دحَضَ موضة «الأكاذيب والمزايدات» مؤكداً أنّ «شطّ الرملة البيضاء باقٍ لأهل بيروت والنفايات لن تعود»
الحريري للبيارتة: أنتم حرّاس العيش المشترك
من القلب إلى القلب.. من قلب ترعرع على حبّ بيروت وآمن بصمودها وعروبتها، إلى «قلب خرّبته الحرب وأعاد له رفيق الحريري الحياة»، كانت كلمة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أمس مفعمة بالواجب الوطني إزاء العاصمة «هذه المدينة الأمانة الغالية على قلوب جميع اللبنانيين»، فتوجّه إلى البيارته بما يمثلون من مختلف الأطياف مشدداً على كونهم «الحرّاس» لدور العاصمة ورسالتها في «العيش المشترك الواحد بين المسلمين والمسيحيين»، سيما وأنهم قدّموا «الغالي والنفيس لتبقى بيروت منارة العلم والحريّة والصمود في العالم العربي».
وخلال رعايته حفل الإفطار الذي أقامه «تيار المستقبل» في البيال بحضور مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والوزيرين نهاد المشنوق وجان أوغاسابيان ونواب بيروت ومحافظها ورئيس بلديتها إلى جانب حشد كبير من الشخصيات والفاعليات البيروتية، استعرض الحريري المراحل السود التي مرّت على العاصمة من الاجتياج الإسرائيلي وممارسات الميليشيات اللبنانية والفلسطينية إلى هيمنة نظام الأسد، والتي خرجت منها بيروت في نهاية المطاف «منتصرة بإرادة أبنائها والمدافعين عن دورها
وكرامتها»، مُذكّراً في هذا المجال بأنّ قرار الرئيس الشهيد رفع آثار الحرب الأهلية والخراب عن قلب العاصمة إنما كان فعل إيمان ويقين بأنّ «السلام في لبنان لا يمكن أن يتحقّق إذا بقيت بيروت رهينة الدمار والميليشيات»، مع إبداء أسفه في المقابل لوجود أناس يعتبرون «إنقاذ بيروت من وحول الحرب ومن سباق المسلحين على احتلال بيوتها ومتاجرها وأسواقها غلطة!».
وفي معرض دحضه «موضة الأكاذيب والمزيدات» السائدة هذه الأيام، عدّد رئيس الحكومة سلسلة المشاريع التنموية المخصصة للعاصمة، جازماً في هذا الصدد بأنّ «حرش بيروت باقٍ لأهل بيروت وشط الرملة البيضاء باقٍ لأهل بيروت والمساحات الخضراء ستزيد والعمل جارٍ لمعالجة مشكلة تلوث البحر»، وسط تشديده في الوقت عينه على أن النفايات لن تعود إلى شوارع العاصمة في ضوء الخطة الشاملة المعدة للفرز ولتحويل النفايات إلى طاقة، فضلاً عن وضع البلدية خطة لتأمين الكهرباء 24 على 24 ساعة وتجهيز بيروت بباصات للنقل العام صديقة للبيئة وتأهيل أنفاق العاصمة ومستوصفاتها الطبية وملاعبها الرياضية وإطلاق مشروع جديد للملعب البلدي.
أما عن المواقع الرسمية، فأكد الحريري أن «حصة بيروت فيها محفوظة»، مشدداً على أنّ «محافظ جبل لبنان سيكون من بيروت ونص»، وكل مواقع بيروت في إدارة الدولة بأجهزتها وبالبلدية والإطفائية «ستبقى لبيروت»، مع تجديد إشارته إلى أنه فور الانتهاء قريباً من إنجاز ملف قانون الانتخاب سيكون الهدف الأساس بالنسبة إليه «تعزيز فرص العمل والنهوض بالاقتصاد والاهتمام بشؤون الناس».