السنيورة يرفض ترك راية فلسطين لإيران أو للتطرّف والراعي يندّد بتهريب مرتكبي جريمة بتدْعي
مفاوضات «العلماء» تتعثّر في خطوتها الأولى
تعثّرت الخطوة الأولى من المفاوضات التي تنوي هيئة «العلماء المسلمين» إجراءها، من دون تفويض، مع خاطفي العسكريين من تنظيمي «داعش» و«النصرة»، إثر توقيف أحد أعضائها الشيخ حسام الغالي على حاجز للجيش أثناء توجّهه الى جرود عرسال لطلب «تعهّد علني» من الخاطفين «بوقف قتل العسكريين»، بسبب وجود أربعة سوريين في سيارته بينهم مطلوبان «بحوزة أحدهما حزام ناسف وأسلحة»، حسب بيان لقيادة الجيش.
وعلمت «المستقبل» أن الغالي تُرك رهن التحقيق بعد الاستماع الى إفادته، وأنه عاد أدراجه من دون أن يكمل طريقه الى الجرود خصوصاً أن السوريين الذين كان يستعين بهم كدليل للطريق الى الخاطفين ما زالوا موقوفين، مع العلم أن الغالي لم يكن على علم بامتلاكهم السلاح حسب مصادر «الهيئة».
والمعلوم أن «الهيئة» بادرت الى هذه الخطوة من دون تفويض من أحد، بعد فشلها في الحصول على هذا التفويض من الحكومة كما سبق واشترطت الأسبوع الفائت، وبعد تبلّغها من أكثر من مرجع ومن أعضاء في «خلية الأزمة» أن مَنْ يريد عمل الخير «لا يطلب إذناً من أحد»، وهي طلبت موعداً من رئيس مجلس الوزراء تمام سلام لمناقشته في هذا الأمر إلا أن أي موعد لم يكن قد حدّد حتى مساء أمس.
جاء ذلك قبل ساعات من اندلاع اشتباكات قرابة الحادية عشرة ليلاً بين الجيش ومسلحين في جرد رأس بعلبك، وافادت الوكالة الوطنية للإعلام أن آليات تابعة للفوج المجوقل «اتجهت الى المنطقة».
المصري
ومساء أبلغ عضو مجلس الشورى في «هيئة علماء المسلمين» الشيخ زكريا المصري «المستقبل» أن «الشيخ الغالي كان مكلفاً من الهيئة بالتوجه الى جرود عرسال والاجتماع بالخاطفين والحصول على تعهّد منهم بعدم قتل أي عسكري آخر، واصطحب معه شخصاً سورياً ليدلّه على الطريق، ولدى وصوله الى آخر حاجز للجيش فوجئ بضبط هذا الشخص ومعه حزام ناسف».
وأكد المصري أن «ما حصل لن يوقف مبادرة الهيئة. ونحن مستمرون في جهدنا للحصول على موافقة من الحكومة لنبدأ عملية التفاوض، لكننا غير متفائلين في الحصول على هذه الموافقة، بسبب خلافات داخل أعضاء الحكومة، ولأن فريق الثامن من آذار معترض على مهمتنا».
وقال: «نحن بانتظار وصول الشيخ حسام الغالي الى طرابلس ومعرفة انطباعه مما حصل، وإمكانية عودته الى جرود عرسال لإنتزاع تعهّد من الخاطفين بعدم أذيّة أي عسكري»، لافتاً الى أن «الجيش سهّل انتقال الغالي حتى يصل الى مكان تحصّن الخاطفين، ولكن عند الحاجز الأخير للجيش فوجئ بضبط الحزام الناسف مع الشخص الذي يرافقه ما أدى الى تعطيل مهمته».
أهالي العسكريين
وكان أهالي العسكريين المخطوفين نفّذوا أمس اعتصاماً حاشداً في ساحة رياض الصلح في ذكرى مرور أسبوع على استشهاد الدركي علي البزّال. وطالب الشيخ عباس زغيب خلال الاعتصام الحكومة بـ»موقف موحّد بعيداً عن المصالح الشخصية، وهذا الموقف يجعل خلية الأزمة خليّة حقيقية وليس أزمة خلية»، مناشداً الخلية «أن تقبل موضوع المقايضة إذا كان هذا المبدأ يعيد أولادنا الى الوطن». أضاف أن المسؤولين «الذين ليسوا على قدر المسؤولية لحماية أبنائهم وجيشهم فليغادروا هذه السرايا».
تزامن ذلك مع احتجاج شديد اللهجة عبّر عنه الأهالي فور صعود النائب ناجي غاريوس من تكتّل «التغيير والإصلاح» الى المنصّة للتضامن معهم، معتبرين أن تكتّله «يعرقل» المفاوضات الآيلة الى الإفراج عن العسكريين.
وأسف المسؤول عن العلاقات العامة في لجنة أهالي العسكريين الشيخ عمر حيدر لأن «الحكومة الفاشلة لا تستطيع أن تعيد أبناء وطنها الى أحضان أمهاتهم». وقال: «نحن لسنا الدواعش ولكن إذا اضطر الأمر سنكون دواعش، ولن نكون عصا نضرب بها الشعب والدولة».
أما رئيس اللجنة حسين يوسف فقال «إننا لن نسمح لأي طرف أو أي سياسي أن يبيع الدم تحت حجّة هيبة الدولة»، ووجّه رسالة الى الوزراء الذين «ينادون ويتاجرون بأولادنا من أجل المواقف السياسية أو من أجل أرقام لا تعنينا»، منذراً مَنْ هم في موقع المسؤولية أمام الله وأمام الشعب «بأن يتحمّل كل المسؤولية ولن نسمّيه الآن، ولكن سيدفع الثمن إن حصل أي مكروه لأي أحد من أبنائنا أو أبناء هذه المؤسسة».
الراعي في بتدعي
على صعيد آخر، سجّلت أمس محطة بارزة في ملف جريمة بتدعي قضاء بعلبك التي سقط ضحيّتها المغدوران صبحي ونديمة الفخري، مع زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للبلدة وتقديمه واجب التعازي، مبدياً تضامنه «الكامل مع العائلة ومع كل بتدْعي ودير الأحمر والمنطقة». وتوجّه الى آل جعفر بالقول إنهم «معنيون بواجب الخضوع للعدالة وتسهيل تسليم الجناة». وشدّد على وجوب «إنزال عمل العدالة بالمرتكبين ليس عن بغض أو حقد أو ثأر، فلا سلام في مجتمع ولا سلام في دولة من دون عدالة».
ودعا الراعي الوسطاء الى العمل «لتسليم الجناة الى القضاء»، مضيفاً «إذا كان أصحاب النفوذ يغطّون الجريمة فجريمتهم أكبر.. الذين يهربّون أو يخبّئون المجرمين يرتكبون الجريمة مرة ثانية، وليدرك الذين أجرموا والذين يغطّونهم ويهرّبونهم أنهم يعتدون على الله العادل».
السنيورة
في الغضون، شدّد رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة في كلمة ألقاها في لقاء أقامته «مؤسسة التعاون» في عمّان تكريماً لرئيس مجلس إدارة شركة «سي.سي» سعيد خوري، على «أهمية العمل على تعزيز مؤسساتنا العربية ومبدأ تداول السلطة». واعتبر أن «أولى الأولويات تكمن في وقف التدهور في قضية الشعب العربي الفلسطيني وإنهاء الانقسام الداخلي». وسأل: «لمن نترك نحن العرب الراية العربية في فلسطين؟، أنتركها الى إيران ومليشياتها، أم الى التطرف والإرهاب؟«.
وأكد السنيورة أنه لا يجوز أن «يتحول الاسلام في بلاد العرب بالذات الى عبء أمام حركة الأوطان العربية، كما لا يجوز أن يستخدمه الإيرانيون وغيرهم ضدنا»، ولفت الى أن «جبهة مواجهة التطرف والارهاب باسم الاسلام هي أخطر الجبهات، لأنها تقسم المجتمعات وتفسد الأفراد والجماعات».