الحكومة مُصرّة على إنجاز قانون الانتخاب.. وزوار عين التينة يلمسون «قطبة وفاق مخفية»
الحريري إلى قمّة الرياض: مواقفي علنية ومعروفة
بعد عملية مدّ وجزر سياسي وإعلامي على ضفاف الدعوة التي تلقاها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري للمشاركة في القمة العربية – الإسلامية – الأميركية نهاية الأسبوع في الرياض، وسط ما برز خلال هذه العملية من محاولات مسرحية ومصلحية مفتعلة ومكشوفة للاصطياد في مياه علاقته الصافية والمتينة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وضع رئيس مجلس الوزراء النقاط فوق حروف بعض الاستفسارات عن هذا الموضوع على طاولة مجلس الوزراء أمس، ليشدد على كونه يذهب إلى قمة الرياض ليمثل لبنان وليعبّر عن مواقفه «العلنية والمعروفة» إزاء ملف الإرهاب.
وفي التفاصيل، كما نقلتها مصادر وزارية لـ«المستقبل» أنه وبينما أثار الوزير علي قانصو الموضوع من منطلق إبداء خشيته من «استهداف حزب الله» خلال القمة، ردّ الوزير علي حسن خليل بتأكيد «الثقة بحرص الرئيس الحريري على مصلحة البلد» داعياً إلى الاقتداء بالمثل القائل: «ما توصي حريص»، الأمر الذي أيده فيه الوزير مروان حماده مشدداً على كون الحريري «أحرص الناس وأعلمهم بالتوازنات اللبنانية». وعلى الأثر، كانت مداخلة لرئيس مجلس الوزراء أوضح فيها أنّ قمة الرياض هي في واقع الحال «ثلاث قمم متتالية، قمة سعودية – أميركية، قمة خليجية – أميركية، وقمة عربية – إسلامية – أميركية»، لافتاً الانتباه إلى أنّ لبنان سيُشارك في القمة الموسعة التي ستبحث سبل مكافحة الإرهاب وأردف قائلاً: «نحن في هذا الموضوع سنعبّر عن مواقفنا نفسها الرسمية والعلنية والمعروفة». ورداً على بعض الاستفسارات الوزارية حول ما إذا كان متوافقاً مع عون حول موضوع المشاركة في هذه القمة، اكتفى الحريري بالإشارة إلى أنّ وزير الخارجية جبران باسيل سيكون في عداد الوفد الرسمي المرافق له إلى الرياض.
إنتخابياً، وبعد أيام عجاف شهدت انخفاضاً في منسوب التفاؤل عقب انتهاء مهلة 15 أيار «على زغل» توافقي، عادت الروح
الإيجابية لتطغى خلال الساعات الأخيرة على أجواء ملف قانون الانتخاب تحت وطأة جرعات الأمل التي ضخّها رئيس مجلس الوزراء في عروق الملف من زاوية تأكيده إصرار الحكومة على إنجاز القانون وتصميمها على عدم الفشل في مهمتها هذه، في وقت عاد دخان التفاؤل إلى التصاعد من عين التينة على وقع عدم استبعاد رئيس مجلس النواب نبيه بري الوصول إلى اتفاق على قانون انتخابي جديد قبل انقضاء المهل درءاً «لمخاطر الفراغ الذي يصيب الجميع من دون استثناء».
وإذ نقل زوار عين التينة لـ«المستقبل» أنّ بري بدا بخلاف اليومين الماضيين «مرتاحاً» في إطار حديثه عن القانون الانتخابي مُردداً عبارة «إن شاء الله خير»، وأشاروا إلى أنهم استشعروا من أجواء التفاؤل السائدة وكأنّ هناك «قطبة وفاق مخفية» يراهن عليها رئيس المجلس لإنجاز القانون العتيد، لفت انتباه عدد من الوزراء أمس «تقارباً ودياً» ملحوظاً بين باسيل من جهة والوزيرين خليل وعناية عزالدين خلال انعقاد جلسة مجلس الوزراء في السراي الحكومي.
وكان المجلس الذي انعقد برئاسة الحريري قد أقرّ جدول أعماله كاملاً بما في ذلك الموافقة على تطويع 2000 عسكري، وعلى إعلان 4 تشرين الثاني من كل عام «يوم المرأة اللبنانية».
عون في اليرزة
على صعيد آخر، لفتت مساءً زيارة رئيس الجمهورية مبنى قيادة المؤسسة العسكرية في اليرزة، حيث التقى قائد الجيش العماد جوزف عون وبحث معه أوضاع المؤسسة ومهماتها واحتياجاتها المختلفة، ثم انتقلا معاً برفقة وزير الدفاع يعقوب الصراف إلى غرفة عمليات القيادة.
وإثر استماع عون إلى إيجاز حول الانتشار الدفاعي والأمني لوحدات الجيش خصوصاً المهمات التي تقوم بها على الحدود الشرقية، تابع رئيس الجمهورية عبر تقنية النقل المباشر عملية نوعية نفذتها طوافات من القوات الجوية ضد أهداف تابعة للتنظيمات الإرهابية في جرود منطقتي عرسال ورأس بعلبك.
وكانت الوكالة الوطنية للإعلام قد أفادت عن هجمات نفذتها مروحيات الجيش في المنطقة الجردية عند الحدود الشرقية مع سوريا، مشيرةً إلى أنّ هذه الهجمات حققت إصابات مباشرة في مواقع «داعش» في جرود رأس بعلبك، بينما استهدفت المدفعية العسكرية سيارات لقيادات من «جبهة النصرة» في جرود عرسال.