شدّد على أن «الإعلام هو سلاح لبنان الحقيقي.. ومسؤول عن جزء مهم من علاقته بالعرب»
الحريري: «الشعبوية والتطرّف» وجهان لـ«وظيفة واحدة»
بين إفطار البيال وسحور السراي، سطّر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مساء أمس جملة مواقف بارزة تحاكي في جوهرها الهمّ المركزي المتمحور حول سبل النهوض بالبلد وتلبية طموحات شبابه وإعلاء صوت اعتداله وإعلامه. وبينما شدد على أنّ «المجتمع المدني المهني» من أصحاب الكفاءات والعقول والمهارات والمبادرين هو «التيار الأصلي» الذي استند إليه الرئيس الشهيد رفيق الحريري لتحقيق أحلام اللبنانيين، لفت الحريري الانتباه إلى أنّ «الاعتدال خيار ديني وأخلاقي وسياسي»، منبهاً في هذا المجال إلى أنّ «تجار الشعبوية وتجار التطرف» هما في واقع الحال وجهان لعملة واحدة وتجمعهما «وظيفة واحدة هي المزايدة على «تيار المستقبل» وعلى سعد الحريري»، مع إشارته إلى أنّ هؤلاء «يعتبرون أن اِستخدام اسم رفيق الحريري في خطاباتهم وتصريحاتهم يعطيهم شرعية في الشارع السياسي» على الرغم من أنّ «أثقل أمر على قلب رفيق الحريري كان هذا النوع من المزايدين والمحرّضين مستغلي الفرص وقليلي الوفاء».
وفي الكلمة التي ألقاها خلال إفطار قطاع المهن الحرة في «تيار المستقبل»، جدد الحريري التأكيد على أنّ
«التيار كان ولا يزال الرقم الصعب في المعادلة الوطنية» مذكّراً بأنّ كل «محاولات كسر هذا الرقم» باءت بالفشل سواء «بالسلاح أو بالضغط السياسي أو بمشاريع العزل والإقصاء»، أما من لا يزالون يفكرون بأنهم قادرون على أن يكسروا «المستقبل» فلفت إلى أن كل ما يقومون به ليس له سوى «هدف واحد: أن يأكلوا من صحن «التيار» ليقدّموا خدمات مجانية للخصوم المعروفين، أي أن يلعبوا دور «حصان طروادة» لا أكثر ولا أقل»، وختم في معرض الإعراب عن ثقته بالانتصار في الانتخابات النيابية المقبلة قائلاً: «تيار المستقبل يجب أن يكون اعتباراً من اليوم في حالة استنفار.. المهن الحرة، النقابات، المنسقيات، القطاعات، الشباب، الشابات وكل ما له علاقة بالتيار، أنا، المكتب السياسي، الأمانة العامة وكل من لديه «ريحة رفيق الحريري»، يجب أن يُشارك في ورشة الانتخابات»، وأردف: «لا عودة إلى الوراء، التقصير ممنوع، التردد ممنوع وممنوع فتح أجندات خاصة».
وليلاً، أولم رئيس مجلس الوزراء في السراي الكبير على شرف الإعلاميين اللبنانيين من مختلف الوسائل المرئية والمقروءة والمسموعة، وتوجه إليهم بالقول: «في صراع الـRating اشتقنا أن نرى الإعلام اللبناني منافساً شرساً للإعلام العربي وليس منافساً على بعضه»، مشدداً على أنّ «الإعلام هو سلاح لبنان الحقيقي» ومسؤول تجاه «ترسيخ الثقافة الوطنية وتعزيز السلم الأهلي والاقتصادي» ومسؤول كذلك عن «جزء مهم من علاقة لبنان بأشقائه العرب وعن إبراز دورة المرأة اللبنانية في جميع المجالات».
وإذ عبّر عن سعادته بقرار بعض الإعلاميين خوض الانتخابات النيابية باعتبار دخولهم الحياة السياسية «قد يساهم في الإصلاح» المنشود، أكد الحريري عزم الحكومة على «مواكبة التحديات التكنولوجية الجديدة على مستوى وزارتي الإعلام والاتصالات لتوفير الإنترنت الأوفر والأسرع»، وأضاف متوجهاً إلى الإعلاميين: «إستفدتُ كثيراً من انتقاداتكم وتغيّرت لأن التجربة تغيّر، ولكن الشيء الوحيد الذي أؤكد لكم أنه لن يتغير هو أنني سأبقى أحدثكم بصدق».