مفاوضات العسكريين «تقف» عند كمين رأس بعلبك
حراك فرنسي جادّ لانتخاب رئيس
يعود ملف الاستحقاق الرئاسي إلى الواجهة مطلع الأسبوع من بوّابة فرنسا، مع وصول موفد فرنسي رفيع الاثنين إلى بيروت، حيث يمضي يومين يلتقي خلالهما «كل المسؤولين الرسميين والروحيين ورؤساء الكتل»، تحت عنوان «حضّ اللبنانيين على انتخاب رئيس للجمهورية، في محاولة جديدة و«جادّة» لإحداث خرق في هذا الملف، قبل أن ينتقل إلى الرياض وطهران للغاية نفسها. فيما استمرت المواقف الدولية «القلقة» من «الشغور المطوَّل في رئاسة الجمهورية»، كما وصفه المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، الذي أمل أمس في انتخاب رئيس جديد «من دون تأخير إضافي».
بلامبلي الذي أعلن موقفه هذا من عين التينة بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه برّي رحّب بالجهود الجديدة «للدفع نحو الحوار بين الأطراف السياسية في لبنان»، معتبراً أنّ الحوار «ضروري من أجل تقوية الأمن والاستقرار والعيش المشترك». جاء ذلك قبل ساعات من اللقاء الثاني خلال هذا الأسبوع بين وزير المال علي حسن خليل ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري، الذي عقد مساء، في اطار التواصل السياسي بين الرئيسين برّي والحريري تمهيداً للحوار مع «حزب الله». ويفترض أن تؤدي نتيجة هذه الاتصالات إلى إبلاغ الرئيس الحريري الرئيس برّي مَن سيمثّله في الحوار والبنود التي يرى وجوب إدراجها على جدول الأعمال.
وأفاد مراسل «المستقبل» في باريس ان مدير قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو سيزور بيروت مطلع الأسبوع، حيث سيلتقي يومَي الاثنين والثلاثاء مجموعة واسعة من القيادات اللبنانية في مقدّمها رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس الحكومة تمام سلام والرؤساء ميشال سليمان وأمين الجميل وفؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون ورئيس حزب «القوّات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، إضافة إلى وزير الخارجية جبران باسيل والنائب سليمان فرنجية وقيادة «حزب الله» وقائد الجيش العماد جان قهوجي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
وفيما وصفت مصادر ديبلوماسية هذه الزيارة بأنها تنطوي على «فسحة أمل» في فتح باب الاستحقاق «أكثر من أي وقت مضى»، أضافت ان جيرو سيزور الرياض ومن ثمّ طهران بعد الانتهاء من زيارة بيروت، مع العلم أنه سبق وزار هاتين العاصمتين أكثر من ثلاث مرات في الفترة السابقة.
يُشار إلى أنّ الرئيس برّي دعا أمس إلى جلسة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية ظهر الأربعاء الواقع فيه 10 كانون الأول الجاري.
«توقف» المفاوضات
في الغضون بقي ملف العسكريين المحتجزين على طاولة الاهتمام والنقاش وخصوصاً في جلسة مجلس الوزراء أمس، وسط معطيات تشير إلى «توقّف» المفاوضات في هذا الشأن منذ كمين رأس بعلبك الذي نصبه مسلحون إرهابيون لدورية تابعة للجيش اللبناني أودى بحياة ستة عسكريين.
وأوضحت مصادر متابعة لـ«المستقبل» ان هذا التطوّر «جمّد» المفاوضات لفترة بانتظار عودة الموفد القطري أحمد الخطيب إلى بيروت.
وقال رئيس الحكومة تمام سلام في بداية جلسة مجلس الوزراء أمس ان خلية الأزمة «مستمرّة في عملها من أجل التوصّل إلى تحرير العسكريين، وأنّ الموضوع دقيق ومعقّد ويجب أن يتابَع بتكتُّم ومسؤولية»، معتبراً أنّ التغطية الإعلامية «لا تساعد ما يبذل من جهود للتوصّل إلى حل يؤمّن الإفراج عن هؤلاء العسكريين».
وأبلغت مصادر وزارية «المستقبل» أنّ سلام تمنّى على الوزراء خلال الجلسة عدم تناول ملف العسكريين في الإعلام والاستعانة بالتكتّم لما لذلك من انعكاسات سلبية على سلامة العسكريين.
يُشار إلى أنّ سلام سيرأس اليوم الاجتماع الثالث لملف الخلوي الذي يضم وزراء الاتصالات بطرس حرب والخارجية والمغتربين جبران باسيل وشؤون التنمية الإدارية محمد فنيش.