Site icon IMLebanon

لبـنان يـنـأى بـنـفـسـه عـن الحـرب لا العـرب

الأمير محمد بن سلمان يستعرض والحريري أوضاع المنطقة

لبـنان يـنـأى بـنـفـسـه عـن الحـرب لا العـرب

اسألوا طهران عن ارتكاباتها لا الرياض عن مقرراتها.. فمن لا يستغرب مليارات الريالات الإيرانية التي تُنفق في سبيل هتك الكيانات الوطنية وزرع الفتن والشقاق والحروب على امتداد الخارطة العربية، لا يمكنه من باب أوْلى أن يطرح علامات استفهام أو تعجّب حول مليارات الريالات السعودية التي تُصرف في سبيل إطفاء الحرائق الفئوية التوسعية التي سعّرتها طهران على مختلف الجبهات والساحات العربية والإسلامية من طاجيكستان إلى اليمن. أما لبنان الفريد بتكوينه وتلاوينه الطائفية، فكان وسيبقى عربيّ الهوى والهوية، وما سياسة «النأي بالنفس» التي ينتهجها ويلتزم بها سوى مظلة تحمي كيانه واستقراره وتقيه شرّ الصراعات والحروب الإقليمية، ولن تكون يوماً أداةً تسلخه عن بني جلدته العربية أو نهجاً ينأى به عن العرب وعن موجبات التضامن معهم.

ومن هذا المنطلق، جاءت المشاركة اللبنانية في قمة الرياض العربية – الإسلامية – الأميركية بمثابة «الواجب» الذي يحتّمه التزام لبنان الراسخ بالتضامن العربي، كما تشدد مصادر كتلة «المستقبل» باعتباره «جزءاً لا يتجزأ من العالمين العربي والإسلامي الذي اجتمع في الرياض وأطلق رؤية تاريخية تلتقي مع رسالة لبنان في التسامح

والتعايش المشترك ونبذ التطرّف»، مضيفةً لـ«المستقبل»: «أما من يزجّ لبنان في أتون التجاذبات الخارجية، ويدفعه إلى الخروج عن موجبات النأي بالنفس، فهي الجهات التي تُصرّ على اعتبار نفسها في منأى عن التزام الإجماع الوطني وتعطي نفسها حقوقاً تفوق حقوق الدولة بالمشاركة في الحروب الخارجية خدمةً لأجندات إقليمية، على صورة ما يجري في سوريا والعراق واليمن والبحرين وغيرها».

وعلى قاعدة طهران من «أبواقها» تُدان، تبدو الحملات التي تشنّها القوى الموالية لإيران على قمم الرياض مبررةً في الشكل والمضمون لمقررات هذه القمم، سيما وأنّها حملات تصب من حيث لا يحتسب مطلقوها في خانة تأكيد المؤكد من تدخلات إيرانية عدائية في شؤون العرب من المحيط إلى الخليج. فالمشاركة في القمة العربية – الإسلامية – الأميركية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون محل جدل أو تشكيك بل لا بد، بحسب ما تؤكد مصادر كتلة «المستقبل»، من وضعها في إطارها «الحتمي والضروري في ظل تحولات يجب أن تُقرأ بدقة وبحس من المسؤولية الوطنية المعنية بحماية لبنان»، لافتةً الانتباه في المقابل إلى أنّ «مسلسل الشتائم المتواصل، قبل القمة وبعدها، والذي يُنصب يومياً ضد المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، لا يعدو كونه سبباً إضافياً وموجباً لما صدر من القمة تجاه إيران وسياساتها، لا بل ويقع في سياق توثيق أدلة الاتهام السياسية التي تُعطي الدول العربية والإسلامية حقّ الرد على النهج الإيراني المتّبع في تغذية النزاعات المذهبية وتأجيج الصراعات الأهلية في بلدان المنطقة».

وإذ تسأل: «هل من عاقل يمكن أن يتوقع صدور بيان عن قمة عربية – إسلامية – أميركية لا يتناول التدخل الإيراني في شؤون البلدان العربية والإسلامية؟»، تُشدد المصادر على أن ما صدر عن القمة «إنما يقع في خانة «تحصيل الحاصل» والتأكيد على وجود مشكلة كبيرة جداً بين النظام الإيراني والأكثرية الساحقة من البلدان الإسلامية»، واصفةً في السياق عينه المآخذ التي أثارها البعض عن عدم دعوة إيران إلى قمة الرياض بأنها مآخذ تشبه «من يدعو الدب إلى كرمه» باعتبار أنّ ما من دولة شاركت في القمة إلا وكان للنظام الإيراني نصيب في مشاكلها الداخلية، وختمت: «عجيبة غريبة تلك المطالبة بدعوة طهران للمشاركة في قمة قررت عشية انعقادها الأدوات الإيرانية في اليمن ملاقاتها بصاروخ باليستي إيراني جرى إطلاقه نحو الرياض!».

الحريري

وغداة انتهاء قمة الرياض، برز أمس استقبال ولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز في الرياض رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وجرى خلال الاجتماع استعراض أوجه العلاقات بين البلدين ومستجدات الأوضاع في المنطقة.