الملحمة.
«عيّنات» صبرا
وفي بيروت، تمكّن مراقبو وزارة الصحة من أخذ عينات من محلة صبرا رغم تعرضهم في بداية الأمر لاعتداء شنّه عدد من اللبنانيين والفلسطينيين في المنطقة بغية منعهم من أخذ العيّنات. وفي التفاصيل أنّه حين دخل مفتشو الوزارة إلى صبرا اعترض طريقهم بعض الشبان المسلحين بالسواطير وحاولوا ترهيبهم والحؤول دون إتمام مهمتهم في إجراء كشف صحي على عدد من المحال وأخذ عينات منها في سبيل إخضاعها للتحاليل المخبرية اللازمة، غير أنّ المفتشين أبدوا في المقابل إصراراً على وجوب إنجاز مهمتهم الرسمية بالتوازي مع إجراء وزير الصحة وائل أبو فاعور اتصالات بالمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص وبمسؤولين فلسطينيين في اللجنة الشعبية في مخيم صبرا، ما أفضى في نهاية المطاف إلى انكفاء المعتدين وإتمام المراقبين مهمتهم بمواكبة ومؤازرة من قوى الأمن الداخلي والأمن العام.
أبو فاعور: مهما كان الثمن
وأكد الوزير أبو فاعور لـ«المستقبل» أنّ صُوَر العيّنات التي تم أخذها من صبرا أمس «تقزّز الأبدان»، مشيراً في ما يتعلق بمسار عمليات التدقيق بسائر العينات المأخوذة من المناطق الأخرى إلى أنّ هناك حوالى «1000 عيّنة لا تزال الوزارة تنتظر صدور النتائج المخبرية بشأنها»، وأردف: «كلما أوغلنا في هذا الملف اكتشفنا حجم الضرر الحاصل على صحة المواطنين، لذلك سوف أكمل في هذا المسار حتى النهاية ولن أتراجع مهما كان الثمن».
ولاحقاً، تقدم أعضاء فريق وزارة الصحة بشكوى ضد كل من يظهره التحقيق متورطاً بالتعرّض لهم أثناء قيامهم بواجبهم في محلة صبرا، وأدلوا بإفاداتهم في مخفر قوى الأمن الداخلي في المنطقة. في حين أجرى أبو فاعور اتصالاً بالمدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود، طالباً اتخاذ الإجراءات القضائية التي يراها مناسبة بحق المعتدين، لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات وضمان قيام مفتشي الوزارة بعملهم.
الإعلان عن مستوفي الشروط
تزامناً، كشفت مصادر وزارة الصحة لـ«المستقبل» أنّ 27 مؤسسة من ضمن لائحة المؤسسات التي كان أبو فاعور قد أعلن حيازتها عيّنات غير مطابقة للمواصفات، عادت فاستوفت الشروط الصحية في الفترة الأخيرة وسيعلن وزير الصحة أسماء هذه المؤسسات خلال اليومين المقبلين التزاماً بالوعد الذي قطعه في هذا المجال.
وعلمت «المستقبل» أنّ «سبينيس» و«تي أس سي» «وسوبرماركت بو خليل» و«سوبرماركت فهد» هي من بين تلك المؤسسات التي أكدت الكشوف والعينات الجديدة مطابقتها للمواصفات المطلوبة. على أن يصار اليوم إلى إجراء كشف نهائي على عدد من المؤسسات المعنيّة بهذا الملف تمهيداً لإعلان أبو فاعور في ضوء النتائج الجديدة أسماء المؤسسات التي عالجت الخلل الذي كان حاصلاً لديها بما أتاح إعادة تصنيفها ضمن قائمة المؤسسات المستوفية للشروط المطلوبة.