سلام يستعجل تسلّم «المروحيات» الفرنسية.. والفليطي يزور الجرود وسيطاً
احتقان «بتدعي» يوقد إشكالاً على «الحطب»
بينما تترقب الأوساط السياسية مفاعيل زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني على حلفاء طهران في بيروت، لا سيما في ما يتصل بالجهود الفرنسية المبذولة «على نار» هادئة مع طهران في سبيل إخراج الملف الرئاسي من دوامة التعطيل والتأجيل، برز في شريط أحداث نهاية الأسبوع إشكال «على الحطب» وقع أمس في أحد أحراش بلدة بتدعي بين شبان من البلدة وآخرين من آل جعفر. وإذ أكدت مصادر أمنية لـ«المستقبل» أنّ الإشكال ذو طابع «فردي» إلا أنها لفتت في الوقت عينه إلى كون «خلفياته مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالاحتقان السائد في النفوس في منطقة دير الأحمر نتيجة عدم توقيف مرتكبي جريمة قتل نديمة وصبحي فخري حتى الساعة»، وسط تشديد فاعليات المنطقة على أنّ وأد هذا الاحتقان والحؤول دون إشعاله إشكالات طائفية وعشائرية ومناطقية إنما يوجب على الأفرقاء السياسيين الذين يمنحون غطاءً حزبياً للمرتكبين المعروفين بالأسماء أن يبادروا سريعاً إلى رفع هذا الغطاء وتسهيل مهمة إيقافهم وإحالتهم إلى العدالة. في إشارة إلى المجموعة المسلّحة من آل جعفر التي كانت قد اقتحمت منزل فخري في 15 تشرين الثاني الفائت وأردت ربّ وربّة المنزل وأصابت نجلهما روميو إثر محاولة سلب سيارة العائلة.
وبُعيد الإشكال الذي وقع أمس في أحراش بتدعي، أوضحت مصادر ميدانية لـ«المستقبل» أنّ فاعليات المنطقة سارعت إلى احتواء الوضع منعاً لتفاقمه خصوصاً بعدما بدأت المظاهر المسلّحة بالبروز من خلال الحواجز التي أقامها عدد من مسلّحي آل جعفر في المنطقة، إلا أنه سرعان ما تدخّل وجهاء العشيرة لتدارك الأمور عبر التنصّل من الحواجز المسلّحة ومن الاعتداء الذي تعرّض له شبان من بلدة شيفا لدى مرورهم على طريق إيعات دير الأحمر. وهو الاعتداء الذي أعاد تأجيج النفوس في دير الأحمر وأسفر عن الإشكال الذي وقع بين شبان من بتدعي وثلاثة أشخاص من آل جعفر أثناء عملية جمع الحطب لمشاحر الفحم في محيط البلدة، علماً أنّ راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر المارونية المطران سمعان عطاالله حذّر من أنّ «هناك من يسعى إلى تأجيج الفتنة وإحياء الغرائز» بين المواطنين، مطالباً «الدولة بوضع حد لهذه الأمور».
الفليطي وسيطاً
في الغضون، وغداة إعلان رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط تفويضه إلى الوزير وائل أبو فاعور تفعيل قنوات الاتصال والتواصل مع خاطفي العسكريين من تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة»، برز طلب أبو فاعور من نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي القيام بدور الوسيط مع الخاطفين. وعلى الأثر أعلن الفليطي أنه زار المنطقة الجردية حيث التقى مسؤولي «داعش» وانتزع منهم موافقة على قيامه بدور الوساطة مع الجانب اللبناني.
وبينما آثرت مصادر أمنية مواكبة لملف العسكريين المختطفين عدم الخوض في تفاصيل الموضوع، إكتفت بالتأكيد لـ«المستقبل» أنّ «الأجهزة الأمنية الرسمية على علم بمهمة الفليطي وهي مطّلعة على جهود الوساطة التي يقوم بها» مع خاطفي العسكريين.
سلام يستعجل «المروحيات»
تزامناً، وفي سياق المستجدات المتصلة بالاتفاقية الفرنسية المبرمة مع المملكة العربية السعودية في سبيل تسليح الجيش اللبناني بقيمة 3 مليارات دولار، كشف رئيس مجلس الوزراء تمام سلام عن اتصالات جارية مع باريس بغية الدفع باتجاه الإسراع في تسليم لبنان مروحيات قتالية ضمن أولى الشحنات المرتقب وصولها بموجب هذه الاتفاقية.
وإذ أعرب عن أمله في تسلمّ المروحيات «في موعد أقرب من المحدد حتى يتمكن الجيش من قتال الجهاديين الذي يعبرون من سوريا» إلى لبنان، أوضح سلام لصحيفة «لو جورنال دو ديمانش» الفرنسية أنّ «المحادثات ما زالت قائمة لتسليم طائرات الهليكوبتر في بداية برنامج التسليح عوضاً عن آخره حتى يتمكّن لبنان من استخدام الصواريخ (الجوية) في أقرب وقت ممكن ضد الجهاديين في الجبال» الحدودية.