Site icon IMLebanon

لبنان يرقص حزناً في وداع «الشحرورة»

موسوعة «غينيس» تتّجه الى تصنيفها «الأكثر عطاءً فنياً» في العالم

لبنان يرقص حزناً في وداع «الشحرورة»

 

طوى لبنان أمس صفحة من صفحات «الزمن الجميل» و»حب الحياة»، بوداع واحدة من عمالقة الفن في العالم العربي، ملأت الدنيا فرحاً وشغلت الناس بصوتها وأناقتها وابتسامتها.

قبل يومين من وداع الشاعر الكبير سعيد عقل، ودّع لبنان واللبنانيون «الشحرورة» صباح في «مأتم فرح» أقرب الى عرس، كما أرادته، فامتزجت الصلوات بالزغاريد والتصفيق ونثر الورود والمفرقعات النارية وأغاني «الصبّوحة» وحلقات الدبكة وموسيقى الجيش، التي امتدّت من كاتدرائية مارجرجس المارونية في وسط بيروت، حيث أقيم الجنّاز عن راحة نفسها، الى مسقط رأسها بدادون حيث ووريت في الثرى في مدافن العائلة.

في مأتم رسمي وشعبي غير مسبوق، شارك فيه رسميون وفنانون وفنانات من مصر ودنيا العرب، وبتأثّر وحنين لفّ لبنان من أقصاه الى أقصاه، شقّ نعش الراحلة الكبيرة حشد الجموع التي استقبلتها في القرى الممتدّة الى بدادون.

أما مشوار صباح الإبداعي فلم تكن نهايته أمس، وإنما كشف رئيس بلدية بدادون قبل دقائق من احتضانها في تراب البلدة النقاب عن اتصال أجرته موسوعة «غينيس» بالعائلة وأبلغتها نيّتها تصنيف صباح «الأكثر عطاءً فنياً» في العالم، بعد أن بلغ رصيدها الفني 4 آلاف أغنية و85 فيلماً سينمائياً وتلفزيونياً و38 مسرحية غنائية. كما أعلن تخصيص البلدة قطعة أرض لبناء متحف يجمع أعمالاً تخلّد الشحرورة، ينتهي العمل به خلال سنة.

الراعي

وكان جثمان الأسطورة وصل الى كاتدرائية مارجرجرس في بيروت على وقع أغنية «تسلم يا عسكر لبنان»، حيث علا التصفيق وأطلقت الزغاريد ولُفّ النعشُ بالعَلَم اللبناني. وفي عظة ألقاها في المناسبة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي ترأس صلاة الجنّاز قال إن صوت صباح «حيّ على مدى الأثير. غاب وجهها لكن ابتسامتها العريضة على كل شاشة وورقة». أضاف: أن الراحلة «زرعت الفرح في قلوب الجماهير اللامحدودة وحبّها للحياة، بأناقتها وتواضعها، باحترامها للغير والكلمة الحلوة واللطيفة. كما زرعت الفرح بنوع خاص في قلوب الفقراء والمعوزين وذوي الحاجة، من قريب وبعيد، وساهمت في بناء كنائس وقاعات راعوية بتقديم حفلات مجانية.. فكانت ذروة فرحها أنها ماتت فقيرة، من دون أن تملك شيئاً».

وتابع الراعي أن صباح «تربّعت على عرش الفن ثمانين عاماً، فكانت النجمة المشعّة والعلامة الفارقة التي ربّما لا تعوّض في تاريخ الفن اللبناني والعربي»، مضيفاً أن بغيابها وغياب شاعر لبنان الكبير سعيد عقل» ينكسر غصنان كبيران من الأرزة اللبنانية».

أكاليل

وأرسلت الفنانة فيروز إكليلاً من الزهر كُتب عليه: شمسك ما بتغيب»، كما أرسل أكاليل الرؤساء: أمين الجميّل وسعد الحريري وفؤاد السنيورة وميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. 

وعلى هامش المناسبة كانت كلمة للنائب بهية الحريري قالت فيها «مَنْ مِثل صباح لا يموت، هذه خسارة كبيرة للبلد، عندما نتذكّرها نذكر كل ما له علاقة بالمواطنة وهي دخلت قلوب الناس جميعاً».