Site icon IMLebanon

الحريري لإيفاء «دَيْن» طرابلس: «العفو» البداية

«متضامنون مع العرب في وجه العدو الإسرائيلي.. وأيّ جار يتدخّل في شؤونهم»
الحريري لإيفاء «دَيْن» طرابلس: «العفو» البداية

«سلامٌ عليكِ يا طرابلس وعلى أهلك الطيّبين».. على وقع هذه التغريدة الرمضانية دخل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري «الفيحاء» غروب أمس ليفطر بين «أهل الصدق وكلمة الحق» كما وصف أبناءها المعروفين بتاريخهم العريق «مع الاعتدال والعيش المشترك»، والذين كانوا «أقوى من المؤامرة» التي حاكها نظام الأسد منذ سنين لتشويه هذا التاريخ وتخريب صورة طرابلس الوطنية والحضارية. وعلى هذا الأساس، توجّه الحريري إلى الطرابلسيين بوصفهم «أول من فهم أن الإرهاب لعنة تتسلّل إلى مجتمعاتنا» فبقيت مدينتهم «عاصمة الاعتدال وعلى رأس المدن العربيّة والإسلامية التي رفضت أن تسمح للإرهاب بأن يكون لديه متر مربّع واحد في أحيائها»، ليشدد في ضوء هذا الموقف المنبثق من كرامة هذه المدينة وعروبتها على كونه «ديناً» في رقبته ورقبة كل اللبنانيين والعرب والمسلمين.. و«بداية إيفاء هذا الدين قانون عفو عادل يعطي كلّ صاحب حقّ حقّه».

وخلال رعايته مأدبة الإفطار التي أقامتها منسقيات «تيار المستقبل» في طرابلس وزغرتا والبترون وجبيل والكورة في معرض رشيد كرامي الدولي بحضور حشد نيابي ووزاري من طرابلس والشمال ورجال دين وفاعليات اقتصادية

واجتماعية وثقافية وعائلات إلى جانب أكثر من ألفي مدعو، أكد رئيس الحكومة أنّ طرابلس ليست هي فقط بحاجة للدولة إنما الدولة بحاجة إليها «لأنّ ما من دولة ولا استقرار ولا تنمية ولا نهوض اقتصادياً من دون طرابلس»، معدداً مشاريع «ورشة التنمية» التي أطلقها الأسبوع الفائت في عاصمة الشمال، مع التذكير في هذا المجال بأنّ «دور طرابلس آتٍ في المنطقة عندما تنطلق ورشة إعادة إعمار سوريا والعراق»، ومشدداً في ما خصّ تموضع لبنان في خضم التطورات الإقليمية على «التضامن مع إخوتنا العرب في وجه العدو الإسرائيلي وفي وجه أيّ جار يريد أن يتدخّل بشؤون العرب الداخلية»، وأردف مضيفاً: «موقفنا السياسي معروف وخلافنا علني مع «حزب الله» بسبب تورطه في الحرب السورية، وموقفنا معروف من نظام الأسد، وقناعتنا راسخة أن الشعب السوري سينتصر عاجلاً أم آجلاً، ونحن أهل الاعتدال والعيش الواحد في وجه أي تطرّف وأي فتنة وأي تهميش».

قانون الانتخاب

في الغضون تتواصل الترددات الإيجابية للتوافق الرئاسي على الإطار «النسبي» لقانون الانتخاب العتيد، بحيث جدد رئيس الجمهورية ميشال عون التأكيد غداة إفطار بعبدا على أنه سيفي بالوعد الذي قطعه للبنانيين «بأن يكون هناك قانون انتخابي جديد عادل»، متعهداً أمام زواره بالانكباب فور الانتهاء من وضع قانون الانتخابات على معالجة مسائل أخرى تُعالج «مكامن الخلل التي تحتاج إلى تصحيح من خلال مكافحة الفساد والبدء بورشة البناء».

توازياً، لفتت الانتباه أمس إشارة نائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان بعد لقائه رئيس مجلس الوزراء في بيت الوسط إلى أنّ «السباق بدأ مع الوقت ولا بد من الانتهاء من كل الأمور (التفصيلية المتصلة بقانون الانتخاب) قبل اجتماع الحكومة منتصف الأسبوع المقبل لكي تتمكن في أسرع وقت ممكن من إقرار مشروع القانون الجديد وإرساله في أوائل الأسبوع التالي إلى المجلس النيابي».

وتزامناً، برزت زيارة رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل إلى بكركي حيث وضع البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في أجواء الاتفاق الذي حصل على اعتماد النظام النسبي وفق 15 دائرة في القانون الانتخابي العتيد، معرباً عن أمله باستكمال هذا الاتفاق من خلال «تحصينه بصحة التمثيل والضمانات والاستكمالات اللازمة معه». وإذ نفى أن يكون «التيار الوطني» قد طرح مسألة نقل بعض المقاعد المسيحية من منطقة إلى أخرى، عُلم من أجواء اللقاء بين الراعي وباسيل الذي دام على مدى ساعة من الوقت (الزميل جليل الهاشم) أنّ باسيل سمع من البطريرك الماروني إصراره على عدم نقل أي مقاعد نيابية مسيحية من مناطق مختلطة «لأنها تشكل مراكز مارونية تخلق التفاعل مع الآخر».