IMLebanon

حوار عين التينة يغوص اليوم «في التفاصيل»

عون لجعجع: «لا بخاف ولا بخوّف» المواجهة بصدق تفتح القلوب وتُنجز التفاهمات

حوار عين التينة يغوص اليوم «في التفاصيل»

 

مع استئناف العجلة الداخلية دورانها على حلبة العام الجديد مغادرةً جادة الاسترخاء والترقّب، تنطلق اليوم أولى صفحات روزنامة العمل السياسي وعلى جدول أعمالها جلسة حوار ثانية بين تيار «المستقبل» و«حزب الله» في عين التينة «تستكمل محادثات الجلسة الأولى بين المتحاورين في غياب رئيس مجلس النواب نبيه بري وبحضور معاونه الوزير علي حسن خليل»، وفق ما أشار مصدر رفيع في «التيار» قائلاً عشية الجلسة لـ«المستقبل»: «سنغوص (اليوم) في التفاصيل أكثر بعدما تمحورت الجلسة الأولى حول العموميات»، وأوضح رداً على سؤال أنّ «التفاصيل» المنوي الغوص فيها ستشمل المواضيع المدرجة على طاولة الحوار لا سيما ما يتصل منها «بضرورة تخفيف الاحتقان المذهبي» في البلد.

أما على المستوى الأمني، فعلى أجندة اليوم أيضاً دخول إجراءات قوننة عبور السوريين إلى لبنان حيّز التنفيذ. إذ وفيما تداولت الأنباء الصحافية خلال الساعات الماضية خبر تطبيق هذه الإجراءات بعدما كانت «المستقبل» قد تفرّدت بالكشف عن ذلك في الحادي والعشرين من كانون الأول الفائت، بعد شهر من كشفها النقاب في الحادي والعشرين من تشرين الثاني عن قرار اتخاذ هذه الاجراءات تحت عنوان «معايير ضبط الحدود» بحسب ما عبّرت مصادر وزارية حينها لـ«المستقبل»، تبدأ السلطات اللبنانية فرض هذه المعايير بدءاً من اليوم بشكل يهدف إلى وقف تدفق النازحين وإلزام أي مواطن سوري يرغب في دخول الأراضي اللبنانية تعبئة «استمارة» مخصصة عند الحدود لتوضيح سبب الزيارة وتدعيم ذلك بمستندات ثبوتية تتنوع بتنوّع الأسباب، سواءً كانت للسياحة أو الطبابة أو التعلّم أو العمل أو لتفقّد ممتلكات أو للانتقال ترانزيت من لبنان إلى وجهة ثالثة.

عون

توازياً وبالعودة إلى أجواء الحوار والانفتاح السائدة على الجبهات السياسية، تطرق رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون إلى ملف حواره المرتقب مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، فآثر عدم الخوض في «التفاصيل» ومكان وزمان هذا الحوار مكتفياً بالإشارة إلى أنّ «عنوانيه كثيرة وتتضمّن حقوق المسيحيين في الحياة السياسية وقانون الانتخاب وانتخابات رئاسة الجمهورية، بما يشمل مواصفات الرئيس وحرمة الرئاسة، فضلاً عن مواضيع أخرى تخصّ المسيحيين كما كل اللبنانيين لناحية التوازن والمشاركة القائمة في السلطة».

عون الذي شدد على أنه ينتظر بعض «الإيضاحات» حول مسائل محددة، أكد أنّ اللقاء مع جعجع يمكن انعقاده «غداً أو بعد أسبوع» مشبّهاً الخطوات الجارية في هذا المضمار بـ«الماراتون الذي يحتاج إلى نفس طويل»، وتساءل: «أنا أريد الجمهورية قبل الرئاسة، فما هي مواصفات الجمهورية التي نريد؟. هل لدينا دستور حالياً؟»، وأردف: «كل هيكلية الدولة تحتاج إلى فحص وأنا لن أتفاجأ إذا حصل انفجار في البلد».

وعن مواصفات الرئيس، أجاب: «شرطنا الأساس أن يمتلك صفة تمثيلية على مستوى مجمل الشعب وأن يكون رئيس إصلاح وتغيير قادراً على معالجة إشكالات النظام». وفي معرض إبداء تفاؤله بإمكانية أن تصوّت كتلة «القوات اللبنانية» لانتخابه رئيساً، سأل عون: «ليش لأ، ليش بدي كون متشائم؟»، رافضاً في المقابل القبول برئيس تسوية بقوله: «سبق وجرّبنا من خلال الرئيس السابق (ميشال سليمان) فكان الفشل والسقوط العظيم».

وإذ اعتبر أنه لا يزال يمتلك «الحظوظ» التي تخوّله الوصول إلى سدة الرئاسة الأولى، ردّ على الرأي الذي يرى أنّ «ضمانة وصول جعجع إلى الرئاسة تكمن في انتخاب عون رئيساً» بالقول: «الحكيم يحتلّ الموقع المسيحي الثاني حالياً وقد يعتبر نفسه الأول، لكن على مستوى التمثيل المسيحي نحن الإثنان لدينا الحق بالرئاسة».

وفي ختام هذا المحور، وجّه عون رسالة مباشرة على الهواء لجعجع قال له فيها: «لا آتي إلى الحوار وأنا خائف من أحد ولا أقبل أن أخيف أحداً، «لا بخاف ولا بخوّف»، أواجه بصدق وهكذا تُفتح القلوب وتُنجز التفاهمات»، معرباً في هذا الإطار عن استعداده لإنجاز «ورقة تفاهم» مكتوبة أو شفهية مع جعجع، ومؤكداً أنه متفائل بالحوار الجاري بينهما بالاستناد إلى ما يلمسه من «نوايا جيّدة وصادقة».

في المقابل، برزت «رشقات نيران» فتحها عون باتجاه قائد الجيش العماد جان قهوجي على خلفية ملف العسكريين المختطفين من خلال اتهامه بأنه أخطأ حين اتخذ قرار وقف العملية العسكرية في عرسال إبان اختطاف العسكريين واضعاً ذلك في إطار «عدم الكفاءة في إدارة الأمور»، وقال: «على من سمح بوقف إطلاق النار وخطف العسكريين ونقلهم إلى الجرود أن يتحمّل مسؤولياته»، مضيفاً: «الخيار العسكري يبقى دائماً متاحاً لتحرير العسكريين»، وأردف رداً على سؤال عن الخشية من أن يعمد الخاطفون إلى قتل العسكريين الأسرى في حال شن عملية عسكرية عليهم: «إما يقتلونهم أو نحررهم».

الأسلحة الفرنسية

في الغضون، برز على صعيد المستجدات المتعلقة بالاتفاقية الفرنسية لتسليح الجيش اللبناني بموجب الهبة المقدّمة من المملكة العربية السعودية بقيمة 3 مليارات دولار ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر ديبلوماسي لناحية إشارته إلى أنّ وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لورديان بحث خلال لقائه في الرياض أمس وليّ العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز عملية تسليم الأسلحة الفرنسية إلى لبنان والتي سيستغرق إنجازها ثلاث سنوات، بما يشمل تسليم السلطات اللبنانية سبع مروحيات من نوع «غازيل» مزوّدة صواريخ مضادة للعربات وسبع مروحيات أخرى من طراز «بوما» مخصّصة لنقل الجنود، بالإضافة إلى أسلحة وأعتدة منصوص عليها في الاتفاقية وتتضمن عربات عسكرية مصفّحة وزوارق للدوريات ووسائل للاتصالات والمراقبة من بينها طائرات مسيّرة من أجل تحسين وتطوير قدرات الاستخبارات لدى الجيش اللبناني.