Site icon IMLebanon

الحريري: لا تواصل مع حكومة هجّرت السوريين

ابراهيم لـ«المستقبل»: لم أكلّف التفاوض مع الدولة السورية حول ملف النازحين

الحريري: لا تواصل مع حكومة هجّرت السوريين

انطلاقاً من «المسؤولية الوطنية والإنسانية والأخلاقية» التي تحتّم على الحكومة «سلوك خيارات مضمونة تحمي الصيغة اللبنانية التوافقية تحت سقف الشرعية الدولية وليس تحت سقف الحروب والأنظمة والانهيارات»، وتماشياً مع «مهمة الدولة الأساسية التي تفترض حماية قواعد الاستقرار السياسي والابتعاد عن أي أفكار تثير البلبلة وتنقل المسائل الخلافية المعروفة إلى طاولة مجلس الوزراء»، قطع رئيس الحكومة سعد الحريري الطريق أمام كل «المزايدات الرخيصة» بمأساة النازحين السوريين ومحاولات «توريط الحكومة اللبنانية بالاتصال بالنظام المسؤول أساساً عن هذه المأساة»، ليخلص في رسالة حازمة وواضحة برسم كل من يعنيه الأمر إلى التأكيد بأنّ حكومته لن تخوض في أي تواصل مع «حكومة نظام هجرت مئات آلاف السوريين إلى الأراضي اللبنانية».

وفي الكلمة التي ألقاها خلال رعايته حفل تخريج طلاب جامعة بيروت العربية في حرم الدبية مساءً، فنّد الحريري في خمس نقاط الأسباب الوطنية الموجبة لرفض التواصل مع النظام السوري، لافتاً الانتباه إلى أنّ الضغوط التي تُمارس في هذا الاتجاه إنما تُشكل «خروجاً مرفوضاً على قواعد النأي بالنفس، ولا وظيفة لها

إلا تقديم خدمات سياسية وأمنية مجانية لنظام الأسد»، متسائلاً عما إذا كان المقصود منها «تنظيم تسليم النازحين لمعسكرات اعتقال النظام»، وأضاف متوجهاً إلى القيمين على الدعوة للتواصل مع النظام السوري بما هم من حلفاء أو أوصياء عليه: «فليضغطوا على النظام لتسهيل إقامة مناطق آمنة على الجانب السوري من الحدود ومخيّمات بإشراف الأمم المتّحدة تستوعب النازحين العائدين من لبنان، بدل الدعوة إلى توريط الحكومة اللبنانية باتصالات نتيجتها فتح باب جديد لابتزاز لبنان من دون أي معالجة حقيقية لتداعيات النزوح.. أو أنهم يتقنون فقط المزايدة على بلدهم وحكومة بلدهم وأهل بلدهم».

وإذ ذكّر بأنّ الحكومة اللبنانية تحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته بالمساهمة في مواجهة أعباء النزوح على لبنان، نبّه الحريري في الوقت عينه إلى أنّ لبنان ليست لديه مصلحة في توجيه «رسالة سلبية» إلى هذا المجتمع مفادها أنه «تخلّى عن المسار الذي اختاره بالتنسيق مع الأمم المتحدة والهيئات الدولية، واستبدله بمسار مجهول النتائج مع حكومة سورية مجهولة، أي الحكومة نفسها التي يحمّلها المجتمع الدولي مسؤولية مباشرة عن أزمة النزوح». وبالمختصر، أكد الحريري أنّ حكومته لن تدفع النازحين إلى «مصير مجهول»، بالتوازي مع عزمها على عدم التهاون مع «أي محاولة لجعل أماكن النزوح بيئة حاضنة للإرهاب والتطرّف».

ابراهيم

تزامناً، وبعدما سرت شائعات إعلامية أمس تتحدث عن تكليف المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم التفاوض مع النظام السوري حول ملف عودة النازحين بوصفه «موفداً رئاسياً»، نفى ابراهيم هذه الشائعات مؤكداً أنها أنباء عارية من الصحة وقال لـ«المستقبل»: «لم أكلّف التفاوض مع الدولة السورية حول ملف النازحين».

الجراح يرد على سفير الأسد

وعلى مستوى غير بعيد عن سياق الحملات والضغوط الهادفة إلى تعويم النظام السوري وإغراق اللبنانيين في وحوله الدموية، كان أن استفاق اللبنانيون أمس على وقع «تعميم استخباراتي» ممنهج حاول استنساخ أساليب زمن الوصاية البائدة عبر استحضار سفير نظام الأسد علي عبد الكريم علي لتنفيذ مهمة التطاول على لبنان وحكومته بكلام عدائي استعلائي على اللبنانيين، رأى فيه الوزير جمال الجراح «سبباً موجباً إضافياً لإغلاق كل الأبواب في وجه الدعوات القائمة لفتح حوار مع النظام السوري».

ورداً على كلام سفير الأسد، شدد الجراح على أنّ «لبنان لا يحتاج إلى دروس من نظام يتشارك مع التنظيمات الإرهابية في تهجير الشعب السوري وقتله»، جازماً في مقابل تعامل هذا السفير مع النازحين «بصفتهم مطلوبين للمخابرات السورية»، بأنّ هكذا مهمة «لن يقوم بها لبنان ولن تتولاها حكومة على رأسها الرئيس سعد الحريري».