محادثات الرابية «ودّية وجدّية» لتحديد مواطن «الاختلاف والاتفاق» بين عون وجعجع
بري عن الحوار: أفضل مما توقّعت
تواصل بذور الحوار بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» حصد المزيد من قطاف الانفتاح والارتياح على أرضية الوطن، حيث حلّ الميلاد والوعد الصادق بـ«العيدية» برداً وسلاماً على نفوس اللبنانيين تحت وطأة تباشير اليوم المجيد والإيجابية المتسرّبة من لقاء «كسر الجليد» في عين التينة. وبينما كانت بكركي وجهة مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري يوم الميلاد لنقل أجواء جلسة الحوار الأولى إلى البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي الذي التقى كذلك أمس وفداً من «حزب الله» للغاية نفسها، أشاد راعي الحوار رئيس مجلس النواب نبيه بري بنتائج أولى جلساته قائلاً لـ«المستقبل»: «حقيقةً كانت أفضل مما توقعت»، وأضاف: «وفدا «المستقبل» و«حزب الله» الستّة، سواءً رئيسي أو أعضاء الوفدين، كانوا أكثر من جدّيين»، لافتاً في هذا الإطار إلى أنّ «الأخوة في الفريقين بدوا، كل على حدة، وكأنهم متفقون على الكلام الوحدوي الذي ساد في جلسة الحوار الأولى».
وإذ كشف أنّ الجلسة الثانية ستُعقد «في الأسبوع الأول من العام الجديد»، أعرب بري عن تفاؤله بوصول الحوار إلى نتائج ملموسة انطلاقاً من قاعدة «تفاءلوا بالخير تجدوه». وعما إذا جرى وضع آلية أو جدولة معيّنة لأعمال الحوار في جلساته المقبلة، أجاب: «بجدول أو بغير جدول «الاخوان» متفاهمون على كل الأمور»، وأردف رئيس المجلس ممازحاً: «المتفق عليه حتى الساعة هو ألا أكون حاضراً في هذه الجلسات».
من الراعي إلى نصرالله
وكان وفد «حزب الله» برئاسة رئيس المجلس السياسي السيد ابراهيم أمين السيد قد نقل عن البطريرك الراعي «تقديره الكبير للنهج الحواري» وقال السيد من بكركي: «وضعتُ غبطته في الأجواء التي حصلت في جلسة الحوار الأولى، والانطباع العام لهذه الجلسة هو انطباع إيجابي من كلا الطرفين، ونتمنى أن يتمكّن المتحاورون من الوصول إلى سبل مفيدة لحل الكثير من الملفات والقضايا»، كاشفاً رداً على سؤال أنّ البطريرك الماروني حمّل الوفد رسالة إلى أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله تتضمّن «تحياتٍ ورغبةً في أن نجد حلاً لموضوع رئاسة الجمهورية».
عون ـ جعجع
في الغضون، تبرز على ساحات ومحاور التحاور الوطني المحادثات الجارية على خط مرشحَي قوى الثامن من آذار والرابع عشر منه للرئاسة، رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، من خلال اللقاءات النشطة التي يعقدها رئيس جهاز التواصل والإعلام في «القوات» ملحم رياشي في الرابية مع عون والنائب ابراهيم كنعان في سبيل وضع «أجندة» الالتقاء واللقاء مع جعجع. وفي هذا السياق أفادت مصادر قواتية رفيعة «المستقبل» أنّ محادثات الرابية «ودية جداً في الشكل، وتتناول في المضمون كل الملفات الدسمة، من الملفات السيادية ذات العلاقة بالدولة والكيان إلى الملفات الأخرى ذات البعد الوطني والمتصلة بمسألة الخيارات الوطنية»، مشيرةً رداً على سؤال إلى أنّ اللقاءات التي تُعقد في الرابية يتخللها «تبادل للأفكار ومحادثات جدية في العمق لتحديد مواطن الاختلاف والاتفاق» بين الجانبين.
وفي حين لفتت إلى أنّ هذه المحادثات أثمرت «اتفاقاً على احترام آداب التخاطب الإعلامي» على جبهة «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، حرصت المصادر القواتية على لفت الانتباه إلى أنّ اللقاء الذي يتم التحضير لعقده بين جعجع وعون «لن يكون تتويجاً لاتفاق أو تفاهم معين، إنما سيأتي في سبيل دفع عجلة التفاهم إلى الأمام»، وأضافت: «قد يُعقد أكثر من لقاء بين الجانبين، إلا أنّ الأمر الأساس يبقى في وجوب التعاطي مع اللقاء باعتباره جزءاً من كُل، انطلاقاً من إصرار «القوات» على ألا يكون مجرد لقاء فولكلوري للصورة فقط»، بمعنى أن يأتي اللقاء عملياً يكرّس ما سبقه من محادثات ويؤسس لما يليه من تفاهمات.