Site icon IMLebanon

البزّال تحت «مقصلة» الابتزاز.. والمقايضة «قيد الإنجاز»

بريطانيا تعلن أنّ أبراجها الحدودية أوقفت «زحف داعش» وأنقذت «رأس بعلبك»

البزّال تحت «مقصلة» الابتزاز.. والمقايضة «قيد الإنجاز»

 

يبدو أنّ مرحلة «عض الأصابع»، وقد بلغت أوجّها خلال الساعات الأخيرة، باتت السمة اليومية الطاغية على عملية المفاوضات الجارية لتحرير العسكريين المخطوفين، وسط مؤشرات جدّية تشي بوقوف هذا الملف عند مفترق حاسم نحو إتمام «المقايضة» المنشودة بين الدولة والجهات الخاطفة. إذ وبعد ساعات عصيبة عاشها البلد أمس تحت وطأة «مقصلة» الابتزاز المتواصل بتصفية العسكري علي البزّال، أكدت مصادر وزارية لـ«المستقبل» أنّ «المفاوضات المباشرة وُضعت على نار حامية وقد أفضت بعد جولة استمرت حتى ساعة متأخرة من ليل أمس إلى إرجاء جبهة «النصرة» قرار إعدام البزّال استناداً إلى المرحلة المتقدمة التي بلغتها المفاوضات الجارية عبر قناة الوزير وائل أبو فاعور بالتنسيق والتواصل مع الشيخ مصطفى الحجيري»، موضحةً في هذا الإطار أنّ «المقايضة أصبحت قيد الإنجاز بشكل جدي، وقد خاض الجانبان أمس في الصيغ المطروحة لإتمامها في أقرب وقت ممكن، بشكل شمل جوجلة أعداد السجناء المزمع مبادلتهم مع العسكريين الأسرى».

وكان أهالي العسكريين قد صعّدوا تحركاتهم الميدانية طيلة نهار وليل الأمس بعد تلقيهم أنباء تشير إلى حصول انتكاسة على خط المفاوضات الجارية لتحرير أبنائهم، مقرونةً بإعلان «النصرة» عزمها على تنفيذ تهديدها بإعدام البزال عند العاشرة ليلاً. وعلى الأثر بادر الأهالي إلى إشعال الإطارات أمام السرايا الحكومية وقطع الطرق عند مدخل العاصمة في منطقة الصيفي بالتزامن مع قطع الطريق الدولية في البزالية في البقاع، غير أنهم، وبعدما تبلغوا قرابة العاشرة والنصف تراجع الخاطفين عن قرار تصفية البزّال، أعادوا فتح الطرق بانتظار ما سيتضح خلال الساعات الأخيرة على خط المفاوضات المباشرة الجارية مع الخاطفين.

.. وسلام يواكب

توازياً، أفادت مصادر الوفد الوزاري المواكب زيارة رئيس الحكومة تمام سلام بلجيكا «المستقبل» أنّه «واكب طيلة يومه الأول في بروكسل مستجدات ملف العسكريين مع أعضاء خلية الأزمة ومع المسؤولين المعنيين بمتابعة الاتصالات مع الخاطفين في سبيل ضمان سلامة الأسرى والحؤول دون التعرّض لحياة أي منهم»، كاشفةً في هذا السياق أنّ سلام «اضطُّر أحياناً إلى قطع اجتماعاته مع المسؤولين لإجراء اتصال أو تلقي آخر في سياق مواكبته الحثيثة لقضية العسكريين».

وكان رئيس الحكومة، قد عقد بُعيد وصوله إلى بروكسل عدة اجتماعات رسمية التقى خلالها نظيره البلجيكي شارل ميشال في مقر وزارة الخارجية، وذلك بعدما اجتمع في دارة سفير لبنان في بلجيكا رامي مرتضى مع مفوّض السياسة الأوروبية ومفوضات التوسيع جوهانس هاين ومفوض المساعدات الانسانية وإدارة الأزمات كريستوس ستيلينيدس إضافة إلى مسؤولين أوروبيين، بحيث عرض معهم لمختلف الأوضاع والتطورات والمساعدات التي تقدمها المفوضية.

وأكد سلام في تصريحاته المتصلة بملف العسكريين وجود «سعي حثيث لتحقيق تقدّم» في هذا الملف، لافتاً الانتباه في الوقت عينه إلى أنّ «الأمر صعب وملابساته غير بسيطة»، مع تشديده على كون الحكومة اللبنانية «لا توفّر سبيلاً للتفاوض داخلياً أو خارجياً» بغية تحرير العسكريين. 

«أبراج» بريطانية

في الغضون، وبعدما كانت «المستقبل» السبّاقة في الكشف في 17 حزيران الفائت عن تقديم بريطانيا أبراج مراقبة لضبط المعابر عند الحدود اللبنانية مع سوريا، برز أمس إعلان صحيفة «التلغراف» أنّ «فرقاً سرّية بريطانية أنجزت خلال شهر تموز الماضي 12 برج مراقبة عند الحدود اللبنانية»، الأمر الذي ساعد في «وقف زحف تنظيم «داعش» إلى غرب لبنان»، ناقلةً في هذا السياق عن السفير البريطاني في بيروت توم فليتشر تأكيده أنّ «أبراج المراقبة منعت حدوث مجزرة في «رأس بعلبك» كان من شأنها في حال وقوعها أن تؤدي إلى زعزعة كارثية لاستقرار البلد».

وشددت معلومات متصلة لـ«المستقبل» على أهمية التعاون الحاصل بين الجيشين البريطاني واللبناني في سبيل مكافحة الإرهاب، مشيرةً إلى أنّ هذا التعاون مستمر بشكل دائم منذ سنوات بما يشمل، إضافةً إلى تزويد لبنان معدات عسكرية، قيام وحدات بريطانية بتدريب فرق من الجيش اللبناني بوتيرة دورية في سبيل تعزيز قدراته التقنية واللوجستية في مواجهة التحديات.