ترقّب سياسي لإطلالة الحريري اليوم.. وأهالي العسكريين يتوعّدون «مداخل» العاصمة
مقايضة «حزب الله» تأسر الدولة.. والخطيب إلى بيروت
نجح «حزب الله» في فك القيود عن معصم مقاتله في القلمون لكنه أسقطها في قبضة الدولة اللبنانية المكبّلة أصلاً بقيوده الحكومية الرافضة لاعتماد مبدأ المقايضة في تحرير العسكريين. فإقدام الحزب على تحرير أسيره عماد عيّاد «مقايضةً» بأسيرين لخاطفيه إنما «أوقع الدولة في أسْر الإحراج أمام أُسر العسكريين المخطوفين» وفق ما عبّرت مصادر خلية الأزمة لـ«المستقبل»، مشيرةً إلى أنّ اجتماع الخلية أمس ناقش هذه القضية في ضوء المستجدات الطارئة، وكشفت في ما يتعلّق بالجهود المبذولة عبر الوسيط القطري أحمد الخطيب أنه يعتزم المجيء إلى بيروت «قريباً وربما خلال الأيام القليلة المقبلة».
سياسياً، تترقب الساحة الوطنية إطلالة الرئيس سعد الحريري مساء اليوم عبر برنامج «كلام الناس» تلمّساً لآفاق المرحلة بعناوينها العريضة محلياً وإقليمياً ودولياً. وإذ تركزت الأنباء الصحافية والتعليقات السياسية طيلة الأيام الماضية على رصد واستشراف ما سيعلنه حيال مجمل الملفات المطروحة على بساط البحث في البلد، سيتولى الحريري اليوم قطع خيوط التأويل والتحليل بمواقف واضحة تحدد بوصلة توجهاته إزاء كل هذه الملفات، بما يشمل قضية الحوار وغيرها من القضايا الراهنة والداهمة في لبنان والمنطقة.
خلية العسكريين
بالعودة إلى أزمة العسكريين، وبينما أعطى رئيس الحكومة تمام سلام توجيهاته خلال اجتماع خلية الأزمة أمس في السرايا الحكومية لمتابعة القضية «وفق المعطيات الجديدة، مع ما يتطلّبه الأمر من تحفظ على الإعلان عن الخطوات والإجراءات المتبعة بما يضمن الوصول إلى النتائج المرجوة»، أكدت مصادر المجتمعين لـ«المستقبل» أنّ «المفاوضات مستمرة عبر الوسيط القطري»، كاشفةً في هذا السياق أنّ الخطيب «أبلغ المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم خلال الاتصال الهاتفي الأخير بينهما أنه آتٍ إلى بيروت قريباً».
وفي حين تناقلت وسائل إعلامية وصحافية أمس خبر موافقة الحكومة اللبنانية على الخيار الذي يقضي بتحرير العسكريين مقابل الإفراج عن 5 سجناء من لبنان و50 من السجون السورية، وهو ما كانت «المستقبل» قد تفرّدت بالكشف عنه في 18 الجاري بالتزامن مع زيارة اللواء ابراهيم دمشق، كشفت المصادر في سياق استعراضها مستجدات عملية التفاوض أنّ «الدولة أبلغت في الآونة الأخيرة المجموعات الخاطفة رفضها القاطع لإطلاق أي سجين من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي في إطار صفقة تحرير العسكريين اللبنانيين». وأوضحت أنّ «الخاطفين تبلّغوا وجوب عدم إدراج أي إسم من هذا القبيل على لوائحهم النهائية المنوي تزويدها للوسيط القطري لأنّ لبنان لن يقدم على أي خطوة في هذه القضية قد تسبّب له مشاكل على مستوى علاقاته بالدول العربية الشقيقة».
ورداً على سؤال، أكدت المصادر أنّ عملية المقايضة التي أجراها «حزب الله» مع خاطفي مقاتله «وإن كانت قد أحرجت الحكومة إلا أنها قد تنعكس في المقابل إيجاباً على قضية العسكريين من زاوية أنّ الحزب وحلفاءه لن يكون في مقدورهم بعد اليوم الاعتراض على اعتماد مبدأ المقايضة في سبيل تحرير العسكريين»، مع تشديدها في الوقت عينه على «ضرورة استمرار نهج السرية والكتمان المتّبع في عملية التفاوض لضمان وصولها إلى الخواتيم الإيجابية المرجوة، أسوةً بما حصل إبان المفاوضات التي أجرتها تركيا مع خاطفي مواطنيها في العراق وكذلك كما فعل «حزب الله» مع خاطفي مقاتله في سوريا».
وكان أهالي العسكريين قد عقدوا مؤتمراً صحافياً ظهر أمس في مكان اعتصامهم في رياض الصلح، أعلنوا فيه عزمهم تنفيذ خطوات تصعيدية ابتداءً من اليوم تشمل «كل مداخل بيروت». وتحدث حسين يوسف والد العسكري الأسير محمد يوسف خلال المؤتمر مؤكداً أنّ اعتماد «حزب الله» مبدأ المقايضة مع الخاطفين في سبيل تحرير مقاتله في سوريا أصاب الأهالي «بحال من الصدمة والذهول وخيبة الأمل وضعت الأهالي في حالة نفسية سيئة للغاية»، وأردف: «حزب الله» ليس أقوى من الدولة كي يتمكن من تحرير أسير له بسرعة من خلال المفاوضات (…) فلتتحرك الدولة وإلا نحن كأهال سنفقد السيطرة على أنفسنا.