إجماع صيداوي يندد باعتداءات ميليشيا «حزب الله».. و«عين الحلوة» يخمد فتائل التفجير مع الجوار
«التعمير» تلملم خراب «السرايا».. و«جردة» أمنية بالمرتكبين
استفاق أبناء منطقة تعمير عين الحلوة أمس على الخراب الذي خلّفه مسلحو «سرايا حزب الله» في الممتلكات والأرزاق أثناء جولة قتالهم الميليشيوي الأخيرة مع قوى الأمن الداخلي، ولسان حالهم يطالب الدولة بانتشالهم من كابوس «السرايا» وعناصرها المفسدين في الأرض لا سيما وأن ارتكاباتهم الشاذة لا تنفك تعيث فساداً وإفساداً بأمن صيدا واستقرار أبنائها الآمنين كما جرى في التعمير وقبلها في منطقة الفيلات وفي نزلة صيدون وحي الزهور وغيرها من أحياء المدينة التي استنكرت بإجماع قياداتها الممارسات الميليشيوية لشبيحة «المقاومة». وإذ تتواصل التحقيقات في شعبة «المعلومات» مع أحد عناصر «السرايا» الفلسطيني محمود عدنان أحمد الموقوف بجرم الاعتداء على القوى الأمنية في التعمير أمس الأول تحت إشراف القضاء المختص، أكدت مصادر أمنية رفيعة لـ«المستقبل» أنّ القوى الأمنية بصدد إعداد «جردة واسعة بأسماء المشاركين في هذا الاعتداء لتعقبّهم وإلقاء القبض عليهم لإحالتهم إلى العدالة»، مشيرةً في هذا السياق إلى أنّ «المرتكبين الرئيسيين معروفون بالأسماء وهناك أكثر من 10 عناصر يتم تعقبهم لضلوعهم في إطلاق النار المباشر على دورية شعبة «المعلومات» في قوى الأمن الداخلي».
وفي صيدا، نقل مراسل «المستقبل» الزميل رأفت نعيم أنّ أبناء المدينة ومنطقة تعمير عين الحلوة تحديداً لم يتعاملوا مع ما جرى في المنطقة من اعتداء على دورية «المعلومات» وانتشار مسلح واستعراض قوة واستقواء على الدولة وإطلاق نار وترويع للآمنين باعتباره حادثاً أمنياً عابراً، بل هم يضعونه في حكم الواقع الذي تعيشه منطقتهم والمخططات الهادفة إلى تحويلها حصناً مسلّحاً لـ«سرايا حزب الله» مع ما يستتبع ذلك من تعمّد إظهار هذه «السرايا» كأنها أكبر وأقوى من الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية والقضائية، في ظل محاولات حثيثة لفرض وتثبيت معادلة مفادها أنّ تموضع هذه الميليشيا المسماة «سرايا المقاومة» أمر مفروغ منه في تلك المنطقة باعتبارها مربّعاً أمنياً عصياً في وجه الأجهزة الأمنية وملاحقاتها للمخلين بالأمن والمطلوبين للعدالة.
أسئلة كثيرة طرحت نفسها في المدينة بعد ما جرى في التعمير، ومنها «ما هي الرسالة التي أراد «حزب الله» توجيهها بذلك الانتشار المسلح الأكبر من حجمه عديداً وعتاداً لعناصر «السرايا» في التعمير، والتعزيزات التي أمدهم بها من أحياء أخرى ومعظمهم من العائدين مؤخراً من دورات عسكرية تدريبية نظّمها الحزب لهم في مناطق بعيدة».
ومن الأسئلة المطروحة بقوة أيضاً «هل كان هناك من يراهن على استدراج مخيم عين الحلوة انطلاقاً من التعمير إلى إشعال فتيل تفجير أكبر وأوسع في المنطقة؟. فما جرى ليل الخميس لا ينفصل عن كل محاولات توريط المخيم بإشكالات أمنية مع مناطق وأحياء الجوار تنفيذاً لمخططات فتنوية.
وبينما يواصل أبناء تعمير عين الحلوة الإعراب عن نبذ كل أشكال تحويل منطقتهم إلى «إمارة» ميليشيوية خارجة عن الدولة بفعل ارتكابات ما يسمى «سرايا المقاومة» واعتداءاتها المتكررة على القوى الأمنية والمواطنين، يبقى التساؤل الأبرز لدى أبناء التعمير الذين يعانون الأمرّين اجتماعياً وأمنياً: لماذا على هذه المنطقة أن تدفع دائماً ضريبة موقعها وتنوّعها وضريبة تمسكها بالدولة وسلاحها الشرعي دون سواه، ولا تحظى في المقابل بما يُحصّن هذا الموقع ويحمي هذا التنوّع ويعزز حضور الدولة الحاضنة والراعية للجميع؟
أضرار وتدابير أمنية
وغداة اعتداء عناصر «سرايا حزب الله» على دورية لشعبة «المعلومات» وما أعقبه من اشتباك بين الطرفين، لملمت منطقة تعمير عين الحلوة حياتها الطبيعية أمس بحيث خرج المواطنون إلى أعمالهم ومصالحهم، في حين تفقد بعضهم ما لحق بمؤسساته من أضرار بفعل نيران «السرايا» كما هي حال معين نحولي الذي تحطم زجاج سيارته، وأحمد المصري الذي تضررت واجهة محله للباتيسيري بالإضافة إلى محل سكاكر. فيما سيّر الجيش دوريات راجلة في شوارع التعمير الرئيسية، وسط تدابير عسكرية وأمنية مشددة عند مداخل المنطقة حيث جرى التدقيق بأوراق السيارات وهويات المارة بحثاً عن المخلين بالأمن.
وقائع إشكال التعمير
لليوم التالي على أحداث إشكال التعمير، بقيت وقائع الإشكال محور متابعة وأحاديث الصيداويين، خصوصاً أمام ذلك الكم الكبير من الشائعات والأخبار غير الصحيحة التي تم ضخّها تزامناً وبعد تلك الأحداث.
وفي هذا السياق، روى مصدر أمني مسؤول لـ«المستقبل» حقيقة ما جرى في التعمير، فأشار إلى أنه قرابة السادسة والنصف من مساء الخميس تبلّغت دورية من شعبة «المعلومات» في قوى الأمن الداخلي بحصول إشكال عند مستديرة الأميركان القريبة من التعمير بين «اللبناني محمود عنتر والفلسطيني محمود عدنان أحمد» فتوجّهت الدورية وقوامها ثلاثة عناصر بسيارة من نوع هوندا الى المكان، ولحظة وصولها فرّ أحدهما (أحمد) بسيارة من نوع مرسيدس إلى داخل التعمير فلحقت به الدورية لكنه سارع إلى الاحتماء في دكان يملكه والد محمد الديراني (أحد مسؤولي «سرايا حزب الله») في المنطقة حيث تبين أنّ الأخير علم مسبقاً بتوجّه الدورية إلى المنطقة وأعد العدّة والعناصر المسلّحة لـ«استقبالها» بكمين مؤلف من عدد من مسلّحي «السرايا» الذين انتشروا في المكان، من بينهم وليد الملاح الذي بادر إلى إطلاق النار باتجاه الدورية وعمد إلى وضع مسدس برأس أحد أفراد الدورية وانتزاع بندقيته (من نوع زخاروف)، بينما حاول عناصر «السرايا» احتجاز أفراد الدورية، فجرى تبادل لإطلاق النار بين الطرفين ما أدى إلى إصابة زجاج سيارة «المعلومات» وتضررها برصاص المعتدين.
وعلى الفور جرت اتصالات من قبل مخابرات الجيش مع قيادة «حزب الله» لتدارك الوضع، سرعان ما أثمرت إعادة بندقية عنصر «المعلومات» عبر تسليمها لمخابرات الجيش. وأعقب ذلك استنفار كبير لقوة ضاربة من «المعلومات» حضرت خصيصاً من بيروت، إلى جانب انتشار واسع للجيش وقوى الأمن الداخلي في المنطقة، قابله انتشار كثيف لمسلحي «سرايا حزب الله» على أسطح المباني وداخل بعض أحياء التعمير.
ولاحقاً حاولت قوة من مخفر صيدا الجديدة الكشف على مكان الحادث في التعمير فتعرضت بدورها لإطلاق نار ما أدى إلى تجدد الاشتباكات، ثم جرت اتصالات ساهمت في إعادة تهدئة الوضع، في حين أبقت قوة «المعلومات» على انتشارها وإجراءاتها في المنطقة حتى تمكنت من توقيف المتسبّب الأساس في الإشكال الفلسطيني محمود عدنان أحمد، وهو أحد عنصر «السرايا» الذين يأتمرون بأوامر الديراني.
وكشفت مصادر مطلعة لـ«المستقبل» أنّ عدد عناصر ما يسمى «سرايا المقاومة» الذين انتشروا في التعمير خلال الاشتباك مع دورية «المعلومات» المؤلفة من 3 عناصر تجاوز الـ150 عنصراً، بينهم فلسطينيون، وتوزعوا على ثلاث مجموعات: مجموعة محمد الديراني وشقيقه أحمد ووليد الملاح ومعهم حسن فقيه وآخرون وجميعهم من التعمير، ومجموعة محمد المصري من التعمير الجواني ومجموعة علي الجعفيل من الفيلات، مع الإشارة إلى أنّ 20 منهم كانوا ضالعين في إطلاق النار المباشر على القوى الأمنية في وقت انتشر البقية بكامل أسلحتهم الحربية على أسطح المباني وفي الشوارع الداخلية، وهي عبارة عن أسلحة كلاشينكوف وأم 16 وbkc وقذائف B7. وعلمت «المستقبل» أن الديراني ومجموعته لا يزالون في التعمير فيما عاد عناصر المجموعات المسلحة الأخرى إلى الأحياء التي أتوا منها، ولم يظهر أي منهم نهاراً غداة أحداث ليل الخميس.
تنديد صيداوي جامع
وعلى الأثر، دانت فاعليات مدينة صيدا الاعتداء على دورية «المعلومات» في تعمير عين الحلوة، وصدرت بيانات وتصريحات عدة عن فاعليات سياسية وروحية مستنكرة لهذه الاعتداءات ومطالبة بتعزيز حضور الدولة والأمن والاستقرار في التعمير وصيدا.
الحريري
النائب بهية الحريري قالت في بيان: «في الوقت الذي تسعى فيه صيدا وجوارها بشكل يومي لتأكيد تمسكها بكل ما يحصن السلم الأهلي والأمن والاستقرار فيها عبر تعزيز حضور الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية والقضائية وتصديها لكل محاولة للإخلال بالأمن والنظام والضرب على يد المخلين، طالعتنا مجموعة من الخارجين عن القانون تحت ما يسمى «سرايا المقاومة» باعتداء سافر وواضح على الدولة عبر إحدى مؤسساتها الأمنية ممثلة بشعبة «المعلومات» في قوى الأمن الداخلي وأثناء قيامها بواجبها في منطقة تعمير عين الحلوة. ولم تكتفٍ هذه المجموعة بالاعتداء على القوى الأمنية بل تمادت في أخذ منطقة التعمير رهينة لسلاحها اللاشرعي عبر إطلاق النار وترويع الآمنين وإلحاق الضرر بالممتلكات».
وأضافت: «إننا إذ ندين ونستنكر أشد الاستنكار هذا الاعتداء على «المعلومات» في منطقة تعمير عين الحلوة، نؤكد رفضنا لكل مربع أمني خارج عن الشرعية وعن سلطة الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية ولأي سلاح غير سلاحها ونعتبر أنّ كل ما عدا ذلك خارج على القانون والشرعية مهما حمل من تسميات طالما أنه يُشهر بوجه اللبنانيين ومؤسساتهم. وإننا نعتبر أنه ما من شيء يبرر وجود هذا السلاح في أحياء صيدا وتحويل بعض أحيائها إلى مربعات وجيوب أمنية رغم أنها يُفترض أن تكون تحت سلطة الدولة والقانون».
وأردفت: «إننا نعلن تضامننا الكامل مع «المعلومات» ومع كافة قوى الدولة الأمنية والعسكرية في مواجهة الخارجين عليها في التعمير وغيره، ووقوفنا إلى جانب أهلنا في تعمير عين الحلوة وباقي أحياء صيدا وحقهم في العيش بأمان، وتحفظ لهم هذا الحق مؤسساتهم الأمنية والعسكرية والقضائية التي هي اليوم مُطالبة أكثر من أي وقت مضى بالانتصار لمنطق الدولة والقانون ضد منطق الدويلة وسلاح سراياها. وإننا نثمّن عالياً موقف الأخوة الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة بعدم الانجرار إلى أي إشكال مع الجوار انطلاقاً من حرصهم على صيدا الذي لا يوازيه إلا حرصنا على المخيم وأهله».
المفتي سوسان
مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان قال «إن صيدا التي تحرص على الدولة ومؤسساتها الشرعية الأمنية والعسكرية ترفض أي تطاول أو اعتداء على أجهزة الدولة وبخاصة الأمنية وهي حريصة على استقرارها وأمنها وترفض أي مربعات أمنية خارجة عن سلطة الدولة. وإن الجميع يجب أن يكون متساوياً أمام القضاء والقانون. وإن ترويع الناس والآمنين من نساء وشيوخ وأطفال وخصوصاً في التعمير ومحاولات زج الفلسطيني في ما جرى من قبل بعض وسائل الإعلام، كل ذلك من شأنه ان ينعكس سلباً على المدينة وأمنها ومعيشتها. وإن صيدا ستبقى حريصة على الاستقرار والأمن متمسكة بإقامة الدولة القادرة والعادلة بمؤسساتها بمواجهة كل مخالف للقانون والنظام على امتداد هذا الوطن وفي ظل هذه الظروف».
تيار «المستقبل»
وشدد تيار «المستقبل» – منسقية صيدا والجنوب، على أنّ «إطلاق النار على دورية شعبة المعلومات من قبل مسلحين خارجين على سلطة القانون، والذين يطلقون على أنفسهم زوراً وبهتاناً اسم «سرايا المقاومة»، هو عمل جبان مشبوه ومستنكر ولكنه ليس بغريب على سلوكهم الإجرامي وخرقهم الدائم للقوانين والاستهتار بالدولة اللبنانية ومؤسساتها الدستورية وقواها الأمنية. وجاء في بيان صادر عن التيار «تأييده المطلق للقرارات الحازمة وللتدابير الأمنية الصارمة التي اتخذها الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي ضد العابثين بالأمن والمجرمين المطلوبين. ولكن يجب التأكيد مجدداً على أن من قام بإطلاق الرصاص على قوى الأمن هم أشخاص أصحاب سوابق اتهموا بارتكاب جرائم قتل واعتداءات على كرامة الناس؛ ولذلك يطالب تيار «المستقبل» بإلقاء القبض عليهم وإحالتهم الى القضاء المختص لمعاقبتهم ولإزالة الشعور بالظلم والغبن لدى عائلات المعتدى عليهم. ويثمّن تيار «المستقبل» أيضاً المواقف المسؤولة للقوى الأمنية الفلسطينية المشتركة في مخيم عين الحلوة لاتخاذها الإجراءات اللازمة لمنع أي معتدٍ على الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي من اللجوء الى المخيم. وإن حق المواطنين في منطقة تعمير عين الحلوة بالعيش بكرامة هو حق مقدس يكفله الدستور اللبناني وشرّعة حقوق الإنسان».
وطالب تيار «المستقبل» في هذا السياق «بعودة سلطة القانون إلى منطقة التعمير وتنفيذ المشاريع الإنمائية فيها من أجل النهوض بها اقتصادياً واجتماعياً وإنمائياً. وأخيراً، إن عبور منطقة التعمير المنكوبة الى رحاب الدولة اللبنانية الواحدة تمر حتماً بالقضاء على هيمنة «سرايا المقاومة» من أجل الخروج من ظلامية واستبداد هذه الميليشيا المسلحة وعودة سلطة الدولة اللبنانية الشرعية الى هذه المنطقة».
الجماعة الإسلامية
ودانت «الجماعة الإسلامية» في صيدا هذا «الاعتداء الإرهابي الذي تعرضت له القوى الأمنية من قبل مجموعات خارجة عن القانون تلطخت أيديها بالدماء وتحظى بغطاء سياسي من بعض الأطراف، والتي لطالما حذرنا من تماديها واعتداءاتها على المواطنين وطالبنا بوضع حد لتجاوزاتها التي روعت الآمنين وحتى الآن – للأسف- لم تتحرك الأجهزة القضائية والأمنية لتوقيفهم مما دفعهم للتمادي أكثر وتشكيل عصابات مسلحة تصول وتجول دون حسيب أو رقيب». وتساءلت الجماعة في بيانها: «أين هيبة الدولة أمام هذا الإرهاب والانتشار المسلح والأسلحة التي استعملت وكثافة النيران التي سُمعت والتي تدفع للتساؤل عن سبب وجود هذا السلاح بين الأحياء وعن الغطاء السياسي الذي شجع هذه العصابة على مواجهة القوى الأمنية بهذه القوة النارية؟ وهل سنسمع غداً عن حلول سحرية يخرج فيها المعتدون وكأن شيئاً لم يحصل؟».
وأضافت: «إن الأجهزة الأمنية اليوم أمام اختبار حقيقي، لأن الناس ستقارن بين ما حصل في عبرا وطرابلس وبين ما حصل بالأمس في التعمير وكيفية التعامل معه»، وطالبت الأجهزة الأمنية والجيش اللبناني «بالتعامل الحازم والحاسم مع هذه المجموعات الإرهابية والعمل على مداهمة أوكارهم وتوقيفهم ومصادرة أسلحتهم وحل ما يسمى «سرايا المقاومة» وإنهاء المربعات الأمنية، لأنه لا يمكن الحديث عن هيبة الدولة ومؤسساتها في مناطق وتجاوزها في مناطق أخرى أو مع مجموعات محددة، لأن هيبة الدولة لا تتجزأ».
بلدية صيدا
واستنكرت بلدية صيدا حادثة الاعتداء المسلّح التي استهدفت عناصر قوى الأمن الداخلي خلال قيامهم بواجبهم الوطني في ملاحقة كل من يعبث بأمن مدينة صيدا أو يهدد أرواح القاطنين الآمنين فيها، من أطفال ونساء وشيوخ ومواطنين. وأكدت البلدية في بيانها أنه من غير المسموح أن يكون السلاح إلا بأيدي مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية، لأن من شأن ذلك أن يجر الفوضى والخراب على المدينة ومنطقتها والوطن ككل.
وأهابت البلدية بالجميع التحلي بالمسؤولية الوطنية العليا، وعدم السماح لأحد بالاعتداء على مؤسسات الدولة ومرافقها من جيش وقوى أمن داخلي وأمن عام وأجهزة أمنية مختلفة وغير ذلك، الذين يسهرون ليلاً ونهاراً للحفاظ على الوطن وأمن وسلامة المواطنين فيه. كما أكدت على ضرورة عدم تغطية كل مرتكب أو متهم يعمل على تعكير صفو الأمن الذي تنعم فيه صيدا ومنطقتها، ولا سيما وأننا على أبواب الأعياد المجيدة، التي تشكل فرصة سلام وأمان وعامل محبة وألفة بين الجميع.
سعد
كذلك، استنكر أمين عام «التنظيم الشعبي الناصري» الدكتور أسامة سعد الاشتباك المسلح والاعتداء على القوى الأمنية في تعمير عين الحلوة. وأعرب عن التعاطف مع السكان الآمنين من أبناء منطقة التعمير الذين تعرضوا للترويع جراء الاشتباك، كما تعرضت أرزاقهم وممتلكاتهم للخطر. وشدد سعد على كون هذا الاشتباك إنما يشكل إساءة للأمن والاستقرار في مدينة صيدا ومنطقتها، كما يشكل مدخلاً لتوتير الأوضاع وإثارة الفتنة التي يسعى إليها أعداء لبنان، داعياً في المقابل الجيش والقوى الأمنية إلى التصدي لكل من يحاول العبث بالأمن والاستقرار، كما دعا جميع القوى والفاعليات السياسية إلى الارتفاع إلى مستوى المسؤولية الوطنية، والعمل من أجل وأد الفتنة، وتجنيب المنطقة أي اضطراب من شأنه إلحاق الضرر بموقع صيدا ودورها الوطني، كما من شأنه إلحاق الضرر بالأوضاع في لبنان عامة.
البزري
كما دان الدكتور عبد الرحمن البزري الأحداث الأمنية الأخيرة وترويع المواطنين الآمنين في منطقةٍ حساسة من صيدا، لافتاً إلى أنّ هذه الأحداث جاءت نتيجةً لتراكم التجاوزات والاستخفاف بأمن المواطنين وسلامتهم. وأضاف أن صيدا تكاد لا تتجاوز حدثاً أمنياً معيّناً سواء كان إعلامياً أم حقيقياً حتى يُحاول البعض إدخالها في الحلقة المفرغة من سلسلة التطورات الأمنية التي تضر بمصالح المدينة وسكانها ومحيطها. وختم البزري آملاً في معالجة كافة المشاكل بالهدوء والروية، والتسليم بمرجعية الجيش والقوى الأمنية في حماية المواطنين وتنفيذ القانون بالعدل والتساوي.